يسدل الستار الليلة على منافسات دورة كأس الخليج 22 بعد أن أمضى أبناء الخليج أسبوعين من الإثارة الفنية والإعلامية داخل الملعب وخارجه، ونتج هذا التنافس عن تأهل منتخبي السعودية وقطر لخوض المباراة النهائية بكل اقتدار. النهائي سيكون تكراراً لمباراة الافتتاح التي جمعت المنتخبين وانتهت بنتيجة بيضاء عندما تعادلا 1-1 في لقاء تقاسم الفريقان السيطرة والتسجيل فبعد شوط سعودي أول أنهوه بهدف، استلم لاعبو "العنابي" زمام المبادرة وعادلوا النتيجة وكانوا قريبين من خطف النقاط الثلاث للمباراة. كما إن المباراة تعيدنا إلى العام 2002 عندما التقى الفريقان في نهائي خليجي 15 في الرياض ونجح رفقاء سامي الجابر آنذاك وأبناء المدرب ناصر الجوهر بتحقيق الفوز وخطف الكأس بنتيجة مستحقة بلغت ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. لكن الزمان تغير عن ذلك العام وإن بقي المكان لم يتغير، فالفريقان يضمان العديد من النجوم الشباب الذين قدموا نفسهم كأفضل لاعبي البطولة، وسيدير هؤلاء الشباب نزالا مفتوحا يجمع الدفاع الأقوى في البطولة المتمثل في الجانب القطري وبين الهجوم الناري الذي يديره ناصر الشمراني وزملاؤه اللاعبون نواف العابد وسالم الدوسري وتيسير الجاسم وبدلاؤهم فهد المولد وسلمان الفرج ونايف هزازي. لا يمكن الحديث عن أجواء المباراة الختامية من دون التطرق إلى مدربي الفريقين، فعلى الجانب السعودي يخوض المدرب لوبيز معركة إثبات الوجود تجاه الكثيرين الذين يطالبون بإزاحته منذ اليوم الأول للبطولة، وسيكون رأس لوبيز هو المطلب الأول في حال إخفاق "الأخضر"، ولو تم هذا سينتصر المطالبون بإبعاده، ويبدو لوبيز وحيداً في معركته المصيرية إلا من دعم خجول يبديه بعض أعضاء الاتحاد المحلي، أما في حال نجح لوبيز في تحقيق اللقب فهو سيحقق لنفسه نصراً معنوياً لا يمكن أن ينساه طوال تاريخه التدريبي، وستخفت نغمة إبعاده قليلاً أو إلى حتى انتهاء كأس أمم آسيا المقبل التي ستقام مطلع العام المقبل أي بعد شهر ونيف في أستراليا. ويعرف لوبيز أنه يحتاج أولاً للحظ ولدعاء الوالدة- كما يقول المثل- وقبل ذلك فهو يحتاج إلى العمل بجد لإيجاد التوليفة التي تساعده على الاحتفاظ بمنصبه، وهو يملك من النجوم ما يجعله يطمئن لأدائهم داخل الملعب وأنهم قادرون على جلب الكأس بفضل الخبرة التي يكتنزونها والمهارات العالية التي عرفت عنهم. وعلى الجانب الآخر يمثل مدرب قطر الجزائري جمال بلماضي مصدر قوة لفريقه وللاعبيه لنجاحه الواضح في إيجاد الكيمياء المطلوبة لصهر إمكانات اللاعبين ليقدموا كل ما لديهم وهذا ما ظهر جلياً في المباريات الماضية التي قدمت لنا فريقاً ذا شخصية مميزة يلعب من أجل الفوز، من دون التركيز على الأداء الفردي، ويمتاز العنابي بعدم وجود النجم الأوحد، وهذا ما يجعل الفريق يؤدي ب"هارموني" متناسق بعيداً عن التركيز على لاعب بعينه. الجميع موعود على سهرة خليجية منتظرة عنوانها الإبداع والتنافس ونهايتها الروح الرياضية. وقبل الختام يجدر بنا أن نذكر الجماهير بأن كرة القدم تحتاج للدعم غير المحدود بشرط أن يكون وفق أطر التنافس الرياضي الشريف قبل وأثناء وبعد المباراة حتى تكتمل الصورة الزاهية التي رسمتها دورات كأس الخليج وأنها كانت مصدر التقاء بين الأشقاء. خاتمة في كل مرة نسعد بأن يكون شباب قطر مصدر إلهام للإبداع والتألق وجودة العمل والوصول به إلى أعلى درجات الإتقان، ظهر ذلك جلياً عند الإعلان عن كشف اللجنة العليا للمشاريع والإرث (الجهة المشرفة على مشاريع كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر) ومؤسسة "أسباير زون" عن التصميم المونديالي المعدل لاستاد خليفة الدولي الذي سيتسع ل40 ألف متفرج. جاء اختيار العاصمة السعودية الرياض للإعلان عن التصميم ليؤكد أن النجاح سيكتب باسم دول الخليج وكذلك الفشل، وأن الجميع مشارك في التنظيم، كل التوفيق لقطر وشبابها في تنظيم مونديال 2022 ومساعيهم نحو النجاح والتألق.