القطين عبارة عن عشب بري صغير موسمي له أفرع هشة وأوراق اسطوانية مليئة بالماء، وهي تكون غالبا بارتفاع مابين 15-20 سم وذو أزهار ذات سنابل كثيفة مختبئة في كتل صوفية كثيفة، بيضاء وبها مادة قطنية وهو يستعمل عادة في الطب البديل كمنقوع لعلاج اللثة النازفة وتستخدم أزهاره لعلاج عضة الثعابين وكمضاد للديدان، أما زيت القطين فيستخدم لمرضى الروماتيزم وتعتبر عشبة القطين البرية من الأعشاب الحمضية التي تأكلها البهائم لتستفيد من أملاحها ، لأن هذه العشبة تتميز بأنها ملحية وحامضة وهي تنبت في الأراضي اللينة والمتماسكة، لذلك هي نبتة نافعة طبيا للإنسان والحيوان، ولضمان أفضل استفادة اقتصاديا منها وذلك حينما تزرع هذه العشبة في مزارع محمية وتروى بالتنقيط، وخاصة إذا علمنا أيضا بأنها لا تحتاج إلا للقليل من الماء مع ضمان التدفئة لها شتوياً أو التبريد صيفا مع إمكانية التحكم في الرطوبة حتى تتم زراعتها دوما، ولكي تؤتي عشبة القطين فوائدها الاقتصادية أكثر فعلينا دراستها لتطوير جيناتها من ناحية مادتها القطنية حتى نستفيد منها في صناعة الملابس لذلك يحتاج لمركز بحوث لجميع الأعشاب عامة، وإجراء الدراسات عليها للاستفادة في جميع المجالات ، ولقد كانت عشبة القطين معروفة عند أبائنا وأجدادنا حيث كانوا يستخدمون قطنها حشواً في الطواقي والبيز، كما يمكن استخدام هذه النبتة لتكون علفا للأنعام من ماعز وإبل وأغنام وبقر إذا تم إنتاجها بكميات كبيرة بالإضافة للأعشاب البرية الأخرى مثل الحمض والرمث والقيصوم والنفل والخزامى والسعدان والثمام والمرار... الخ وغير ذلك وخاصة إذا عرفنا بأن وزارة الزراعة قد أوقفت زراعة القمح والشعير والبرسيم بسبب شح المياه ولم توجد البديل لذلك، فبزراعة هذه الأعشاب نقضي على شح الأعلاف والغلاء، كما نقضي على الأمراض التي تصيب الأنعام إذا استبدلنا غذاءها بالأعلاف البرية، وسيكون هناك فارق كبير في الجودة في صحتها وألبانها ولحومها مما ينعكس ذلك أيضا على صحة المستهلك كما سيكون هناك تحسن في البيئة من خلال الزراعة لهذه النباتات حتى لا تنقرض، وذلك من خلال إيجاد بذورها والمحافظة عليها مما يشجع على إنشاء بنك للبذور وفك الشفرة الوراثية لها واستنباط سلالات يمكنها العيش بالبيئة الصحراوية والظروف المناخية الصعبة، وتتحمل درجات الحرارة العالية، والجفاف، والملوحة. فلو تم عمل هذا المشروع لزراعة الاعشاب البرية فإننا بذلك قد أحدثنا نقلة نوعية للأفضل بيئيا واقتصاديا وزراعيا وصناعيا وطبيا بتكلفة أقل.