خطر داهم بدأ يطل برأسه من نافذة الرياضة، وداء عضال تسلل إلى ثقافة المجتمع ويهددها بالتآكل ذلكم هو التعصب الرياضي الذي يحمل معاول الهدم لكل ما أسسته قيم التسامح، ويمهد لنسف لحمة المجتمع. الأحداث التي سبقت مباراة نهائي كأس أبطال آسيا بين الهلال و"سدني" كشفت القناع عن الوجه القبيح للتعصب الرياضي، وصدم المجتمع بارتفاع نبرات التحريض على العنف الذي وصل حد التخوين الوطني بل تعداه إلى المساس بالعقيدة الدينية حيث شكل بعض وسائل الاعلام بيئة حاضنة لجينات التعصب الذي أفرزه احتقان الشارع ليقف الاعلام الرياضي في قفص الاتهام في مواجهة قضية تأجيج روح التعصب بحثا عن الاثارة والانتشار ولفت الأنظار. كما أن من صحافتنا وقنواتنا التلفزيونية ما تصب الزيت على النار من خلال استضافة بعض الجهلة وأنصاف المشجعين وتقديمهم على أنهم نقاد ومحللون رياضيون وهم يفلتون التصريحات غير المسؤولة التي تشعل نار التعصب والخروج عن قواعد الخطاب الإعلامي الرصين، والبعد عن دائرة الموضوعية والأهداف السامية للتنافس الشريف ما يشكل انحرافا إعلاميا عن المسار السليم وسقوطا مدويا في فخ انهيار القيم الأخلاقية والمهنية للرسالة الاعلامية. فالإعلام الرياضي مهمته تعزيز المفاهيم الايجابية للتنافس الشريف ومحاربة السلوكيات السلبية وغرس الروح الرياضية لكنه للأسف بدلا من ذلك نجده ينغمس في وحل الاثارة والسطحية والانصرافية ليصبح محتواه خطرا يهدد مستقبل الأجيال من خلال تكريس ثقافة الحقد والكراهية والعنف والتعصب. إن واقع الاعلام الرياضي اليوم بحاجة إلى تصحيح وتنقيح وتطهير أكثر من أي وقت مضى وتجريده من الشوائب التي لحقت به بفعل الأصوات النشاز ليمثل صوت الرياضة الوطنية الذي يعكس ملامحنا الأصيلة، وقيمنا النبيلة، ويسهم في الارتقاء بمستوى الوعي الرياضي والتثقيف الايجابي، ويعزز روح التنافس الشريف.. فهل نستطيع تطهير الوسط الصحافي من أصوات التعصب؟! لمراسلة الكاتب: [email protected]