توفي الشيخ المفكر الإسلامي، محمود شاكر( أبو أسامة، السوري) يوم الأحد 1/2/ 1426ه الموافق 23 نوفمبر 2014م في مدينة الرياض. والشيخ محمود هو صاحب موسوعة التاريخ الإسلامي (19مجلدا) صاحب القلم الذي سطر المؤلفات والكتب العديدة حول الإسلام والأقليات الإسلامية والعالم الإسلامي، وجغرافيته وتاريخه والتي لا تخلو مكتبة منها. ولا شك أن فقده كان خسارة، وموته فاجعة على المسلمين ، ولكن العزاء فيما بقي له من ذكرى طيبة وما قدم خلفه من علم ينتفع به بعد أن رحل، ونحسبه والله حسيبه ممن عمل واجتهد في خدمة العلم بكل ما تعني هذه الكلمة، فكان يعطي من مداد يستنزفه من قلب محب يهتم بأمته. ولد الشيخ محمود المؤرخ والكاتب الإسلامي السوري الجنسية في حرستا الشام، شمال شرقي دمشق، في شهر رمضان عام 1351ه، وتربى على الفضائل والأخلاق الإسلامية وحب العلم وطلبه، ونشأ في بيت يحرص على التربية الإسلامية والخلق. أنهى دراسته الثانوية عام 1371ه، وتلقى العلوم الشرعية في حلقات العلم في المسجد، كما التحق بالجامعة السورية في دمشق قسم الجغرافيا، ثم تخرج فيها عام1956 – 1957م، وحصل على شهادة الجغرافيا بأنواعها البشرية، والطبيعية، والإقليمية. التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية بكلية الضباط، وتخرج ضابطاً برتبة ملازم، ثم انتقل إلى الجبهة كضابط مدفعية على الحدود مع فلسطين في القطاع الشمالي وذلك عام 1381ه، عاد بعدها إلى التدريس، حيث درَّسَ في مناطق عديدة في سورية. كان لديه اهتمام بالأمة الإسلامية والعالم الإسلامي والأقليات، فكانت ولهذا السبب دراسته للتاريخ وحاضر العالم الإسلامي. وشارك في كتابة الفكر الإسلامي وتصدى لكل فكر معاد للإسلام. انتقل إلى المملكة العربية السعودية عام 1392ه، وتعاقد مع إدارة الكليات والمعاهد العلمية [جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ..حاليا ] وعمل أستاذاً للجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض. شارك في مناهج وخطط دراسية في علمي التاريخ والجغرافيا وأشرف على العديد من الرسائل العلمية (الماجستير، الدكتوراه)، وأعدَّ برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية باسم (جغرافية العالم الإسلامي). كنت في هذه الفترة أحد طلابه في كلية العلوم الاجتماعية ، قسم الجغرافيا، حيث أفادنا واستفدنا من العديد من محاضراته ودروسه، وكان يعطي مادة دروسه بطريقة تثبت لطلابه أنه يملي من صدر تملؤه الرغبة في إيضاح العلم عن عالمنا ومجتمعنا الإسلامي وبوسطية واعتدال من قلب ينبض بالإحساس بهذا العالم وبانتماء وقرب، وفي الوقت نفسه رحمة وشفقة على أقليات إسلامية تعيش في ضيق من أمرها، مضيّق عليها من أعدائها دون سبب. والطالب المتلقي لدروس الشيخ محمود شاكر لا يجد أمامه معلما عاديا بل هو أب بحنانه وقربه من طلابه، وعلم من الأعلام ومؤلف ما أن يسأله طالب العلم حتى يرشده للمعلومة ومكانها والكتب التي تناولتها دون أن يكل أو يمل ، مما سهل على الطلاب الوصول إلى مراجع أبحاثهم بشكل مرن ومحبة المواد التي يقوم بتدريسها. أجزم أن خبر وفاته على طلابه كان مفاجأة بعد طول غياب بينهم وبينه وفاجعة طالتهم جميعاً مثل ما طالت ونالت أقرباءه بالحزن، والشعور باليتم، ويتم العلم أشد من يتم الأبوة والنسب. رحم الله الشيخ محمود وأسكنه فسيح جنته وألهم ذويه الصبر. من مؤلفاته: موسوعة كتاب التاريخ الإسلامي ويقع في 22 جزءاً ، سلسلة العالم الإسلامي.، سلسلة مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا.، سلسلة مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا.، سير بعض الصحابة وتضم:، سيرة أمهات المؤمنين، عبدالله بن الزيبر، الفضل بن العباس، عبدالله بن رواحة، المقداد بن عمرو، عبدالله بن جحش، جعفر بن أبي طالب، سلسلة الخلفاء ، سلسلة خلفاء العهد الراشدي، سلسلة خلفاء العهد الأموي، سلسلة خلفاء العهد العباسي..الخلفاء في عصر السيطرة البويهية ، الخلفاء في عصر السيطرة السلجوقية، الكشوف الجغرافية دوافعها – حقيقتها. بالإضافة إلى كتب في الجغرافيا والفكر الإسلامي، المسلمون تحت السيطرة الشيوعية، المسلمون تحت السيطرة الرأسمالية، رحلة قصيرة مع تاريخنا، الهجرة إلى الحبشة، المشردون ،ميدان معركة اليرموك. ومحنة المسلمين في الشيشان.. والعديد من تلك المؤلفات.