تقدم الفنانه المصريه عبلة كامل في رمضان مع زميلتها نجمة مسلسل الحاج متولي سمية الخشاب إلى اضواء التلفزيون من خلال مسلسل رمضاني يحمل اسم (ريا وسكينة) والذي يعود بنا إلى تلك القصة التي عاش فيها المجتمع المصري احداثا مأساوية رهيبة ومخيفة قبل أكثر من سبعين عاماً وبالتحديد من تاريخ 1918م وحتى تم القبض عليهم في تاريخ 1921م وقد نفذ حكم الإعدام بتاريخ 21 ديسمبر 1921م، وقدمت القصة المرعبة عبر السينما من خلال فيلم تاريخي يعتبر الأهم والاخطر في عالم السينما العربية الذي لعبت بطولته نجمة ابراهيم وقدمه بعدها الفنان الكوميديان اسماعيل ياسين بمشاركة مميزة ايضا من نجمة ابراهيم في الفيلم الكوميدي (اسماعيل ياسين يواجه ريا وسكينة)، تلك الأحداث المأساوية التي عاشتها القاهرة أكثر من عامين متواصلين من اخبار الدم والعنف والقتل وحوادث الأختفاء الغامضة التي تدور حول معشر النساء جعلت من هذه القضية اسطورة حقيقية مخيفة في جميع الدول العربية وقدمها المخرجون والمألفون في مواضيع مختلفة من الحياة لكنها لم تخرج اطلاقا إلى الشاشة الصغيرة إلا مع عبلة كامل والفنانة سمية الخشاب التي يعتقد البعض ان انوثتها الطاغية لن تخدم الشخصية التي تقوم بها (سكينة) وهي التي كان لها ماض قاس جعلها تدخل في دوامة وحرب نفسية تنتقم من خلالها في بنات جنسها لتقدم احتجاجاً على أوضاع سيئة مرت بها في مرحلتها العمرية القصيرة. قبل أكثر من سبعة عشر عاماً قدمت القصة من خلال مسرح الفنانين المتحدين مع المخرج الراحل حسين كما وفي مسرحية كوميدية ضاحكة لعبت البطولة فيها سهير البابلي والمعتزلة شادية وعبدالمنعم مدبولي والوجه الجديد في تلك الفترة الكوميديان احمد بدير، حققت هذه المسرحية اعلى الإيرادات وذلك لما تحمله القصة المقدمة من خلال المسرح من كمية كبيرة من النكات والمواقف الكوميدية التي اطلاقا لم تحدث في القصة الواقعية المؤلة. لاندري حتى الان ماذا سينتج عن هذا العمل التلفزيوني المقدم مفاجآت فنية لكننا نثق تماماً في اداء عبلة كامل الكوميدي والتراجيدي في نفس الوقت وبأن العمل لن يكون مشابها ابدا لماقدمته نجمة ابراهيم في ادائها التراجيدي او سهير البابلي في أدائها الكوميدي بل ستقدم بروح عبلة كامل الممثلة خفيفة الظل التي استطاعت في سنوات بسيطة جدا ان تنحي كريمة مختار عن ادوار الأم وعن ادوار أخرى ساهمت في وصولها، بداية من فيلم التعويذة وعندما قدمتها النجمة يسرا كوجه جديد وراهنت عليها كثيرا ومرورا بمسلسل (لن اعيش في جلباب ابي) وافلامها المقدمة من ذلك التاريخ وحتى الان والتي استطاعت فيها ان تثبت للجميع انها فنانة اصيلة من الطراز الخاص. لابد ان هذا العام سيحمل وجهاً اخر لعبله كامل وسمية الخشاب في مسلسل سنتابعه بشغف لنرى ماذا سيحوي من مفاجأت درامية كوميدية فنية، بالرغم من كون القصة قد استهلكت بشكل كاف في السينما والمسرح وبأعمال وتوقيع نجوم كبار جعلونا نعيش في قوالب كومدية وتراجيدية مختلفة، لكنها لم تقدم لنا كمشاهدين من خلال مسلسل تلفزيوني رمضاني يعرض على الشاشه الصغيرة التي تعتبر المقياس الحقيقي للعمل الدرامي المهم، وفي وقت ذهبي وعبر قناة مهمة نتابعها بشغف طيلة الشهر الكريم.