ألقيَ جزء مهم من اللوم على وسائل الإعلام في تهمة تضخيم خطر انفلونزا الخنازير. نسي البعض أن وسائل الإعلام مرآة تعكس ما تستقبل، كما نسوا أن أول من خوّف وتخوف من هذا الفيروس هو منظمة الصحة العالمية، والمتابع يتذكر الارتباك الذي أصابها وعدم وضوح رؤيتها ووضعها الخطر - الوباء - في مستوياته العليا، ووزارات الصحة خصوصاً في دول العالم الثالث تابعة في شكل أو بآخر لمنظمة الصحة العالمية، فهي بيت الخبرة، من هنا أصابت عدوى الارتباك والفوضى تلك الوزارات، فإذا كانت المنظومة الصحية متردية وأحوالها لا تسر، كما هي حالنا معها، يمكن فهم ارتفاع مقياس الخوف والارتباك لدى الناس. وكما أسهم البنك الدولي والصندوق الدولي في الأزمة المالية العالمية بسياساتهما المنحازة المعروفة، أسهمت منظمة الصحة في الأزمة العالمية «الخنزيرية». الصين مثلاً حذرت من عدم الاستقرار الذي قد يسببه الفيروس، ولا يعرف ما إذا كان التحذير تسويقاً للقاح الصيني أم أنه ينبه فعلاً لخطر حقيقي. وأخيراً أعلن وزير الصحة المصري أن شركات إنتاج اللقاحات تشترط على الدول المستوردة توقيع إقرار بعدم مسؤوليتها عن الأضرار الجانبية لهذه اللقاحات، وهو ما يشير إلى صحة ما راج عن أخطار تلك اللقاحات إلا ان هذا الجزء ما زال يقابل بالصمت المحلي. ما دامت هناك مطالبات قديمة بإصلاح هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن على رغم انخفاض حدتها الآن، فإن المطالبة بإصلاح منظمة الصحة العالمية أهم. إن السؤال البسيط يقول إلى أية درجة تغلغلت شركات الأدوية الضخمة داخل المنظمة ومدى تأثيرها على توجهاتها، وهل تحولت إلى آلة إعلامية لنشر الفزع الصحي، وهي بيت الخبرة والإرشاد الصحي في العالم، ونتائج ذلك على دول العالم النامي. المرة تلو المرة يتكشَّف لنا الضعف والارتباك، فليست هناك جهة في العالم العربي كله استطاعت الجزم بحقيقة اللقاحات ومعرفة آثارها الجانبية وهل هي أكثر خطورة من الفيروس، مثلما لم تكن هناك جهة واحدة تفتي بحقيقة الفيروس. في وضع مثل هذا نحن على موعد مع موجات من التخويف والأخطار، فالداء والدواء هناك وعلينا الاستيراد... والارتباك. www.asuwayed.com