لم تقتصر انفرادات سامي الجابر أمام حراس المرمى فقط، الذين يقطرون عرقاً إذا همّ الذئب بالهجوم عليهم، لأنهم يعون تماماً أن تاريخهم على المحك في هذه اللحظة، ولم تقتصر على بالمدافعين الذين لا يشكلون له سوى محطة عبور للوصول إلى الهدف، منذ أن وطأت قدماه ملاعب كرة القدم وهو متعطش ونهم لكل الانجازات والأولويات، وأن يحقق ما لم يستطع غيره تحقيقه وهذا ما فعله "مدمي الشباك" خلال ربع قرن مثل فيها الهلال والمنتخب السعودي، رفع من خلالها كل الكؤوس والرؤوس، وكان القائد الهلالي الأسبق أول لاعب عربياً يشارك في أربعة مونديالات، إضافة إلى تسجيله في ثلاثة منها وهو ما لم يستطع فعله سواه ولاعبين عالميين عدة منهم مارادونا وبيليه. "الأسطورة السعودية" هو من أدخل ثقافة الاحتراف في أوروبا لدى لاعبي الخليج، إذ إنه أول خليجي يحترف هناك، ولا يزال السعودي الوحيد الذي لعب في انجلترا عندما مثل ولفرهامبتون الانجليزي، ولم يقف "الداهية" عند هذه الأولويات فقط، بل احترف التدريب في فرنسا كأول سعودي يحترف التدريب أوروبا، عندما اختاره كبير مدربي أوكسير جيرو للانضمام إلى جهازه الفني. هيئة الأمم المتحدة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها اختارت "الأسطورة السعودية" سامي الجابر سفيراً لها، كأول لاعب كرة قدم عربي يصبح سفيراً للنوايا الحسنة، وعندما شرعت قطر في مقارعة الدول العظمى لخطف استضافة كأس العالم 2022 اختارت الجابر كأول سفير لها لاستضافة أقوى مسابقات العالم، لما له من ثقل كبير عالمياً ومحلياً ولجماهيرته الجارفة. أخيراً وليس آخر.. اختاره الاتحاد الآسيوي ضمن عشرة أسماء في قائمة نادي المشاهير الآسيوي، وبذلك يصبح أول عربي يدخل هذه القائمة. سيد مهاجمي آسيا وعملاق الهدافين لم يكتف بكونه لاعب كرة قدم عاديا أو نجما بزغ وانتهى بعد اعتزاله، بل أصبح واجهة مشرفة للرياضة السعودية بالفكر الكبير الذي يمتلكه ولمشاركته في الأعمال الإنسانية مع الجمعيات الخيرية، إضافة إلى ثقافته الواسعة وتحدثه بلغات عدة.