لغة التواصل المفقودة عندما نسمع ونقرأ عن شخص يقوم باعتداءات جنسية على أطفال أبرياء وصلت إلى 200 حالة اعتداء حسب اعترافاته , هنا نتساءل عن ردود الأفعال وقوة تأثير مثل هذا الخبر وغيره من الأخبار المشابهة في النوع المختلفة في العدد ( حالات الاعتداء ) وهل هذا التأثير يعتبر من النوع الإيجابي أم السلبي !! وبما أن العلاقة بين المصائب والفوائد تقول : مصائب قوم عند قوم فوائد .. وللأسف أقولها .. ومن عدة نواحي : 1- مدى تأثر الوالدين ( الأب والأم ) بمثل هذه الاعتداءات وهل بدأ الكثير منهم بإعادة الحسابات سواء على مستوى البيئة المحيطة ( داخل المنزل ) أو على مستوى البيئة الخارجية ( خارج المنزل ) ومن يحتك معهم الطفل بصورة مباشرة أو غير مباشرة . وهل ستؤثر مثل هذه الحوادث والتي ( وللأسف الشديد ) انتشرت بشكل كبير بل ومخيف في مجتمعنا المحلي على إعادة النظر في تربية الطفل بطريقة تسمح له بحرية تربوية تساعده على التواصل مع الوالدين والحديث معهما عن كل مايدور ويحدث معه خلال اليوم سواء داخل المنزل أو خارجه . 2- الناحية الثانية عندما تطل علينا إحدى الكاتبات في إحدى الصحف المحلية مستفيدة من القاعدة السابقة (مصائب قوم عند قوم فوائد ) لتقول لنا أنها هي أول من كتب و نادى بتدريس التربية الجنسية للأطفال ... وتقول على لسانها طبعاً : وها أنا أعود لأكرر وأطالب بتدريس التربية الجنسية للأطفال منذ نعومة أظفار هم ( استغلال المصائب للترويج للأفكار والسلع ) بأسلوب الشفقة وأن الحل عندها هي و هو المخرج الوحيد للقضاء على حالات الاعتداء الجنسي عند الأطفال - وفي نهاية حديثها تطالب بقراءة كتابها وزيارة موقعها لتحميل الكتاب مجاناً – وأخيراً ترى أن الحل بقيادة الأم للسيارة لتوصيل طفلها إلى المدرسة . ( أين تعيش هذه الكاتبة ) 3- ما الحالات التي نقرؤها في الصحافتين الورقية والإلكترونية إلا نماذج ظهرت على السطح لتؤكد أن هناك الكثير والكثير من الحالات التي لم تكتشف بعد وإن اكتشف شيء منها فقد انتهى ( بالتغطية والستر – ما نبغى فضايح بين الناس ) 4- هل فعلاً وكما تقول الكاتبة ( السعودية ) في الصحيفة ( السعودية ) أن موضوع التربية الجنسية وتعليمها للأطفال هو الحل الذي طالبت وما زالت كما تقول تطالب به . 5- أم أن لغة التواصل المفقودة في التربية بين الوالدين والأطفال هي السبب !! 6- ماهو نوع العلاقة اليومية بين الطفل وأسرته داخل المنزل ( أكل وشرب ولعب ونوم ) وخارج المنزل ( ومن وإلى وداخل المدرسة ) وهل الطفل مطالب بأن يخبرنا بكل مايحدث معه أم علينا كآباء وأمهات أن نسأله نحن عما حدث ويحدث .. وقبل ذلك كله هل سيجيب الطفل بصراحة ودون خوف ( وهل فعلاً أصبحنا بحاجة ماسة لإيجاد جو يساعد على تفعيل لغة التواصل والتي ربما فقدناها في السابق مع أبنائنا ولكنا ومع هذا المصائب سنعيد حساباتنا بالتفصيل كي نحمي أبنائنا ولو بقليل من التواصل معهم . ( ترفع القضية للتداول لمزيد من الدراسات والتوصيات ) ودمتم بخير سلطان بن خلف النوري [email protected]