"الأمن الغذائي" تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    "البرلمان العربي" يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق    جلسة تكشف الوجه الإنساني لعمليات فصل "التوائم الملتصقة"    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8 % في سبتمبر من 2024    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوابة الترجمة تؤكد أن الحضارة العربية والإسلامية منفتحة على الحضارات
تعد استجابة لدعوة خادم الحرمين للحوار العالمي
نشر في الرياض يوم 15 - 11 - 2014

تعد بوابة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية والتي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خلال فعاليات إعلان أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها الخامسة وذلك في مقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وبحضور المشرف العام على المكتبة وضيوف مهرجان الجنادرية ونخبة من المهتمين، حدثًا مهمًا في خارطة ثقافتنا العربية والإسلامية في عالم تمازجت فيه الحضارات وتواصلت فيه الثقافات العالمية، وتعبيراً عن أهمية الترجمة في دعم مسيرتنا الحضارية وتواصلنا مع العالم وتطوير معارفنا بلغتنا العربية، وتأكيد على أن الحضارة العربية والإسلامية منفتحة على الحضارات العالمية أخذًا وعطاءً، و معززة لدور المملكة العربية السعودية في خدمة العلم والمعرفة أيا كان مصدرها واستجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للحوار العالمي بين أتباع الأديان، وتوجت بتوقيع اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مدينة فيينا بتاريخ 11/11/1432ه الموافق 13/10/2011م، وبحضور وزراء الخارجية للدول المؤسسة للمركز (المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا).
وتشتمل محتويات القاعدة في بوابة الكتب المترجمة على تسجيلات بعدد الطبعات المختلفة من العنوان الواحد، وأيضا تسجيلات مستقلة للعنوان الذي أصدره ناشرون مختلفون، وقد تجاوزت محتويات قاعدة الكتب المترجمة إلى العربية بالنسبة لآخر إحصائيات 166.300 عنوان، ويتوقع أن يستكمل حصر الكتب المترجمة إلى العربية وأن تزداد أعداد تسجيلات مقالات الدوريات خلال العامين القادمين. إضافة إلى أن الفهرس سيبدأ قريبا بحصر مفردات الإنتاج الفكري المنقول من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.
"ثقافة اليوم" بدورها ذهبت لترصد أهمية مثل هذه الاحداث وانعكاسها على حركة الترجمة والتعريب من اللغة العربية وإليها والآثار التي سيحدثها هذا الحصر الشامل لكل ما ترجم وعرّب في تطور البحث العلمي في العلوم والآداب في العالم العربي؟
تحدث سعادة الدكتور ابراهيم البلوي الملحق الثقافي السعودي في فرنسا قائلاً: يشكل هذا المشروع خطوة مهمة على طريق التعاطي مع الكتاب للاستفادة منه كأداة للمعرفة وللتواصل بين الثقافات. يساعد هذا المشروع أيضاً على الانخراط أكثر فأكثر في عصر المعلوماتية واستعمال التقنيات الحديثة في نشر الكتاب وتسهيل وصوله إلى القارئ وجعله بمتناول الجميع. يأتي هذا المشروع كذلك في وقت نحن أحوج ما نكون إليه في عالمنا العربي، وهو من المشاريع التي تراهن على الثقافة بصفتها عاملاً أساسياً في بناء الحضارات الإنسانية.
كما سيساعد هذا الحصاد الشامل على رصد كل ما تُرجم وعُرّب وسيكون من شأنه أن يرسم خريطة شاملة لحقل الترجمة. وهذا ما سيترك أثره، بدون شك، في العلوم والآداب في العالم العربي، لأنه سيضع بين يدي الدارسين والبحاثة أداة عمل ضخمة. من هذا المنطلق، أعتبر أنّ هذا المشروع هو بمثابة خزّان مرجعي يوفّر المعلومات اللازمة وبالسرعة المطلوبة للّذين يتعاطون شؤون المعرفة. هذه الطريقة الحديثة في التعامل مع المرجعيات المختلفة والكتب المثبتة في هذا الفهرس تسهم في تطوير البحث العلمي في كافة جوانبه، خاصة أنّ هذا الفهرس يقوم على معايير تتبنّاها أعرق المكتبات في العالم خاصة المكتبات الأنجلو-ساكسونية.
