اراقت عيوني بالدموع السوافح لا العهد منسيني ولا الريع بارح يلوح تذكاره على البال ما لعى ورقٍ وما ذعذع نسيم البوارح الى عن لي من طارق الفكر هاجس بوجدٍ توحد بين الاضلاع جارح جفيت الكرى واحييت ليلي وما جرى غدا انسان عيني بازرق الدمع سايح فلو رمت كتم السر ابدوا ما بها نظيريها في هامل الموق ناضح فسال الولي بالشمس يا عيد ولضحى والاحزاب وآياتٍ بها الحق واضح يسقي لنا ما بين حرشا والنياء الى الفرع يالي سفح روس المقارح الى خشم رمانٍ الى دار عامر الى النير واقمان الخشوم اللحالح بنوٍ حقوقٍ كن ناشي ربابه بالافاق ريلان النعام الطوافح صدوقٍ دفوق جور هطال وبله يحط الحجر من قورها للصحاصح سفوكٍ (1) بالمقادير ساقه من قدره بالكاف والنون سافح الى مضى ستين يومٍ وفللت فيه الخزامى من عبير الروايح وزهت فياضه عقب الامحال واخصبت وغنت طيورٍ في قفورٍ صوادح تجي له اسلافٍ هزالٍ وترتوي قراح وترتع في مساس المسارح يحمى لابو تركي لجا كل مجرم خايف ويرجا من جداه المصالح(2) يرجي عطاياً عطاها لمن عنا جسامٍ بها بال به الوجه سامح شيبٍ وشبانٍ تقاوى بها الصفا وجردٍ تنير وشهبٍ قوارح تهزهزت سكن الامصار الى ارجفت سرايا اسقام الضد ليث التكافح من الشام الى الشنبل الى ماحوى الشفا الى ما ورى الزاوي الى الشرق نازح حماها وكلٍ في ربى الدار راغب راعي الشاة وصار الذيب للشاة مصالح مخافة محمود السجايا الى اوجهت سباياه دوارٍ بها الموت لافح فلا زرفلت شيب الغوارب ولا انتحت بمثله الى رام الخصيم المناوح فجعلنك ما يحصي بليغٍ لما حوى من جوده لو بلغ القصر فيه قارح وصلوا على خير البرايا محمد عدد ما لعى ورقٍ بالاغصان نايح الشاعر: هو تركي بن فوزان بن ماضي من بني تميم من أهل القرن الثالث عشر الهجري كان أميراً في روضة سدير توفي عام 1292ه. مناسبة النص: قالها استغاثة يدعو الله بالسقيا لأرض الوطن التي أصابها القحط ويمتدح الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي الذي آوى الناس إلى كنفه وفرض الأمن، وقد كانت بداية تولي الإمام عبدالله للحكم بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي في21رجب عام1282ه وبالتالي هذا النص قيل في الفترة بين 1282ه و 1292ه، وبالنظر لعدة دلائل يرجح لدي أنه قيل بين عام 1288ه/1289ه حيث ذكر ابن بسام في تحفة المشتاق في أحداث 1288ه".. واشتد الغلاء والقحط وأكلت الميتات وجيف الحمير ومات كثير من الناس جوعاً وحل بأهل العارض والخرج والمحمل وسدير والوشم وما ولاهم من القحط والجوع والقتل والنهب والمحن أمر عظيم.." وكذلك في السنة التي تليها 1289ه يذكر ".. وفيها اشتد الغلاء والقحط وجلا كثير من أهل سدير والوشم والرياض للأحساء والزبير والبصرة والقصيم ومات كثير من الناس جوعا...". دراسة النص: خلت المراجع والمجاميع الشعرية من هذا النص ولم أجده إلا في مخطوط ابن يحيى ومن تتبع سياق النص يظهر لي أن هناك أبيات قد سقطت منه ولعل في قادم الأيام نجد مرجعاً آخر يستكمل فيه النص الذي بدأ فيه الشاعر متحدثاً عن حالة الحزن التي يعيشها والذكريات التي يستحضرها عند سماعه هديل ورقاء الحمام أو عندما تندفع انسام الريح اللينة فتتحرك الأشجار بلطف، وكيف أنها تراوده الأفكار بما يثير في نفسه وجداً وحيداً يسبب الألم لنفسه بما يكون مدعاة لسهره وبكائه، ولو أنه حاول إخفاء معاناته عن الآخرين فإن جريان الدمع من عينه يفضح سره (ولعل لذلك ارتباطاً بموت أحد أبنائه خاصة وأنه قتل في عام 1287ه). ثم أن الشاعر يسأل الله عز وجل ويتضرع إليه بما أنزل من سور القرآن الكريم أن يسقي أرض الوطن ويسميها، ثم يشبه السحاب بقطعان النعام ويصف شدة انهماره وكيف أن بعد ستين يوماً من هطول المطر يكتمل نبات الأرض فتفوح رائحة نبات الخزامى وتخصب الأرض فلا يرى إلا اخضرارا ولا يسمع إلا تغريد أطيار، فتقصده البادية بماشيتها وترتوي من البحيرات المطرية العذبة وترتع في الأرض الطيبة المرعى فتكون تحت حماية الإمام عبدالله بن فيصل (أبو تركي) وهو الذي يجير الخائف ويبذل العطاء عن طيب نفس وسماحة في الوجه، ثم يصف جيوش الإمام عبدالله بن فيصل وكيف أن ديار الأعداء تهتز خوفاً عندما تسمع بخروج هذه الجيوش ويحدد الشاعر امتداد نفوذ الإمام عبدالله بن فيصل وسيطرته من أطراف الشام إلى الجنوب ومن أطراف الحجاز إلى شرق الجزيرة العربية حيث فرض الأمن والاستقرار فعاش الجميع في كنفه في سلام لا يخشى الضعيف سطوة القوي ولا جوره مشبهاً ذلك بمعايشة الذئب للشاة ومرد ذلك خوفاً من سطوة الإمام عبدالله بن فيصل الذي لا يماثل فضله منافساً له ولا تحصي مكارمه بلاغة بليغ. هوامش: 1-وزن الشطر مختل ولا شك أن هناك كلمة سقطت عند التدوين فأثرت على وزن الشطر. 2-في الأصل وزن البيت مختل نتيجة زيادة في مفردات البيت حيث جاء كما يلي: يحمى لابو تركي لجا كل مجرم خايف ويرجا من جداه البذل والمصالح فعند إضافة (خايف) للشطر الثاني والتخلص من مفردة (البذل) فإنه ينضبط وزناً ومعنى. مخطوط قصيدة تركي بن ماضي ابن يحيى