أضاءت سماء مدينة برزبن في أستراليا ليلاً بصور من الليزر للعلم الوطني للمملكة العربية السعودية وذلك قبل اجتماع قمة مجموعة العشرين (G20) في 15-16 نوفمبر، ففي كل عام يتم اختيار دولة مختلفة لتتولى رئاسة مجموعة العشرين واستضافة قمة القادة السنوية. وهذا العام جاء دور أستراليا. تتطلع أستراليا إلى استضافة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالإضافة إلى أكثر من 20 من رؤساء الوزراء والقادة في هذه القمة المهمة. إن الدول العشرين والتي تشكل مجموعة العشرين تمثل حوالي 85% من اقتصاد العالم، وأكثر من 75 % من التجارة العالمية وثلثي سكان العالم. ولهذا فإن القرارات التي يتم اتخاذها في القمة لها تأثير علينا جميعا. ترحب أستراليا كثيرا بصوت المملكة العربية السعودية في مجموعة العشرين والذي يعكس تأثير المملكة الهام إقليمياً وعالمياً برعاية القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما أنها تُقر بالدور الذي تلعبه المملكة في استقرار الاقتصاد العالمي. وقد حضر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله اجتماع مجموعة العشرين الأول في عام 2008، وشدد في كلمته على أهمية تعزيز دور مجموعة العشرين نظرا لان عضوية المجموعة هي الأكثر تمثيلا للاقتصاد العالمي. ولمواجهة أكبر التحديات الاقتصادية في العالم بشأن تحسين النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، خاصة للشباب، فقد ركزت استراليا من خلال رئاستها لمجموعة العشرين على موضوعين رئيسيين، الأول هو الحاجة إلى تمكين القطاع الخاص والثاني هو كيفية جعل الاقتصاد العالمي أكثر قدرة للتعامل مع الأزمات في المستقبل. تمتلك المملكة العربية السعودية وأستراليا سجلات اقتصادية قوية. فمنذ الأزمة المالية عام 2008، كان أداء اقتصاد كل من البلدين أفضل بكثير من أغلبية أعضاء مجموعة العشرين. إن المملكة العربية السعودية وأستراليا كلاهما مصدر رئيسي للطاقة، ويدرك كل منهما الحاجة إلى تشجيع نمو القطاع الخاص وفرص العمل للشباب. هناك عنصر أساسي آخر مطلوب لاقتصاد عالمي سليم وهو التجارة الحرة. مرة أخرى، تتقاسم المملكة العربية السعودية وأستراليا رؤية مشتركة، فقد كتب رئيس الوزراء الاسترالي آبوت "وكما هو الحال دائما، تأتي التجارة أولا- لأنه في كل مرة يقوم شخص بالتجارة بحرية مع شخص آخر، فهذا يعني زيادة الثروة"، وقد أشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيضا إلى نقطة مماثلة في كلمته في مجموعة العشرين عام 2010 "وتماشيا مع التزام المملكة العربية السعودية بالتجارة الحرة، فإنها تواصل جهودها لدعم مبادرات تحرير التجارة على جميع المستويات". وفي الفترة التي تسبق قمة هذا العام، رحبت استراليا بالمشاركة الفعالة للمملكة العربية السعودية في عدد من الاجتماعات الأخرى المرتبطة بمجموعة العشرين. وقد شمل هذاB20 (لكبار رجال الأعمال)، Y20 (لقادة الشباب)، وT20 (لمؤسسات الفكر والرأي). نحن نتطلع إلى استقبال ولي العهد والوفد المرافق في برزبن، ومواصلة جهودنا المشتركة لبناء مستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً للجميع. وأخيراً أود أن أرحب بالزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد والوفد المرافق وأقول "نورتم أستراليا". *سفير أستراليا لدى المملكة