د. محمد بدوي
د. عبدالصاحب مهدي
وقال: من المعروف أنّ الترجمة قامت ولا تزال بدَور مدّ الجسور بين مختلف الثقافات، وهي الأداة الأساسية للتواصل والتفاعل، ولولاها لكانت كل ثقافة من الثقافات العالمية بعيدة عن الأخرى، معزولة كأنها جُزُر متباعدة ومكتفية بذاتها. الترجمة تقرّب الثقافات وتجعلها تتفاعل فيما بينها وتغتني من بعضها البعض. ولا يمكن أن يتصوّر الفرد اليوم، بأيّ حال من الأحوال، زمن العولمة هذا بدون هذه الجسور التي تساعد الترجمة في تأمينها. وعندما يندرج كل ذلك في إطار علمي ومنهجي، كما الحال مع مشروع الفهرس العربي، فهذا يترك ولا شكّ انعكاسات إيجابية على الثقافة التي نُقِلَت إليها الكتب المترجَمة بل على الثقافة ككلّ. كما يساعد على التواصل والتعاون مع الثقافات الأخرى من خلال تبادل الخبرات وتأمين حضور في عالم الشبكات المعلوماتية والمكتبات الرقمية التي أصبحت، في جزء كبير منها، مفتوحة على بعضها البعض مما يساعد على بناء المكتبة الكونية التي بدأت تتحقّق على مستوى واسع منذ أكثر من عقدين من الزمن.
والحقيقة ان للترجمة والتعريب اثراً كبيراً على الحوار المعرفي العالمي فالترجمة والتعريب يضعان العالم العربي في قلب العالم المعاصر وتفتحانه على كافة التوجهات العلمية والفكرية والأدبية التي تطالعنا في كلّ مكان، فلا يعود العالم العربي بعيداً عن معرفة ما يجري من إنجازات على هذا الصعيد أو ذاك. فالانفتاح على هذه الانجازات يولّد تحدياً إيجابياً بالنسبة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية ويدفعها إلى الانخراط، هي نفسها، في مجال العطاء المعرفي. يتمثل هذا التحدي أيضاً في مسعى مدارسنا وجامعاتنا ومراكز بحوثنا إلى الابتكار والمشاركة في مجالات البحث، مما يوفّر للعالم العربي موقعاً في هذا العصر. ومن شأن ذلك كلّه إرساء الأسس الضرورية للحوار المعرفي بين الشعوب.
د. إبراهيم البلوي: سترسم خريطة شاملة لحقل الترجمة
د. عبدالصاحب مهدي: تجسد الدور الفاعل للترجمة في تكامل المعرفة الإنسانية
د. محمد بدوي:
إتقان ومراعاة للأصول البحثية والبيلوغرافية
مضيفا "البلوي" أظنّ أنّ هذه البوبة، وبالإضافة إلى دعمها البحث والكتابة والترجمة، ستكون فاتحة لإمكانات أخرى جديدة. أقترح، في هذا المجال، العمل على توحيد المصطلحات العلمية، وهذا جزء أساسي من تطوير أدوات البحث والترجمة من اللغة العربية وإليها، ويضع حداً لتشتّت المعاني، ذلك أنّ توحيد المصطلحات بطرُق علمية سيحدّ من الفوضى السائدة الآن في عالم الترجمة، وسيكون أحد العناصر الضرورية لوضع هذا الحقل المعرفي في إطار منهجي محدّد. وإذ أقدّم اقتراحي هذا فلأنّي على ثقة من أنّ الذين وضعوا مشروع الفهرس العربي سيتمكّنون أيضاً من إنجاز هذه الخطوة المهمّة التي ستتحقّق معها قفزة نوعية في مجال الترجمة ، وأضاف: يزداد التنافس اليوم في تأسيس المكتبات الرقميّة في العالم ولا سيّما في الغرب، وهو تنافس يطال المكتبات الوطنية والمؤسسات العلمية والمنظمات العالمية المعنية بالتربية والعلوم على غرار منظمة اليونسكو. في هذا الإطار، لا بدّ أن يكون للعالم العربي مشاركته وحضوره، مما يشجّع حضور الكتاب العربي وانتشاره في كلّ مكان، سواء من خلال صيغته الأصليّة أو عبر الترجمة، وبأفضل وأسرع صورة ممكنة، وهذا ما يمكن أن توفّره المكتبة الرقمية التي تتحدثون عنها.
