تؤكد قطر انها متمسكة بأحلامها الرياضية الكبيرة على الرغم من الصعوبات والاتهامات التي تواجهها، وهي تستعد لسنوات مقبلة حافلة بالأحداث الرياضية على ارضها. وواجهت قطر منذ حصولها في 2010 على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم تشكيكات بقدرتها على تنظيم الحدث وبالمخاطر الناجمة عن تنظيم البطولة في فصل الصيف الحارق، واتهامات طالت ملفها. وفي وقت سابق هذا الشهر، تنفس المسؤولون عن الرياضة في الدولة الخليجية الغنية بالغاز الصعداء عندما اعتبرت هيئة اخلاقية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) انه ليس هناك ما يدعو الى اعادة النظر في فوز قطر. وحصلت قطر بعد ايام على خبر جيد اضافي بحصولها على شرف استضافة بطولة العالم لالعاب القوى في 2019. وقطر التي تؤكد لجنتها الاولمبية بانها تسعى لتكون على "اعلى المستويات في مجال الابتكار"، كشفت لتوها عن مجسم "ستاد خليفة" الذي يتسع ل40 الف متفرج وسيكون من بين الملاعب المكيفة التي ستستضيف كاس العالم في 2022. وتمضي قطر التي تملك ثالث اكبر احتياطي من الغاز في العالم، من دون كلل او تأثر بالصعوبات التي تواجهها نحو تنفيذ استراتيجيتها بأن تصبح عاصمة للرياضة في المنطقة واحدى اهم العواصم للاحداث الرياضية في العالم حتى باتت تلعب دورا طليعيا فيها. وتبلغ مساحة قطر 11 الف كيلومتر مربع وعدد سكانها اقل من مليوني نسمة بينهم حوالى 250 الف مواطن. وتملك الدولة الخليجية شبكة "بي ان" التلفزيونية الرياضية التي باتت لاعبا عالميا في مجال نقل الاحداث الرياضية وتملك امكانات تقنية ومالية قل نظيرها في العالم. واضيف مونديال العاب القوى 2019، الذي يعتبر ثالث اكبر بطولة عالمية بعد دورة الالعاب الاولمبية الصيفية وكأس العالم لكرة القدم، الى محطات بارزة في تاريخ هذا البلد الغني بالغاز، كرستها وجهة مفضلة لاقامة الدورات الرياضية الدولية، والتي تدرجت لتصل الى بطولات للعالم في رياضات مهمة. وقال وزير الشباب والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي في تصريح لوكالة فرانس برس: "قطر اصبحت بدعم من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد والحكومة والشعب عاصمة للرياضة العالمية". وتابع "اذا نظرنا الى بطولات العالم التي ستستضيفها قطر من الآن وصاعدا نرى مدى ثقة المجتمع الدولي ببلدنا، فاليوم على مستوى بطولات كأس العالم في مختلف الرياضات اصبحت الدوحة مركزا حيويا وعاصمة للرياضة". وكلما ارتفعت حدة النقد للدوحة في الصحافة الاجنبية او على لسان بعض المسؤولين خصوصا في الاتحاد الانكليزي لكرة القدم في امور تتعلق بالفساد او التوقيت بسبب الحرارة او بفتح ملفات ظروف العمال الى حد الوصول الى وصف "العبودية"، فان قطر ترد بالحصول على استضافة احدى البطولات العالمية النوعية. واضاف الوزير القطري في معرض حديثه عن الدور الطليعي التي تلعبه قطر في الرياضة العالمية "هناك بطولة العالم للسباحة مطلع ديسمبر، ثم كأس العالم لكرة اليد مطلع 2015، ثم بطولة العالم للملاكمة في 2015 ايضا، وكأس العالم للدراجات الهوائية في 2016، وكأس العالم للجمباز في 2018، والآن حصلنا على كأس العالم لالعاب القوى في 2019، فقطر اصبحت تحظى بثقة المجتمع الدولي الذي يعلم امكانيات قطر في الاستضافة والخدمات الراقية التي تقدمها، فضلا عن ميزة موقعها الجغرافي القريب من جميع القارات". والعاب القوى بالذات كانت من المداميك الاساسية التي بدأت قطر تبني عليها استراتيجيتها بعيدة المدى، اذ تعود استضافتها احد لقاءات الجائزة الكبرى الى منتصف التسعينات من القرن الماضي، وتستضيف حاليا احدى جولات الدوري الماسي، فقبل نحو عشرين عاما كانت المنشآت الرياضية محدودة، اما الآن فباتت الدوحة تمتلك احدث المرافق الرياضية في العالم، وحتى استاد خليفة الذي استضاف اللقاء الاول، يجري تحديثه حاليا ليحتضن مونديال 2019. لم ييأس القطريون بعد خسارتهم التصويت لمصلحة لندن التي ستنظم مونديال العاب القوى 2017، وقاوموا الضغوط والانتقادات بشأن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وهي من المعضلات الكبيرة التي ما تزال تواجه مونديال كرة القدم 2022. وستقام منافسات بطولة العالم لالعاب القوى عام 2019 من 28 سبتمبر حتى السادس من اكتوبر، حيث ستكون درجات الحرارة اقل نسبيا من اشهر الصيف الاولى. وتتعرض قطر الى انتقادات كثيرة منذ فوزها باستضافة مونديال كرة القدم عام 2022، ويقول الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي في تصريحات صحافية: "على الرغم من قرار فيفا الحاسم والذي صدر بناء على تقرير غارسيا، إلا أنني أؤكد أن عملية التشكيك ستستمر من البعض، وسيقابلها أيضاً استمرارنا في العمل والإصرار على النجاح"، واضاف "نحن مستمرون في الانشاءات والبطولة بشكل عام تسير في المسار الصحيح لأننا نسعى لتنظيم تشكل علامة فارقة في نمط استضافة البطولات العالمية". وعن الامكانات المادية الكبيرة لقطر التي تساعدها في الحصول على استضافة الاحداث الرياضية الكبرى قال وزير الشباب والرياضة القطري: "كل دولة غنية بطريقة ما، فهناك الدول الغنية باقتصادها وهناك الغنية بشعوبها وتاريخها، والثروة اما ان تكون نعمة او نقمة، وقطر بفضل قيادتها الحكيمة وظفت هذا العامل ليخدم رؤيتها الوطنية". وتابع "كلنا يعلم مدى قوة تأثير الرياضة في المجتمعات سواء في المجال الاقتصادي او السياحي او البشري، ويأتي اهتمامنا بشكل خاص بالرياضة في قطر لشحذ وتحفيز الشباب والتركيز على هدف تحقيق رؤية قطر الوطنية من خلال التنمية البشرية، واستثمارنا في الرياضة هو جزء مهم رؤيتنا القطرية التي تخدم المجتمع وخاصة الشباب". وكانت قطر قد دخلت ايضا في السباق لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية عامي 2016 و2020 ولم توفق في اجتياز المرحلة الاولى من التصويت. وتشتهر الدوحة باستضافة العشرات من الدورات والبطولات الرياضية العالمية، في كرة الطاولة، وكرة المضرب للرجال والسيدات، والغولف، الدراجات الهوائية، والملاكمة والسكواش والسباحة، وقفز الحواجز في الفروسية، واحدى جولات بطولة العالم للدراجات النارية (موتو جي بي).