اعتاد الموظفون والمراجعون لأحد المستشفيات في مقاطعة سيبريا الروسية أن يشاهدوا الكلبة "ماشا" تدخل يومياً من البوابة الرئيسية وتتبع طريقها في ردهات المستشفى إلى أن تصل إلى المكان الذي تركها فيه مالكها قبل عام كامل بعد أن دخل إلى هناك ولم يخرج حيث وافته منيته. وأصبح طاقم العاملين جميعهم تقريباً في مستشفى مقاطعة "نوفوسيبيرسك" بالإضافة إلى غالبية المرضى يعرفون "ماشا" التي يلقبونها أيضاً بالاسكتلندية الحزينة لأنها تنحدر من أحد فصائل الكلاب الاسكتلندية. وبالرغم من عدم وجود من يعارض وجود "ماشا" في أروقة المستشفى إلا أن المسؤولين عنها يأملون أن يعطف أحد عليها ويقدم لها المأوى المناسب بعد أن فقدت صاحبها مع أنهم قاموا بتجهيز مكان ملائم لها ولا ينسون إطعامها ويحرصون على عدم إصابتها بأذى. وتعود قصة "ماشا" إلى قبل أكثر من عام تقريباً حين حضرت إلى المستشفى برفقة مالكها المسن الذي قرر الأطباء تنويمه نظراً لتردي حالته الصحية ليفارق الحياة بعدها بوقت قصير دون التوصل إلى أي أحد من عائلته أو اقاربه ليتم إبلاغهم. ولم ينتبه أحد في البداية إلى الكلبة التي كانت موجودة داخل أروقة المستشفى قبل أن يحاولوا نقلها لمكان أكثر ملاءمة لها ولكنها رفضت أن تفارقه إلى أن يعود إليها صاحبها حتى أنه عندما تبرع أحدهم بنقلها إلى منزله لحين تحديد مصيرها تركته وعادت إلى المستشفى. وتؤكد قصة "ماشا" قصصاً أخرى شهيرة على وفاء الكلاب لأصحابها مثل حكاية الكلب الياباني "هاتشيكوت التي تحولت إلى ما يشبه الأسطورة حين كان لأعوام عديدة ينتظر يومياً في محطة القطار عودة مالكه المتوفى واستمر على ذلك حتى نفق.