وقال أستاذ اللسانيات والترجمة في جامعة الشارقة البروفيسور عبدالصاحب مهدي علي: يُعَدُّ مَشْروعُ "الفهرس العربي الموحد"، الذي تَتَبناهُ مكتبةُ الملك عبدالعزيز العامة، خطوةً بالغةَ الأهميةِ بالنسبةِ لحركةِ النهوضِ والتطورِ الفكريِّ، والثقافيِّ، واللغويِّ في عالمنا العربي. وهو إنجازٌ طالما تطلع إليه الباحثون والمفكرون في شتى مجالاتِ العلمِ والمعرفة. فلقد تعاظمت الحاجةُ إلى مدوناتٍ و قواعد بياناتٍ واسعةٍ وشاملةٍ تغطّي أكبرَ قدْرٍ مُمْكِنٍ من الإنتاجِ المعرفي وعلى امتدادِ التاريخِ الإنساني، ليتسنى للباحثين والدارسين سَبرُ أغوارِ المعرفةِ، والوقوفُ على أصولها ومنابعها، وتتبعُ مساراتِ تطورِها التاريخي، والأبعاد الاجتماعية، والحضارية، والثقافية، واللغوية لهذا التطور. ففي عالمنا المعاصر، أصبحت قواعدُ البيانات والمكتباتُ الرقميةُ سمةً مميزةً وركيزةً أساسيةً لكلِّ مجتمعٍ ينشدُ التقدُّمَ، ويحرصُ على التخطيط لبناء مستقبله على أسسٍ سليمة.
د. صالح المسند: الجهود المبذولة لخدمة الترجمة بحاجة مكتبة رقمية
د. هند السديري: السعودية تبذل جهدها ليحقق شعبها والدول الشقيقة نمواً علمياً
وليس ثمَّة شك في أن هذا المشروعَ الحضاري الكبير يَعودُ بفوائدَ جمَّة على المترجمين والدَّارسين والباحثين العرب، وعلى المجتمع العربي عموما. فهو يمثل المستودع الجامع والشامل لما ينتجه الفكر الإنساني ويدخل عبر بوابة الترجمة من العربية وإليها. فهو بذلك يُتيحُ للباحثين فرصةَ الوصول بسرعةٍ ويُسْر إلى كل ما يحتاجونه من البيانات والمعلومات والأرقام التي تتطلبها عمليةُ البحثِ في ميادين العلوم والآداب المختلفة. ويجسد المشروع في هذا المضمار الدورَ الفاعلَ الذي تضطلع به الترجمة في عملية التلاقح الفكري والتكامل المعرفي بين المجتمعات الإنسانية، خاصة إثر التقدم العلمي والتقني الهائل في ميادين الاتصال وتبادل المعلومات. فالترجمة أحد أقدم مظاهر التفاعل الحضاري بين بني البشر عبر ما يفصل بينهم من حواجز لغوية، واختلافات ثقافية، وتفاوت في ميادين الرقي والتقدم.
إن الفهرس العربي الموحد إنجاز يستحق كل الثناء والتقدير وبوابة الكتب المترجمة اضافة كبيرة للعمل، وهو جدير بكل أنواع الدعم والمؤازرة من لدن جميع المؤسسات الثقافية والعلمية، والمعاهد التعليمية، ومراكز البحوث والدراسات، والمجامع اللغوية، والشبكات المعلوماتية وعلى مستوى العالم العربي كله.
