حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي من قتل الوقت بالبطالة وتفويت الفرص وهدر النعم والتسويف، داعيا إلى اغتنام الفرص قبل انقضائها، فالمسلم ينتهز الفرصة للعطاء مهما كان قليلا، ويبذل كل جهد مهما كان يسيرا. وقال فضيلته: من اغتنم الفرصة وبادر تقدم على غيره مراحل، فالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار أفضل ممن جاؤوا بعدهم، ولأهل بدر ما ليس لغيرهم، فالفرص الثمينة تمر بسرعة لأنها محدودة الأجل سريعة الانقضاء، تأمل جليا مسيرة طاعن في السن ترى في سيرته سرعة تغير الأحوال من صحة إلى مرض، ومن غنى إلى فقر، ومن أمن إلى خوف، ومن فراغ إلى شغل، ومن شباب إلى شيخوخة، ويتأكد الحرص على الفرص في أيام الفتن والملمات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا"، ولهذا وجه رسولنا الكريم أمته باغتنام الفرص والمبادرة قبل فوات الأوان، "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". وأضاف: التسويف يضيع الفرص فتتزاحم الأعباء وتتأخر الأعمال ويتشتت الفكر فلا يبصر الفرص ولا ينجز العمل، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من القوة ألا تؤخر عمل اليوم إلى الغد"، والفرص يقتلها التردد الذي يفوت الفوز، ويبقي المرء في مكانه والركب يسير، قال الله تعالى: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين"، ومن أصيب بغفلة فوت الفرص وأهدر النعم، وقتل الوقت بالبطالة، وأهل الغفلة لهم الحسرة يوم القيامة، قال الله تعالى: "وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون"، وتكون الندامة الكبرى لأهل الشقاء حينما يسألون ويطلبون فرصة أخرى يقولون "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون" فيقول الله لهم: "اخسؤوا فيها ولا تكلمون".