تابعت بشكل مكثف التقارير الصحفية التي أوردتها الصحف المحلية مؤخراً حول المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وهي المحادثات التي انتهت مؤخرا بالتمديد الى نهاية شهر يونية القادم. وقد لاحظت ان هذه التقارير قد عكست قدرا من التشكك والتشاؤم. كما لاحظت ايضا ان بعض التقارير الصادرة باللغة العربية من خارج المملكة العربية السعودية قد توصلت على ما يبدو الى نتيجة مفادها انه ليس هناك فرق بين التوصل الى اتفاق من عدمه. كلنا يعلم ان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ووزراء خارجية 3+3 وايران قد توصلوا هذا الاسبوع الى اتفاق من شأنه الاستمرار في المفاوضات. وهذا بالطبع خيب ظن المتشددين الايرانيين الذين كانوا يصلون من اجل فشل المفاوضات. وعلى الرغم من التصريحات المتشائمة من هنا وهناك، فاننا في بريطانيا لا نزال نؤمن بامكانية التوصل الى اتفاق، حيث ان الطرفين الغربي والايراني ملتزمان بذلك. لا احد يشك في ان المحادثات كانت صعبة ومكثفة. وعلى الرغم من حدوث تقدم في كثير من النقاط، الا اننا لم نتوصل الى اتفاق شامل بعد. الاتفاق الذي نسعى اليه جاهدين من اجل طمأنة حلفائنا في الخليج يضمن حق ايران في الحصول على الطاقة النووية لاستخدامها في الاغراض السلمية، ولكنه في نفس الوقت يقلص كثيرا من عملية التخصيب بحيث يحد تماما من قدراتها على الحصول على الاسلحة النووية. من الممكن التوصل الى اتفاق. كما اننا نشارك حلفاءنا في الخليج الرأي في انه على ايران ان تبدي مزيدا من الالتزام من جانبها وان تبدأ في اتخاذ بعض الخيارات الصعبة حيال برنامجها النووي. ان اتفاقنا على تمديد المحادثات لمدة سبعة اشهر يهدف الى التوصل الى ازالة نقاط الخلاف المتبقية. نأمل في التوصل خلال الاربعة اشهر الى اطار اتفاق سياسي للتسوية النهائية وحيث يتم التباحث حول التفاصيل التقنية خل الثلاثة اشهر المتبقية في المهلة. ولكي نحافظ على الزخم وقوة الدفع الناتجة عن بعض التقدم، فسوف نستأنف المحادثات في شهر ديسمبر وذلك للتوصل الى اتفاق مرض بأسرع ما يمكن. نحن نشارك المملكة العربية السعودية نفس القلق: لا نريد ايران قادرة نوويا، حيث ان ذلك سيتسبب في زعزة الاستقرار في منطقة غير مستقرة اصلا. وردي على وجهات النظر المتشائمة، هو اننا لسنا مستعدين لان نخذل حلفاءنا كما اننا لسنا مستعدين وليس لدينا نية للتوصل بأي حال من الاحوال الى اتفاق لا يمنع ايران من تطوير برنامجها النووي. سوف نضع كل العراقيل والشروط ونقوم بكل ما يمكن القيام به للحد من قدرات ايران النووية بحيث يكون العالم اكثر امنا. ان التمديد يعني انه يجب على ايران الاستمرار في الالتزام بشروط خطة العمل المشتركة بين الطرفين، وهذا يضمن ان العملية الاساسية المثيرة المتعلقة ببرنامج التخصيب ستظل مجمدة. كما ان معظم العقوبات الاوروبية والامريكية ستبقى كما هي ولن يتم رفعها الا بعد التوصل الى تسوية شاملة. وللتأكيد، فاننا سنستمر في العمل مع اصدقائنا الدوليين لضمان تطبيق هذه العقوبات بشكل صارم. كما اسلفت، فانني اتفهم قلق اصدقائنا هنا في الخليج، الذين يتابعون هذه المحادثات عن كثب. ان عملية انتشار الاسلحة النووية يهمنا جميعا. ونظرا لاهمية المحادثات فاننا، ولاسباب واضحة، لا نستطيع الاعلان عن جميع التفاصيل المتعلقة بها. ولكن دعوني اؤكد لكم ان المحادثات مع ايران لم تتطرق الى امن الخليج. ولكنها تتركز اساسا على امور تقنية معقدة جدا متعلقة بعملية تصنيع وانتشار الاسلحة النووية، وانه اذا تم التوصل الى تسوية لهذه الامور فاننا جميعا سنشعر بالامن ونستمتع به. * السفير البريطاني لدى المملكة