وذكر البروفيسور محمد بدوي رئيس قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية من يطلع على موقع بوابة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية في مشروع "الفهرس العربي الموحد"يسر فيما يجد فيه من إتقان ومراعاة للأصول البحثية والبيلوغرافية. ويسر أكثر من الهدف الأوسع للمشروع الذي يشتمل على إنشاء قاعدة واحدة لحصر مفردات الإنتاج الفكري المنقول إلى العربية، الأمر الذي من شأنه إغناء الحياة الفكرية وتيسير سبل البحث الفكري.
وهذا الأمر ليس بمستغرب من القيادات الفكرية في المملكة التي اتخذت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منحىً مشجعاً للتواصل الفكري بين الحضارات، وهو الأمر الذي تمس الحاجة إليه خاصة في عصرنا الحاضر الذي يشهد نزاعات دموية كان من مسبباتها الرئيسية في ما أرى انعدام التواصل بين المجموعات وبين الدول وبين الحضارات.
وتُعتبر الترجمة واحدة من أهم وسائل التواصل والتلاقح الفكري بين الجماعات، وهذا ما أدركت أهميته القيادة الفكرية في المملكة حيث قامت مشكورة بعدة مشاريع لتنشيط وتحفيز عمليات النقل من اللغة العربية إلى لغات أخرى وبالعكس. وإنني لأتطلع بشوق إلى اليوم الذي سيشتمل فيه الفهرس على مشاريع ترجمة الأعمال الفكرية العربية إلى اللغات الأخرى.
ولا يراودني أي شك في الأثر الإيجابي الذي سيكون لهذه البوابة المباركة بإذن الله على حركة الترجمة والتعريب وإغناء التواصل الفكري وتيسير أعمال البحث العلمي في حقول الفكر المختلفة من علوم وآداب، حيث سيتمكن الباحث الجاد من العثور على ضالته من الأعمال المترجمة تحت سقف واحد، الأمر الذي سيوفر عناء البحث في مواقع كثيرة مختلفة. ويزداد إدراكنا لأهمية الترجمة في حياتنا الفكرية إذا ما نظرنا إلى الترجمة في بدايات الحضارة العربية التي اخذت من سائر الحضارات التي كانت سائدة وقتها بنصيب في الطب والهندسة والعلوم والآداب وحتى الفلسفة.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الإطلاع على حضارات الأمم الأخرى لمعرفة التقدم الذي تم إحرازه في الحقول المختلفة، والأهم من ذلك للاطلاع على طريقة تفكيرهم ومنهجيتهم في معالجة شوؤن الحياة المعاصرة.
إن أول اقتراح يتبادر إلى الذهن في هذا المجال هو الاهتمام بتسريع مشروع حصر مفردات الإنتاج الفكري من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، عسى أن يكون في ذلك ما يزيل بعض الالتباس الذي قد يكون تكوَّن عند غير المسلمين عن الإسلام وسماحته وعدله من جراء الأعمال التي كان من شأنها تشويه صورة الدين الحنيف.
إضافة إلى ذلك، أرى أن إنشاء مكتبة رقمية للأعمال المترجمة هو من الأهمية بمكان وخاصة إذا أخذنا بالاعتبار تسارع وتيرة وسائل الاتصال الرقمية وتوسع انتشارها بما ينبئ بأنها ستكون الوسيلة الأوسع انتشاراً بين الجماهير، وخاصة من غير الأكاديميين والمفكرين في المستقبل.
