سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس اللجنة الصحية بمجلس الغرف: لدينا خلل تنظيمي في استقطاب الكفاءات الطبية للعمل في مستشفيات المملكة الأخطاء الطبية تقع ضمن الحدود العالمية وغالبيتها يتركز في جراحة التجميل
كشف رئيس اللجنة الوطنية الصحية بمجلس الغرف السعودية الدكتور سامي العبدالكريم عن خلل تنظيمي في استقطاب الكفاءات الطبية للعمل في مستشفيات المملكة. وأبرز العبدالكريم في حوار مع "الرياض" عدة تجاوزات تمثلت في انخفاض كفاءة الأطباء الأجانب المستقطبين للعمل في المستشفيات والمراكز الحكومية والقطاع الخاص محليا، لافتا إلى أنه من النادر أن يأتي طبيب ذو كفاءة عالية للعمل في المجال الصحي في المملكة، مؤكدا في الوقت ذاته أن من يأتي للعمل كطبيب ذي كفاءة هو من مجموعة أطباء تعاني بلدانهم من عدم الاستقرار الأمني. وأكد العبدالكريم وجود أطباء أجانب يأتون للمملكة ليتدربوا ويكتسبوا أساسيات المهنة في مستشفيات المملكة، مبينا أنهم يحصلون على دورات لتأهيلهم وتسيير أمورهم نحو العمل في المملكة بعد تأهيلهم. وقال العبدالكريم إن أسعار الخدمات الطبية بالمملكة متفاوتة وقابلة للعرض والطلب وإن شركات التأمين تقوم بالضغط على مقدمي الخدمة للحصول على أسعار متدنية. وأوضح أن القطاع الصحي الخاص يعاني من الضعف في القروض المقدمة للقطاع الصحي الخاص مع وجود قرار ملكي بإعطاء المستثمر في القطاع الصحي الخاص 200 مليون ريال، إلا أنه قال إن وزارة المالية تمانع في أن يصل المبلغ الممنوح لهذا الرقم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن السعودة في القطاع الصحي الخاص جيدة نوعاً ما، موضحا أنها تتركز في المجال الفني والإداري بنسبة تصل إلى 80%، مبيناً أن هناك تسرباً للأطباء في القطاع الحكومي لمصلحة القطاع الخاص بسبب زيادة الدخل الذي يحصل عليه الطبيب في القطاع الخاص، مضيفاً أن القطاع الصحي يعاني من مشكلة تغير الأنظمة كل ستة أشهر من قبل وزارة الصحة، كما أن المناطق الحدودية بالمملكة تعاني من قلة في عدد المستشفيات الخاصة وبالتالي يلجأ البعض من المرضى للذهاب للدول القريبة. شركات التأمين تضغط على مقدمي الخدمة للحصول على أسعار متدنية فإلى نص الحوار: * كيف ترى أسعار الخدمات الصحية بالمملكة؟ - أسعار الخدمات الطبية متفاوتة وقابلة للعرض والطلب، كما أن شركات التأمين تقوم بالضغط على مقدمي الخدمة في تقديم المجموعات بأسعار متدنية، وبعض مقدمي الخدمة يلجؤون لتقديم التنازلات لشركات التأمين لكسب عملاء، والمشاكل عادة تقع من جميع الأطراف وقد تم عقد اجتماعات للجنة الوطنية الصحية وشركات التأمين لمناقشة هذه المشاكل ونحن حالياً في صدد مقابلة مسؤول في مؤسسة النقد لبحث الموضوع. * كيف ترى نسبة الأخطاء الطبية في المملكة؟ - الأخطاء الطبية لم تصل إلى مستوى 30% كما يقال في المجتمع، الأخطاء الطبية في المملكة تقع ضمن الحدود العالمية من 9 إلى 11% والقطاع الصحي الخاص والحكومي لا يخلو من الأخطاء الطبية والنسبة العالمية في الأخطاء الطبية تقع في جراحة التجميل. * كم تصل نسبة السعودة في القطاع الصحي الخاص؟ وهل هناك تسرب للأطباء من القطاع الحكومي؟ - السعودة في القطاع الصحي الخاص جيدة نوعاً ما وتتركز في المجال الفني والإداري بنسبة تصل إلى 80%، كما أن هناك تسرباً للأطباء في القطاع الحكومي لمصلحة القطاع الخاص بسبب زيادة الدخل التي يحصل عليها الطبيب في القطاع الخاص. * كيف ترى الاستثمارات في القطاع الصحي الخاص؟ - بخصوص الاستثمار في القطاع الخاص فهو طويل الأمد وهناك عدد من المخاطر تواجه القطاع الصحي الخاص بالمملكة أهمها سوء الإدارة، كما أن هناك ارتفاعاً في أسعار الأيدى العاملة في القطاع الصحي على مستوى العالم وضعف القروض المقدمة للقطاع الصحي الخاص مع وجود قرار ملكي بإعطاء المستثمر في القطاع الصحي الخاص 200 مليون ريال، إلا أن وزارة المالية تمانع في أن يصل المبلغ الممنوح لهذا الرقم. * كم تبلغ نسبة الفشل في المشاريع الصحية الخاصة؟ - نسبة الفشل في المشاريع الصحية الخاصة منخفضة ولكن ترجع الأمور إلى من يدير هذه المنشأة الصحية هل يتمتع بكفاءة أو غير ذلك، أما بخصوص الأراضي لبناء المستشفيات في القطاع الصحي الخاص فهي غير متوفرة ومن المفترض على الدولة تسهيل القروض ومنح الأراضي وتسهيل القوانين والإجراءات. * هل ما زالت ظاهرة الأطباء ذوي الشهادات المزورة موجودة في المملكة؟ - عمل الأطباء ذوي الشهادات المزورة انخفض بعد إنشاء هيئة التخصصات الطبية ولا نستطيع الجزم بانتهاء مشكلة الشهادات المزورة للأطباء والكادر الطبي ولكن من الممكن أن تكون هناك حالة أو حالتان. * ما هي المغريات التي تقدم للطبيب ذو الكفاءة للعمل في المملكة؟ - من النادر أن يأتي طبيب للمملكة ذو كفاءة لقلة المغريات المالية ولكن من الممكن بنسبة 25% أن يأتي طبيب من ذوي الكفاءات من البلدان التي تعاني من عدم الاستقرار الأمني، ولكن هناك أطباء يأتون للمملكة من الأجانب يتعلمون في مستشفياتنا سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ويحصلون على دورات لتأهيلهم وتسيير أمورهم نحو العمل في المملكة بعد تأهيلهم. * من هم أفضل الأطباء العرب العاملون في المملكة؟ - من أفضل الأطباء العرب هم من الجنسيات الأدرنية والسورية وهناك بعض الأطباء العرب يعانون من عدم إدخال اللغة الإنجليزية ضمن مناهج الطب وتدني التقنية والإمكانيات لديهم مما يجعلهم فترة طويلة يحتاجون إلى تدريب على هذه الأجهزة ولتعلم اللغة الإنجليزية. * كم تبلغ نسبة الأدوية المغشوشة بالمملكة؟ - تصل نسبة الأدوية المغشوشة حسب الإحصائيات الرسمية من 5 إلى 7 في المئة تتركز في الأدوية النادرة وتأتي من خلال التهريب عبر تجار الشنطة. * هل القطاع الصحي الخاص يحظى باهتمام من وزارة الصحة؟ - يجب الاهتمام بالقطاع الصحي الخاص من وزارة الصحة فهو المسؤول عن 33% من سكان المملكة لتقديم الخدمات للمومنين من المواطنين والمقيمين فهو الساعد الأيمن لوزارة الصحة فلماذا التجاهل للقطاع الصحي الخاص من الوزارة؟. * هل الاستثمار في القطاع الصحي الخاص ينحسر في قطاع معين؟ - الاستثمار في القطاع الصحي الخاص عال في المجمعات الطبية أما على مستوى المستشفيات الخاصة فهو متدن، وهناك مشكلة نعاني منها في تغير الأنظمة كل ستة أشهر من قبل وزارة الصحة للقطاع الصحي، على سبيل المثال قرار وضع استشاري لكل تخصص في كل منشأة فهناك ندرة على مستوى العالم للاستشاريين. * ما هي مقترحاتكم لتطوير أنظمة القطاع الطبي الخاص؟ - أعتقد أن تعدد الجهات المرجعية يساهم في زيادة المعوقات أمام تنظيم الاستثمار في القطاع الطبي الخاص، والمطلوب هو جهة مرجعية واحدة يستطيع المستثمر الوطني والأجنبي أن يلجأ إليها ليبدأ بها معاملاته وينهيها هناك وبدون التشعب والتشتت للجهد والوقت، مطلوب جهة تنظيمية وتنسيقية واحدة قادرة على متابعة كافة المعاملات الخاصة بالقطاع الطبي وتكون جهة مرجعية وتنظيمية واستشارية بحيث تعمل على تنظيم العلاقة مع كافة المؤسسات المعنية وتريح المستثمر من عناء الركض وراء المعاملات في كافة الدوائر والوزارات والهيئات المختلفة. * هل هناك مناطق في المملكة تعاني من قلة المستشفيات الخاصة؟ - المناطق الحدودية بالمملكة تعاني من قلة في عدد المستشفيات الخاصة وبالتالي يلجأ البعض من المرضى للذهاب للدول القريبة مثل الأردن وغيرها لطلب العلاج، لماذا لا يتم إعطاء القطاع الخاص فرصة في بناء مستشفيات في هذه المدن. * هل الهيئة العامة للسياحة والآثار تقوم بدورها في السياحة العلاجية؟ - الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تقوم بدورها في نشر السياحة العلاجية في المملكة، كما أن الأعداد لا تزال دون الطموح ولكنها مبشرة في وقتنا هذا حيث إن ما ينقص هذا النوع من السياحة هو البرامج التسويقية للمنشآت الصحية بالمملكة التي لا شك أنها تمتلك الإمكانات والخدمات الراقية في مجال الطب. * كيف ترى توطين تقنية الخدمات الصحية؟ - توطين تقنية الخدمات الصحية ضروري لمقابلة توقعات النمو والزيادة في السكان التي تصحبها زيادة في عدد المرضى والمصابين، وبالتالي زيادة الحاجة لمزيد من الخدمة الصحية النوعية، وغرس ثقافة الوعي لدى أفراد المجتمع للوقاية من الأمراض قبل حدوثها، وبالتالي تؤثر على المجتمع وأدائه واقتصاده. * هل هناك حاجة لضخ استثمارات في القطاع الصحي الخاص؟ - نعم هناك حاجة إلى ضخ استثمارات في القطاع الصحي في المملكة لإنشاء مستشفيات جديدة لمواجهة الطلب والنقص الحاد في أعداد الأسرة في المستشفيات، إضافة إلى مضاعفة حجم الاستثمار في هذا القطاع الحيوي المهم في السعودية خلال الأعوام المقبلة، خاصة مع توجه البلاد إلى تطبيق نظام التأمين الصحي على المواطنين ودخول مستثمرين أجانب على مستوى راق من الخدمة الطبية المتميزة. * هل المملكة تواجه نقصا في التعليم الصحي؟ - في ضوء الطلب المتزايد على التعليم الصحي، فإن هناك فرصاً استثمارية سانحة ومغرية ومجزية ومضمونة في التعليم الصحي، وخاصة كليات الطب ولكن هناك نقص في عدد أعضاء هيئة التدريس في الكليات الطبية. العبدالكريم متحدثاً للزميل فهد الموركي