بداية يجب أن نحترم الغباء كما نحترم الذكاء ... فكل له زبائنه !! وهل تسليم العقول بالكلية ( بالجملة ) يعتبر غباء أم تغابي !! ليس هو موضوعنا هنا !! وكما أن هناك سباقاً للخيل , فهناك سباقاً للتسلح ( ليس العسكري أو النووي لاسمح الله ) وعشان مانجيب العيد ... هناك سباق للتسلح الطبي ( الوقائي – العلاجي – وأحياناً اللقاحي ) القصة ياجماعة وخلال عدة زيارات للمراكز و المستوصفات الطبية لفت انتباهي بروشورات عن أنفلونزا الخنازير ( AH1N1 ) والتي مازالت معلقة على الجدران وفي الممرات واستراحات المرضى , وما تحويه هذه البروشورات من إرشادات وتنبيهات عن هذا المرض ( الفيروس ) وطرق التعامل معه طيب وين الجديد في الموضوع !! الجديد في الموضوع هو عبارة عن سؤال سألته لنفسي ( ومن حقي أني أسال نفسي بنفسي ) وقلت : ( وين كنا وين صرنا ) كيف كان حالنا أيام الفيروس .... حلوة أيام الفيروس وكيف أصبح حالنا بعد تلك الأيام إن لم تكن الشهور ( ولم تكن طويلة إلى هذا الحد ) خذوا عندكم : 1- الإعلام العربي ( خصوصاً ) ... بقنواته وإذاعاته وصحفه .. غرف عمليات على مدار الثانية ( وليس الساعة ) كناية عن الحرص على الوقت لسرعة النشر وفيات , إصابات , اكتشافات , اجتماعات , مخاوف , انتشار , تزايد , وهاتك يارعب .. 2- مطالبات بتأجيل ( إيقاف في بعض الأحيان ) للدراسة ... 3- مطالبات بسرعة توفير اللقاح الجديد ( ومش حالك ب تاميفلو Tamiflu (واللي ملأ الصيدليات وما أحد اشتراه أيام انفلونزا الدجاج ( قصدي الطيور ) حتى يوصل الجديد . 4- وصلت بعض المطالبات ( بالمطالبة ) بإلغاء موسم الحج .. لماذا ؟ حتى لاتصبح السعودية بلد مصدر للوباء ( الفيروس ) كانت قفزة كبيرة في استغلال المصائب .. ولكن هيهات . 5- وهاتك ياتصريحات ولقاءات استضافات وتحليلات ( واد يلوا ) على المستوى المحلي . وصار الوضع ( في ذلك الوقت ) مرعب جداً ( ولكم الحكم في ذلك ) وبعد ها لمشوار الإعلامي والتسليم الشعبي ( نسبة لحالنا طبعاً ) وشراء الكميات الهائلة من اللقاح والذي قامت بإنتاجه شركة نورفاتس السويسرية حيث وصلت أرباح هذه الشركة من مبيعات هذا اللقاح إلى 2.95 مليار دولار ... بس ( يعني فقط ) .. وهنا سؤال مقترح : من هي الدول التي اشترت هذا اللقاح وهل هي : الأكثر شعباً , أم الأكثر حرصاُ , أم الأكثر خوفاً أم الأكثر ..... ماذا !! صحيح إن كل دقة بتعليمه والنجاح في حملات التصدي للشائعات لا يأتي إلا من خلال بوابات الفشل السابقة .. ولست هنا لإعطاء الدروس للمسئولين في القطاعات المعنية لأنهم كغيرهم ممن ( يروحون ويجوون ). حسب نظرية الكراسي الدوارة طبعاً . ما يهمني هنا هو أن نتعلم نحن ( من نحن ) أنا وأنت أيها القارئ الكريم ومن هم على شاكلتنا من الشعب العربي .... ولكن ماذا نتعلم ؟ نتعلم أن لانكون صيداً سهلاً لكل مايبث ويكتب وينشر ويذاع ( مع اختلاف الشكل والمضمون ) فأنت وحدك ( المعني والمقصود – والمتضرر والمستفيد ) في نفس الوقت ... إذا أردت طبعاً !! ودمتم بخير سلطان بن خلف النوري [email protected]