اكد عدد من المسؤولين على اهمية "مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة" الذي أقره خادم الحرمين الشريفين، ويضم أكثر من 71 مشروعاً في مجال الآثار والتراث العمراني، والمتاحف، والحرف والصناعات اليدوية، إلى جانب المشاريع الأخرى الكبرى التي يجري العمل على تنفيذها من قبل شركاء الهيئة من مؤسسات الدولة. وأوضحوا في ورشة عمل التراث الحضاري للمملكة التي عقدت الأسبوع الماضي ضمن فعاليات ملتقى مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضري ونظمته جامعة الملك سعود وهيئة السياحة والآثار برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة. ان مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري يأتي كمرتكز وأساس مهم لجهود المحافظة على التراث الثقافي الوطني وتنميته والتوعية والتعريف به محلياً ودولياً. وقال سليمان الحربي، مسؤول وزارة التربية والتعليم عن التوعية والتعريف بالبعد الحضاري للمملكة في مناهج التعليم العام بان الوزارة ستسهم في هذا المشروع من خلال التوعية والتعريف بالبعد الحضاري للمملكة في مناهج التعليم العام مبيناً أن ذلك يأتي ضمن المناهج الدراسية والتي تهدف إلى التعريف بقيمة تراثهم الوطني، وقال إن مناهج التعليم العام تحفل بكثير من المواد التي تعزز وتعرف بالبعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، سواء في مجال الآثار والمتاحف والتراث العمراني، أو التوعية الاجتماعية في هذا المجال، مضيفاً أن التوعية بالتراث تخللت معظم الكتب الدراسية على اختلاف تخصصاتها مثل التربية الإسلامية واللغة العربية والاجتماعيات والتربية الفنية واللغة الإنجليزية، لافتاً إلى تعاون الوزارة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال كثير من البرامج والأنشطة المشتركة التي من شأنها تعزيز البعد الحضاري للمملكة. كما استعرضت ورقة عمل التوعية والتعريف بالتراث الحضاري للمملكة من خلال وسائل الإعلام، والتي قدمها ظافر الشهري، المستشار الإعلامي بمكتب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، دور وسائل الإعلام في تعزيز التوعية وتعميق الوعي المجتمعي بالتراث والثقافة، وقال إن ذلك يسهم في إبراز المكانة المتجددة والمهمة للمملكة وتأكيد حضورها المتميز في مسيرة الحضارة الإنسانية وموقعها الثقافي بين الأمم بوصفها دولة تشكلت على أرضها الحضارات منذ أقدم العصور. وتناول الشهري في ورقته العلاقة بين الإعلام والمجتمع وقال لابد من الإشارة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الإعلام كمؤسسة مجتمعية ببقية المؤسسات في المجتمع ودوره المهم في التأثير على ثقافة وهويّة المجتمع وتشكيل وعيه واتجاهاته وسلوكيات أفراده، مشيراً إلى مرتكزات التوعية والتعريف بالتراث الحضاري وقال إن مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري يأتي كمرتكز وأساس مهم لجهود المحافظة على التراث الثقافي الوطني وتنميته والتوعية والتعريف به محلياً ودولياً، وأضاف الشهري أن المرتكز الثاني يتمثل في العمل الدؤوب للهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها لاستعادة الوعي بأهمية التراث الوطني، إلى جانب القرارات والأنظمة التي أصدرتها الدولة، كما استعرضت الورقة أهمية الاستراتيجية في التوعية والتعريف بالتراث الحضاري، ودور اتفاقيات التعاون ضمن جهود التوعية والتعريف بالتراث الحضاري. كما قدم عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، عرضاً مرئيا عن جهود جامعة الملك سعود في الآثار والتراث، تناول خلاله مراحل تطور الجامعة وانشطتها، ونشأة كلية السياحة والآثار وأهدافها وانجازاتها، لافتاً إلى أن الجامعة ساهمت في العديد من الأعمال والدراسات والبرامج التدريبية الميدانية في مجالات الآثار والتراث الثقافي، وتقديم الخدمات الاستشارية العلمية والادارية وغيرها للعديد من المؤسسات الاكاديمية والحكومية والمحلية والإقليمية والمجلات العلمية، إلى جانب جهودها في التعريف بالتراث الوطني في المناسبات الدولية والمحلية، ومشاركتها في في المعارض والملتقيات العلمية، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات الأجنبية ، والمساهمة في إنشاء المتاحف الوطنية والمحلية، إلى جانب نشر ودعم الدراسات والرسائل العملية داخل وخارج المملكة، وأضاف أن الجامعة أسهمت في تأسيس الجمعيات العلمية في مجال التراث والآثار، وتأسيس متحف للآثار وآخر للتراث الشعبي. كما شارك في ورشة عمل التراث الحضاري الدكتور ناصر محمد الجهيمي، نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، وقدم ورقة بعنوان: تعزيز الهوية الوطنية من خلال مواقع التراث الوطني. قصور الملك عبدالعزيز أنموذجا، أوضح خلالها أن المحافظة على التراث ترتبط بالحفاظ على هوية الأمة وثقافتها، مشيراً إلى جهود الدولة في العناية بالتراث الفكري والمادي وما حظي به من دراسة وتوثيق.