تصاعدت التوقعات بعد العرض الخاص لفيلم "سيلما" "Selma" في مؤسسة الفيلم الأمريكي (AFI) بترشيحه لأوسكار أفضل فيلم. وكان الفيلم من الأفلام التي سبق أن ذكرت في مقال سابق كأفلام من المتوقع أن تكون ذات مستوى فني عال. وما يجعل باب احتمالات ترشيحات الأوسكار والجولدن جلوب لهذا العام مفتوحاً على مصراعيه، أن الأفلام الأمريكية لم تسجل حضوراً طاغياً لفيلم ما، كما حدث ل "اثني عشر عاماً من العبودية" و"جاذبية" على سبيل المثال، في العام الماضي. وإن استثنينا "الصبا" "Boyhood" الذي حاز على إجماع نقدي، وهو فيلم استثنائي بكل الأحوال، لكن عرضه المبكر قد يفقده بعضا من بريقه في نهاية العام، فبقية أفلام العام المعروضة حتى الآن (ونحن في أواخر نوفمبر) كانت أقل بقليل من المتوقع رغم الأسماء المهمة للمخرجين المشاركين. فمن "Gone Girl" لديفيد فينشر، إلى "Interstellar" لكريستوفر نولان، وإلى "Inherent Vice" لبول توماس أندرسون، وهي كلها أفلام كان من المرجح لها أن تكون من أفضل أفلام العام، لكن ردة الفعل النقدية أقل قليلاً مما كان متوقعاً، ولا يبدو أن أي منها هو من سيكتسح موسم الجوائز. أما فيلم "Birdman" الذي كان صدى استقباله في مهرجان فينيسيا خافتاً قليلاً، فقد عاد إلى الواجهة مع عدم وجود أفلام أخرى منافسة بقوة، ولكنه أيضاً تعرض لبعض النقد. وهناك فيلم "Foxcatcher" الذي يتوقع له أن يكون من ضمن أفضل أفلام العام، وهو فيلم متميز، وخاصة على مستوى السيناريو، لكنه لا يبدو أنه الأفضل حتى الآن. كذلك فقد كان هناك عدة أفلام من ضمنها "Fury" لم تحز على الاستحسان المتوقع. وقد يكون هناك إعادة نظر في فيلم "The Grand Budapest Hotel" والذي كان في البداية قد استبعد كفيلم منافس للقب أفضل أفلام العام ولكنه الآن عاد مع قلة الأفلام المنافسة، وإن كانت مسألة عرضه في بداية العام في غير صالحه وتجعله عرضه للنسيان والسقوط من القائمة بسهولة. أما على مستوى الأفلام البريطانية، فقد صادف أن أهم الأفلام البريطانية لهذا العام عبارة عن سير ذاتية لثلاثة أعلام بريطانية: الفنان التشكيلي جوزيف مولارد ويليام تيرنر، وعالم الرياضيات آلان تورينج، والفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ وذلك في الأفلام التالية: "Mr. Turner" و "The Imitation Game" و "The Theory of Everything". وفي حين أن الثلاثة نالت استحساناً نقدياً عالياً على مستوى الممثلين، تحديداً، لكن أي منها لم يحصل على استحسان نقدي كامل وإن كان الأول، أي "Mr. Turner"، هو الأعلى على المستوى الفني، والثاني هو الأكثر جماهيرية، فقد نال جائزة الجمهور في أكثر من مهرجان وأهمها جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو، لكن الثالث هو الأوفر حظاً، حسب رأي النقاد، في الفوز بجائزة أفضل أداء لهذا العام. إلا أن أيا منها، لا يبدو مناسباً لتتويجه بأفضل أفلام العام. لذلك فبجرد عرض فيلم "Selma" في مهرجان مؤسسة الفيلم الأمريكي، وهو أول عروض الفيلم على الإطلاق، قوبل باستحسان نقدي جعل أحدهم يصفه بأنه "أفضل أفلام العام". وتصاعدت التكهنات بعدها بأنه قد لا يكون فقط ضمن قائمة أفضل أفلام العام، بل قد تكون مخرجته أفا دوفيرني أيضاً من المرشحين لجائزة أفضل إخراج، وحينها تكون أول مخرجة أمريكية من أصول أفريقية تحصل على هذا الترشيح. ويروي الفيلم قصة الثلاثة شهور العاصفة في عام 1965 والتي قاد فيها الدكتور مارتين لوثر كينغ (قام بدوره البريطاني ديفيد أويلو) حملة للمطالبة بإعطاء الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية حقوقاً متساوية في التصويت وسط معارضة شرسة وعنيفة. ويؤرخ الفيلم للمسيرات التي تمت من سيلما إلى مونتيغمري عاصمة ولاية ألاباما، والتي أدت في النهاية إلى توقيع الرئيس ليندون جونسون على قانون حقوق التصويت عام 1965. الجدير بالذكر أن الإعلامية المعروفة أوبرا وينفري (وهي أحد المنتجين) شاركت بالتمثيل في الفيلم إلى جانب توم ويلكينسون وكارمن إجوغو وتيم روث. لازال بالطبع هناك بعض الأفلام التي لم تعرض حتى الآن، ومنها فيلم "Unbroken" الذي يراهن عليه الكثير من واقع القصة التي يرويها، وهو من إخراج أنجلينا جولي. وهناك أيضاً أفلام لم تعرض تجارياً حتى الآن ولكن العروض الخاصة لم تبشر بأنها الأقوى أو الأفضل هذا العام، وهي فيلم "American Sniper" لكلينت إيستوود، و"Big Eyes" لتيم برتون، وفيلم "A Most Violent "Year لجي سي تشاندور.