لن تستمر الخلافات، ولن يتصدع البيت الخليجي، فالحرص على ديمومة هذا البيت الذي رأى النور عام 1981، وبحث قبل نحو عام مسألة الانتقال من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد الأقوى والأعمق، التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله ورعاه"، على حكام دول مجلس التعاون، والتي تعكس حقيقة ومضمون العلاقات التاريخية الرسمية والشعبية، يتجلى في كل خطوة رسمية وشعبية، حتى لو حدث طارئ ما، يعكر صفو تلك العلاقات، فإنه بالضرورة لن ينجح، فعلى الرغم من تلك الأيام السوداء التي سادت لفترة مؤقتة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، إلا أن حكماء البيت الخليجي، والنفس الوحدوي السائد فيه، لا يمكن له أن يتخل ولو للحظة عن دوره الحقيقي، الهادف دوماً إلى رأب أي صدع، والقضاء على أي خلاف أو تمزق، فبذلت محاولات ومساعي جادة وحيوية توجت أخيراً في قمة الرياض، ليعود مشهد البيت الخليجي قوياً وموحدا ومتماسكاًً كما هو دوماً. فقد اتفق قادة وحكماء البيت الخليجي في عاصمة الشقيق الخليجي الأكبر "الرياض"، على المصالحة وإنهاء الخلافات، وعودة سفراء الإمارات والسعودية والبحرين إلى الدوحة، بعد ان صفت القلوب والنيات وتلطفت الأجواء، واتت النتائج كما توقعها المواطن الخليجي الذي دائما يقول أي خلاف بين الاشقاء هو سحابة صيف عابرة وتتغلب الحكمة والعقل وتسمو فوق الخلافات. وما أن انتهت القمة حتى كان البيان المشترك للقادة والحكماء حديث كافة وسائل الإعلام، حيث أشار البيان بكل وضوح إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي والذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، ويعد إيذاناً بفتح صفحة جديدة ستكون بإذن الله مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها. وبناءً عليه فقد قررت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عودة سفرائها إلى دولة قطر. المملكة دائماً الخيمة التي تجمع الشمل وترطب الأجواء لقد نجح لقاء القمة الخليجية الذي استضافه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الرياض، بحلّ التعقيدات والمعضلات التي كانت تعترض استكمال المصالحة الخليجية، بإعلانه عودة سفراء السعودية والإماراتوالبحرين الى الدوحة، وبالتالي التمهيد لعقد القمة الخليجية العادية والدورية المقرر ان تستضيفها قطر الشهر المقبل في الدوحة. "الرياض" التقت عدداً من الشخصيات الخليجية والعربية الدبلوماسية العاملة في المجالات الثقافية والسياسية والإعلامية في دولة الإمارات، من مختلف الجنسيات، وأكدوا أن نجاح قمة الرياض في انهاء الخلافات بين الأشقاء هو مؤشر على مدى جدية وحرص حكماء البيت الخليجي لإزالة الخلافات مهما كلف الأمر، ومهما بلغت التضحيات والجهود المخلصة. وقال ل "الرياض"، الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر، سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات، فرحنا كثيراً لهذه المبادرة الطيبة والمهمة في هذا الظرف الحرج، حيث عودنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، على بذل كافة الجهود من أجل حل مختلف الأزمات العربية والخليجية، كما عودنا على مواقفه الشجاعة والنبيلة لردم أي هوة خلاف، بما يؤكد الانطباع بأن دولنا قادرة على أن تسمو فوق الخلافات وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، خصوصاً في القضايا المصيرية التي تهم أمن واستقرار منطقة الخليج. السفير السعودي لدى الإمارات: الملك عبدالله عودنا على مواقفه الشجاعة والنبيلة لردم أي هوة خلاف وقال الدكتور سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام الكويتي الأسبق مثمناً هذه المبادرة والموقف الإيجابي المتمثل برص الصفوف وإعادة المياه الى مجاريها ل"الرياض".. فرح كافة الخليجيين لطي صفحة الخلافات ونتطلع لمستقبل أفضل مع وجود بعض الملاحظات الهامة حول هذا الخلاف حيث كان هذا الخلاف هو الأطول بتاريخ الخلافات الخليجية، متمنين من حكامنا العقلاء الذين عودونا ان يسمو فوق الخلافات الثنائية كما نود عدم تكراره وخصوصا في ظل التباينات الحتمية بالسياسة الخارجية للدول وغياب الكونفدرالية التي توحد السياسة الخارجية، لأنه للأسف رافق هذا الخلاف لغة إعلامية وردحا إعلاميا شخصانيا غير مسبوق أضر بوحدة الخليج ولحمته، فكيف نضمن عدم عودته مستقبلا وخصوصا أننا لا نمتلك ضمانة وآلية واضحة بعدم تكرار الخلافات، نتمنى انها تكون سحابة صيف عابرة لا تعكر صفو وسماء الخليج الصافية. ومن جانبه، قال الأستاذ عماد عدنان مدني، القنصل السعودي العام في دبيوالإمارات الشمالية، إننا فرحون بهذا الإنجاز التاريخي الذي أزال كل العقبات من أمام استمرارية مسيرة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وما كانت هذه العقبة أن تزول لولا جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وحكمته المعهودة، جنباً إلى جنب مع بقية أشقائه في دول الخليج الحريضين على وحدة وأمن الخليج. سعد بن طفلة: فرحنا بطي كافة الخلافات ونتطلع لمستقبل أفضل وبدوره، تحدث الدكتور صالح السحيباني، الملحق الثقافي السعودي لدى الإمارات، قائلاً: كنا نتوقع ان هذه السحابة ستزول، يوماً من الأيام، وها هي والحمد لله زالت وأنقشعت، بفضل حكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وإخوانه القادة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يريدون لهذه المنطقة كل الخير والتقدم والرفاهية والازدهار والأمن والاستقرار. وقال ل "الرياض" نبيل سالم إعلامي عربي عودتنا المملكة على حل المشاكل ولملمة البيت العربي في أكثر من جهة، خصوصاً إذا كان الخلاف داخل البيت الخليجي، فمبادرات خادم الحرمين الشريفين، واضحة وملموسة في لم الصف العربي، ولا نستغرب مثل هذه المبادرة الكريمة، ومن جانبه، قال ل "الرياض"، الدكتور أحمد الدوسري، عضو لجنة الحوار في مملكة البحرين، فرحت لهذه المبادرة في لم الصف الخليجي ووحدة الصف، لأن الوضع العربي لا يسمح بالتفرقة والتشرذم اكثر مما هو موجود الآن، ونقدر ونثمن هذه المبادرة الطيبة الأبوية، وكنا قلنا إن ما حصل سابقاً هو سحابة صيف وتزول، وبالفعل ها هي زالت بجهود خادم الحرمين الشريفين وحكامنا العقلاء، فالمطلوب التكاتف في هذه المرحلة وتضافر الجهود من قبل الجميع، ونطمح ان نصل إلى مرحلة الاتحاد الخليجي كما نادى به خادم الحرمين الشريفين في مبادراته. وبدوره، قال محمد مصطفى، إعلامي عربي مقيم في دولة الإمارات، إن ما تحقق في قمة الرياض الأخيرة، يؤكد أن الخلافات لن تدوم وستجد طريقها للزوال والفناء، في ظل الجهود النقية والمخلصة، التي لا يمكن لها ان تفرط بإنجازات مسيرة مجلس التعاون الخليجي على مدار 33 عاما مضت، خصوصاً ان العيون ترنو إلى استكمال مسيرة البيت الخليجي لتتويجها باتحاد الخليج وعدم الاكتفاء بالصيغة الحالية. وأكد على أن الجهود المخلصة التي بذلت لرأب الصدع وتوجت بإنهاء الخلافات وعودة السفراء، تشير إلى أنه مهما حاول الآخرون التآمر وخلق الفتن بين أبناء الشعب الخليجي الواحد وبين حكومات وأنظمة الخليج فإنهم لن ينجحوا نظراً لتماسك وقوة العلاقات التاريخية الشعبية والرسمية بين كافة بلدان وشعوب الخليج، حيث العادات والتقاليد الواحدة المشتركة والثقافة الواحدة والحلم المشترك وكل التفاصيل المشتركة تساهم في تمتين العلاقات ولا تسمح لأي طرف خارجي أن يتدخل ويعبث بوحدة وتماسك دول المجلس. ووجه التهنئة لكل أبناء وشعوب دول مجلس التعاون على ضوء النجاح في رأب الصدع وعودة المياه إلى مسارها الطبيعي والحقيقي. ومن جانبه، قال الإعلامي العربي فائق الخالدي، لا بد من الخيمة ان تعود لقوتها بكامل نصابها ونحن كمراقبين اعلاميين فرحنا بهذه المبادرة الطيبة التي تقوي لحمة الصف العربي، وهذا غير مستغرب من المملكة لاحتواء أي مشكلة، وردم الهوة في أي فرقة بين أي عربي وعربي، فما بالك في البيت الخليجي الواحد الذي ننتظر منه المزيد من أجل التضامن العربي في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الأمة من مشاحنات وتوترات. ومن جانبه، قال الدكتور صالح اللهيبي، أكاديمي من الشارقة، استشهد ببيت من الشعر العربي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم"، مستذكراً دور وجهود خادم الحرمين الشريفين والمملكة في لم الصف العربي وردم الهوة بين العرب، والمصالحات التي قادها خادم الحرمين الشريفين في أكثر من بلد، فما بالك داخل البيت الخليجي. وأضاف: نحيي وحدة الصف الخليجي وتلك الجهود التي قادت إلى هذا الانجاز التاريخي ليبقى البيت الخليجي موحداً وقوياً. وتحدثت المحامية الإماراتية نادية عبدالرزاق وقالت: فرحنا كثيرا بهذا البيان الايجابي لحل الخلاف الخليجي وهو كما توقع البعض انه زوبعة في فنجان وسحابة صيف عابرة، وقد عودنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مبادراته الايجابية ومواقفه الشجاعة في حل أي خلاف سواء الخليجي او العربي ونثمن ونقدر هذه الوقفة الشجاعة من بلد كبير وعظيم. من جانبه قال الاستاذ عبدالله فهيد الشكره رئيس مجلس ادارة الحنو القابضة في الشارقة: سعدنا وفرحنا بهذا الموقف النبيل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي عودنا على المبادرات الايجابية والأبوية لحل أي خلاف فهو صاحب المبادرات العظيمة والمواقف العربية المشهودة، اننا نقدر ونثمن هذا الموقف الذي يعزز اللحمة الخليجية ويقوي الصف العربي لخدمة الامة العربية والإسلامية. عماد بن عدنان مدني المحامية نادية عبدالرزاق عبدالله بن فهيد الشكره الدكتور صالح اللهيبي فائق الخالدي د. صالح السحيباني أحمد الدوسري الدكتور سعد بن طفلة