حضرت سيرة الفنان السعودي عبدالحليم رضوي "رحمه الله" في برنامج "حضور الغياب" الذي تحدث عنه الفنان السعودي خالد خضر عميد الفوتوغرافيين السعوديين والذي جمعته الصداقة الشخصية لفترة أربعين عاماً مع الراحل، ويأتي هذا البرنامج ضمن أنشطة الجناح السعودي المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومن خلال اللقاء الذي أداره بالصالون الثقافي الدكتور محمد المسعودي مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية في الإمارات. وتستهدف الملحقية من برنامج "حضور الغياب" استحضار الذكريات وتكريم وتقدير الجهود التي قدمتها النخبة للوطن من خلال عرض جهودهم "رحمهم الله" وتذكيراً بما كانوا يقدمونه خدمة في مجالهم. وتحدث "خضر" عن إبداعات عبد الحليم رضوي أحد رواد ومؤسسي الفن التشكيلي السعودي ومن أوائل الفنانين السعوديين الذين اقتحموا مجال الفن التشكيلي ونقل الفن السعودي للخارج، مشيراً إلى أنه رحمه الله أول فنان سعودي تشكيلي يتم ابتعاثه للدراسة خارج السعودية. ونوه بما يمتلكه رضوي من قدرات ومواجهة للصعاب خاصة وأنه عاش يتيم الأب منذ أن كان في السابعة من عمره ونشأ في أسرة فقيرة تعيش حياة صعبة، حيث كان أكبر أخوته متحملاً مسؤولية أسرته منذ التاسعة من عمره، فعمل في بيع الحلوى والطوافة وتلبية حاجيات الحجاج وغيرها من الأعمال المتوفرة في العاصمة المقدسة آنذاك. كما تحدث "خضر" عن مسيرة "رضوي" حيث بدأت مسيرته بحصوله على الثانوية العامة عام 1958م توجه بعدها إلى إيطاليا إلى دراسة الفنون، وحصل هناك على الليسانس في فنون الديكور من كلية الفنون الجميلة في روما عام 1964 رغم ما واجهه فيها من صعوبات جعلته يعيش حياة الكفاف إلا أن وقفة السفارة السعودية معه كانت بمثابة دعم حقيقي حيث تم ضمه إلى البعثة كأول سعودي يدرس الفنون في أوروبا حتى أصبح أهم فنان سعودي معاصر، والنقطة التي انطلق منها الفن الحديث في السعودية. ثم عاد إليها أيضاً ليحصل على درجته الأكاديمية العليا عام 1979م ليصبح بعد ذلك فناناً محترفاً، مضيفاً أنه سجل رقماً قياسياً في عدد المعارض الشخصية، حيث عرضت أعماله في معارض تجاوز عددها المئة معرض شخصي في دول أوروبية وعربية وخليجية بالإضافة إلى متحفه الخاص في جدة. وقبل أن يتم تكريم الراحل عبدالحليم رضوي "رحمه الله" من قبل الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات، استحضر خضر "اللحظات الأخيرة من حياة "رضوي" الذي وافته المنية في الخامس من صفر في العام 1427ه عن عمر يناهز السابعة والستين من عمره وبعد رحلة مع مرض القلب، لتفقد الساحة التشكيلية السعودية واحداً من أبرز الفنانين في التاريخ العربي المعاصر.