تحتفل بلادي اليوم بذكرى غاليه على قلوبنا وهي مرور43 عاما على اتحاد اماراتنا الحبيبة الذي ارسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وذلك بقيادته مرحلة البناء الشاقة بحكمة واقتدار وتسخير كل الامكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين ولازالت حاضرة في أذهاننا مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ابان حرب أكتوبر العام 1973 حينما صرح بوقفته التاريخية المشهودة "إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر". وواصل مسيرة البناء والنهضة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله واخوانه حكام الامارات وأطلق رئيس الدولة برؤيته الثاقبة وخبرته القيادية الثرية مرحلة التمكين السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي للدولة لانشاء صروح الانجازات والمكتسبات التي تحققت في شتى المجالات واعلاء راية الوطن وشأن المواطن. وتعتبر دولة الامارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة بالنسبة لقوانينها وتشريعاتها المتكاملة التي تنظم كافة جوانب الحياة , والمرأة الاماراتية بفضل قيادتنا الرشيدة تعيش اليوم عصرها الذهبي اذ اولت الدولة اهتماما بالغا بها واتاحت لها الفرصة الكاملة والمتكافئة شأنها شأن الرجل على حد سواء وشجعتها على دخول معترك العمل الاجتماعي والعام والسياسي والقضائي وتبوأت أرقى المناصب في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية , فلدينا الوزيرات والسفيرات وعضوات المجلس الوطني الاتحادي والقاضيات في محاكم الدولة ، كما حرصت الدولة على اطلاق مجموعة من المبادرات الهادفة لتفعيل دور المرأة في قطاع الاعمال وتعزيز مكانتها في كافة المجالات منها المجال الاقتصادي عن طرق انشاء مجالس سيدات الاعمال و اطلاق جائزة سيدات الاعمال في الامارات . وتوضح التطورات التي حدثت في مكانة المرأة البلورة الحقيقية والواقعية لأدوار المرأة التي جاءت نتاج تأهيلها وإعدادها من خلال اتاحة الفرص التعليمية المتكافئة لكل المواطنين عن طريق مختلف الاجهزة التعليمية بدءا بالمدارس ووصولا الى الجامعات وتعتبر دولة الامارات ان التربية والتعليم محورا اساسيا للنهوض بالمرأة وتعزيز دورها الريادي في المجتمع حيث تنال المرأة تعليما مماثلا لتعليم الرجل ويرجع ذلك الى ادراك دولة الامارات ان نجاح خططها وجهودها التنموية تتوقف على جعل المرأه شريكاً كاملا في مختلف المجالات . وقد ساوى دستور الدولة بين المرأة والرجل في اختيار العمل او الوظيفة اذ نصت الماده 35 منه أن (باب الوظائف العامة مفتوح لجميع المواطنين على اساس المساواة بينهم في الظروف ووفقا لاحكام القانون والوظائف العامة خدمة وطنية تناط بالقائمين بها و يستهدف الموظف العام في اداء واجبات وظيفته المصلحة العامة وحدها). كل عام واماراتي بخير وعزة ورخاء وتقدم ونسأل المولى القدير أن يحفظ قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه حكام الامارات. * محامية إماراتية ومستشارة قانونية