تنفست العشائر العراقية في محافظة الأنبار الصعداء بعد قرار حكومة حيدر العبادي تسليحهم بعد أشهر طويلة من المعارك ضد داعش أدت إلى نفاد مخزونهم من السلاح وإلى مقتل المئات من أفرادهم. وجاءت موافقة الحكومة العراقية بعد تلكؤ شاب قرارهم وذلك للتجربة التي خاضها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي سلح العشائر العراقية بالسلاح لكنه بعد ذلك تسرب إلى أيدي المتطرفين. في هذا الجانب قال الدكتور سعد الحديثي الناطق باسم رئاسة مجلس الوزراء العراقية في تصريح ل"الرياض" إن حكومة حيدر العبادي توصلت إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن تحرير المحافظات التي سيطر عليها "داعش" دون مشاركة فاعلة من أبنائها وهناك مشروع لاستيعاب هؤلاء المقاتلين لإشراكهم في أي جهد قتالي لإخراج "داعش" من المدن المحتلة وهم أقدر على القتال لمعرفتهم بجغرافية المنطقة والطبيعة الديموغرافية لها مشيرا بأن تسرب السلاح إلى المتطرفين في تجربة الحكومة السابقة كانت سببا في التأني في عدم التسليح لكن الآن ستكون هناك آليات وسياقات محددة ودقيقة ومنهجية لضمان فاعلية هذا السلاح واستخدامه بشكل ناجح في تحقيق الأمن في المحافظات. وكشف الحديثي أن هناك استعدادات تجري للقيام بعملية عسكرية من خلال ألفي متطوع من أبناء المحافظة بالإضافة إلى الشرطة المحلية والعسكرية وقوات الجيش مع الاستعانة بمتطوعين من المحافظات الأخرى مبينا بأن كل العقبات والعوائق التي تعترض تسليحهم سوف تذلل لأبناء العشائر كما يجري معالجتها والدعم لهم سيسهم في دعم القطاعات العسكرية. وأفاد بأن هناك تقدما يحرز للقوات الأمنية في المناطق الواقعة في قضاء الفلوجة معتبرا قضاء هيت بالعقبة الاستراتيجية الكبيرة التي لابد من السيطرة عليها لأنها تعتبر نقطة تواصل بين غرب المحافظة وشرقها وهناك اهتمام حكومي لاسترداد هيت في عملية قتالية قريبة وإخراج مقاتلي داعش. وطالب الحديثي التحالف الغربي أن يقوم بدوره في هذا الصدد بتسليح الجانب العراقي الذي يعاني صعوبات اقتصادية بالإضافة إلى أن التسليح أصبح من مسؤولية الدول الغربية لتعزيز قوة القوات الأمنية. على صعيد متصل أعلنت الشرطة العراقية امس مقتل 50 من عناصر الدولة الاسلامية (داعش) في حوادث متفرقة في مناطق تابعة لمدينة بعقوبة (57 كم شمال شرقي بغداد). وقالت مصادر أمنية إن طيران الجيش العراقي قصف موقعاً لتنظيم الدولة الاسلامية في ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة ما اسفر عن مقتل والي السعدية ابو الامين الموصلي و20 اخرين من اتباعه. وأضافت المصادر أن القوات الأمنية أحبطت محاولة لتنظيم "داعش" لاقتحام قرى في ناحيتي السعدية وجلولاء ما أسفر عن مقتل 22 مسلحا. وأشارت المصادر أن القوات العراقية تمكنت من قتل ثمانية مسلحين حاولوا اقتحام مبنى معسكر تابع لمتطوعي الحشد الشعبي في قرية (التايهة )على اطراف المقدادية.