تسير خطط وزارة العمل بتوظيف الشباب السعودي ببطء سير السلحفاة! لما يلقاه الموظف السعودي من قلة رواتب في القطاع الخاص وضعف إمكانيات المنشآت الصغيرة، أن توفر رواتب مجزية ومميزات لطالبي العمل. وحيث أعلنت الغرفة التجارية بالرياض ممثلة بلجنة الموارد البشرية مشكورة حملة توظيف كبرى للشباب الباحث عن عمل بالتعاون مع كبرى شركات القطاع الخاص لتحقيق سياسة وزارة العمل برفع نسب التوطين المطلوبة من منشآت القطاع الخاص قبل تاريخ الأول من رجب، فإن المشاهد لكثير من الشباب السعودي أنه يترك العمل لأقل الصعوبات التي تواجهه بسبب انعدام التدريب قبل العمل! فالتدريب أهم من التوظيف المباشر. إن ضرورة التدريب تكمن في اطلاع الموظف الجديد على المنظمة ورسالتها ورؤيتها وقيمها ومبادئها وأهدافها وخططها المعتمدة ولوائحها وسياساتها وإجراءاتها ونماذجها وبرامجها وأقسامها وخدماتها ومسؤولي الأقسام فيها، وذلك قبل مباشرة وممارسة العمل الفعلي. كما أن رصد احتياج الشركات لوظائف متخصصة ثم الترشيح عليها ثم التدريب يؤدي إلى أمان ورضا وظيفي للموظف واستقرار للشركة وابتعاد عن السعودة الوهمية التي تعمل عليها كثير من الشركات لتغطية مقاعد السعودة الملزمة. وحال الشاب السعودي أنه خرج من بيت أهله مترفاً ومدللاً لم يتعلم صنعة، ولم يمتهن مهنة، ولم يتجلّد على عمل، فضلا أن ينتظم في وظيفة يومية وساعات عمل طويلة، كما أن أذنه لم تتأقلم على سماع الأمر والنهي، فضلا عن تحمّل العقوبات والمحاسبية وحينئذٍ لن يستمر.