وبدوره تحدث الدكتور صالح المسند مدير مركز الفهرس قائلاً: يعيش إنسان اليوم في عالم أصبح قرية صغيرة اقتربت فيه الثقافات وتلاقحت وتفاعلت في صيغ وأشكال غير مسبوقة، وأصبح لزامًا على الجميع التعرف على ما لدى الأمم الأخرى من علوم معارف وثقافات مفيدة تختصر الوقت والجهد في البناء الحضاري على المستوى المحلي والعالمي. والترجمة هي جسر التواصل بين هذه الثقافات من خلال نقل الكنوز المعرفية ووسائل الحياة وتوظيفها في النهضة الحضارية. وقد بذلت منظمة اليونسكو على المستوى العالمي الشيء الكثير، منها كشاف الترجمة (The IndexTranslationum) ، والذي هو عبارة عن قائمة ببليوجرافية بالكتب المترجمة في الدول الأعضاء، حيث تأسس عام 1932م. أما القاعدة الببليوجرافية فتحتوي على بيانات وصفية للكتب التي ترجمت ما بين عامي 1979 وَ 2009، حيث اشتملت على مليوني مادة وصفية للكتب المترجمة. وهذا العمل ينبئ عن أهمية حصر الإنتاج الفكري المترجم. وقد بذل الفهرس العربي الموحد جهدًا مميزًا في حصر الإنتاج الفكري المنقول إلى اللغة العربية في قاعدة قياسية كخطوة أولى لاستكمال هذا العمل بحصر الإنتاج الفكري العربي المنقول إلى اللغات العالمية. فمن خلال بوابة الكتب المترجمة (http://www.aruc.org/_Books.aspx?PrK=431&Dep=1&lev=2) يستطيع الباحث التعرف على أي عمل مترجم إلى اللغة العربية بالبحث بكل مفاتيح الاسترجاع، كما يمكن إعداد الدراسات حول الإنتاج الفكري المترجم إلى اللغة العربية. ونأمل أن يكون لدينا في المستقبل مكتبة رقمية للأعمال المترجمة ضمن المكتبة الرقمية العربية بإذن الله تعالى.
وتحدثت الدكتوره هند السديري العميدة المساعدة للقبول والتسجيل في جامعة الفيصل، وعضو اللجنة العلمية لجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة قائلة: الحقيقة التي باتت جليّة أن الفهرس العربي الموحد ينبثق من حاجة العالم العربي الى إيجاد بوابة معرفية تقدم خدمة مستديمة للباحثين والدارسين العرب وهو هدف سام سيساعد في تخفيض تكلفة الفهرسة وأيضا توحيد ممارسات الفهرسة داخل المكتبات العربية متطابقة مع المعايير الدولية ومراعية خصوصية المحتوى العربي وهو جهد لا يستهان به و يقوم على عاتق دولة واحدة هي المملكة العربية السعودية والتي تبذل جهدها من أجل أن يحقق شعبها والدول الشقيقة نمو علمي ، وهذا ما بدأ يقطف ثماره بتدشين سبعة دول لبواباتها المعرفية والتي تحوي كنوزها الثقافية ، إضافة الى أهمية تدشين بوابة للكتب المترجمة الى اللغة العربية والتي حفلت بتشريف صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة المكتبة، وعدد من المهتمين، ولا يأتي هذا التشريف الا لمعرفة إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأهمية التكامل في مشاريعها، حيث إن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة قدمت ولا زالت تقدم خدمات كبيرة للترجمة في مختلف حقولها، وتتنقل من دولة لأخرى لمزيد من التفاعل والاحتفاء، وايضاً بوابة الفهرس العربي الموحد والمخصصة للكتب المترجمة الى اللغة العربية تدعم هذا التوجه، وتقدّم ايضاً بدورها خدمة معرفة الاعمال المترجمة من خلال بوابتها، والتي تم حصر ما يقارب 166 الف عنوان حتى الآن بالإضافة الى استمرارية العمل على حصر المزيد، إضافة الى تطلع الفهرس وأعضائه والمهتمين بالترجمة الى حصر ما تمت ترجمته من العربية الى اللغات الاخرى ايضاً، وهذا ما يجعل العمل المعرفي متكاملاً، وهذا ما يميز مشروعات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وأهدافها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.