جدران منازلهم.. شرفهم المطلة على مروج خضراء.. حجراتهم.. أول من يقرأ إبداعهم؛ فهي التي شهدت حالة الولادة الأولى لنصوصهم ومن بينها تخلقت. من يقرأ "أين كانوا يكتبون: بيوت الكتاب والأدباء في العالم" يشعر أن طريقة تأثيث منازل هؤلاء الأدباء والمبدعين ليست إلا انعكاساً صادقاً لحالاتهم الوجدانية والفكرية؛ ستائر غرفهم ومكاتبهم المرتبة بطريقة أنيقة.. التحف والديكورات الموزعة على أرجاء الغرفة تنبئ عن فردوسهم المفقود الذي يبحثون عنه. الكتاب أنثوي بامتياز كما وصفته المقدمة العربية التي كتبها شاكر نوري، إنه ثمرة جهود ثنائية بين صحافية ومصورة بين فرانسيسكا بريمولي والمصورة إريكا لينارد. الكتاب من ترجمة المهندسة رجاء ملاح وصادر عن دار ثقافة للنشر والتوزيع ويقع في قرابة مئتي صفحة. المحتوى تناول عدداً من الكتّاب والأدباء في العالم، حيث تذكر فرانسيسكا أن البيت يلعب دوراً مهماً في الحياة لأنه يتيح لصاحبه ترتيب ذكرياته وتسكين قلقه وتحريك أفكاره ومن هنا انطلقت رغبة المؤلفة في تتبع أثر هذه العلاقة الحميمية بين الأدباء وبيوتهم التي سكنوا فيها، وتجولت فرانسيسكا في أوروبا والولايات للبحث عما وصفته ب"روحية المكان" للمبدعين. يحوي الكتاب المدعم بالصور على منازل كل من: كارين بليكسون، جان كوكتو، غابريل دانونزيو، كارلو دوسي، لورنس دوريل، وليم فولكنر، جان جيونو، كينيت هامسون، إرنست همنغواي، هيرمان هسه، سلمى لاجيرلوف، غوسيب توماسي دي لامبيديوسا، بيير لوتي، ألبيرتو مورافيا، فيتا ساكفيل، ديلان توماس، مارك توين، فيرجينيا وولف، وليم بتلر ييتس، مارغريت يورسنار.