الدم هو خط أحمر متى ما سال في الوطن بدأت الفتن. فهل يمكن أن نضيع ما بنيناه في عقود من أمن وبيئة صالحه للتعايش ونسلمها ليد أناس نواقصهم كانت أساس ضلالهم فنضل معهم؟! الطائفية شر متى ماحل في وطن دمره وللننظر لمن هم حولنا في الشمال والجنوب وغيرهم كيف كانوا وإلى ماذا صاروا لنعرف حجم هذا الشر المتربص بنا وبشاعته. جريمة (الدالوة) في محافظة الأحساء، هي جريمة بشعة في حق إخوة لنا يشاركوننا الدين والوطن وإن اختلفوا عنا، فهم منا وسيظلون كذلك. في مقال سابق تكلمت عن قوارض هذا الزمن وخطرهم داخل الوطن وخارجه، محاربتهم باتت واجبة والقضاء على فتنتهم وتبديد نواياهم السيئة وتطلعاتهم في تولي زمام الأمور هو أمر محسوم، حتى لانخسر ما بنيانه وبناه أجدادنا في عقود سابقة من أمن واستقرار ونضيع مانحن فيه من أمن ومحبة وأمان. خطرهم واضح وعواقب أعمالهم وخيمة فهل نسمح لهم بأن يجرونا لنفس اللعبة المميتة التي انخدع بها من حولنا فوقعوا في دواماتها الدموية والوضيعة التي امتهنت كرامتهم ونالت من سعادتهم. إنه لمن المؤسف أن يكون منا من هو على ضلال يجعله ينسى ما كنا عليه في وقت مضى من تسامح وتعايش ووئام، باسم الدين وهم من ذلك براء. سنون مضت عشناها إخوة وجيراناً ندرس في المدارس معاً، ونعمل لنهضة الوطن وتنميته بنوايا صافية وقلوب محبة، نحترم الحقوق وخصوصية الاختلاف. ويأتي جهلة منا وبهمجية ووحشية ليشعلوا نار الفتنة والانقسام! الله وحده يعلم حقيقتهم وأهدافهم. هؤلاء هم أعداء الوطن وهم أعداء الدين لأنهم ولأغراض دنيئة سعوا للفتنة باسم الجهاد والدين. أفكارهم المتطرفة ومساعيهم المخربة لا يمكن أن تجد لها طريقاً بيننا حتى وإن بدأها أناس منا مع الأسف. وهذا ما يجب أن نسعى له بمحاربة ضلالهم علانية حتى لاينتشر فكرهم المدمر وعقيدتهم المغلوطة بين الأسوياء منا فتضللهم. من كان له ابن فليمنعه، ومن كان له أخ فليتصدى له، ومن كان له صديق فليخالفه، لنحمي الوطن من شرٍ محيطٍ بنا حتى لا تمتد نارهم لنا فتحرق الأخضر واليابس ولا يبق لنا إلا النواح والرثاء والندم.