سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتفاخ وتورم مفصل الركبة.. التشخيص المبكر والخطة العلاجية يعجلان في الشفاء بدون مضاعفات ليس تشخيصاً بل أحد الأعراض الناتجة عن الكثير من المشاكل الصحية «2/2»
تطرقنا في العدد الماضي الى شكوى العديد من المرضى من تورم في منطقة الركبة. وهذا التورم كما ذكرنا هو ليس تشخيصا ولكنه أحد الأعراض الناتجة عن الكثير من المشاكل الصحية والإصابات التي تصيب الركبة. وقد استعرضنا أهم الأسباب والأمراض التي تسبب تورم الركبة. وذكرنا منها: - خشونة والتهاب مفصل الركبة - النزيف داخل مفصل الركبة؟ - الأورام الحميدة للغشاء الزلالي؟ - ومن الاسباب ايضا والتي نفصلها اليوم النزيف التلقائي داخل مفصل الركبة؟ وهذا من أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تورم مفصل الركبة وخصوصاً عند مرضى الهيموفيليا (Hemophilia) والمرضى الذين يأخذون أدوية مسيلة للدم (Anticoagulants). وفي هذه الحالات لا يكون هناك تاريخ مرضي لإصابة معينة أو يكون هناك تاريخ لإصابة بسيطة جداً حول منطقة الركبة ويشتكي المريض من تورم يزداد مع مرور الوقت ويؤدي إلى صعوبة في حركة المفصل وإلى ضمور في العضلات المحيطة بالمفصل. وهذه الحالات يتم تشخيصها أيضاً لعمل تحاليل مخبرية لمعرفة مدى طبيعية سيلان الدم وأيضاً أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين وجود النزف داخل الركبة. وبالنسبة للعلاج فإن أول خطوة وأهم خطوة هي إعادة معدل تخثر الدم إلى المعدل الطبيعي بإعطاء جرعات كافية من (Factor VIII). هذه المادة هي مسؤولة عن تخثر الدم في الشخص الطبيعي وهي التي يؤدي نقصها عند مرض الهيموفيليا إلى حدوث النزيف. وفي المرضى الذين يتناولون الأدوية المسيلة للدم لأنه يمكن إيقاف هذه الأدوية أو تعديل جرعتها أو استبدالها بنوع آخر لفترة موقتة. بالإضافة إلى ذلك يتم إعطاء الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنة والمرخية للعضلات والمراهم الموضعية التي تساعد على سرعة إزالة الورم. أما في الحالات الشديدة فإنه يمكن عمل شفط للدم أو عمل إفراغ للدم عن طريق عملية بسيطة وجرح صغير في جانب الركبة. مرض النقرس؟ مرض النقرس (Gout) هو عبارة عن خلل في الإباضة (Metabolism) في الجسم لحمض اليوريك (Uric acid) مما يؤدي إلى أن يزداد معدل هذا الحمض في الدم وبعد ذلك تترسب كريستلات (Crystals) حامض اليوريك في الغشاء الزلالي في منطقة أحد المفاصل مثل مفصل الركبة مثلاً ويؤدي هذا التسرب إلى هيجان والتهاب غير جرثومي في الغشاء الزلالي وينتج عن هذا زيادة في إفرازات السائل الزلالي وتورم في الركبة. وقد يكون لدى المريض تاريخ مرضي لمرض النقرس أو قد يكون ليس لديه تاريخ مرضي ويتم التشخيص بعد تورم الركبة. وعادةً ما يأتي المريض وهو يشتكي من تورم في مفصل الركبة مع آلام حادة وشديدة وقد يكون هناك احمرار في الجلد في منطقة الركبة. ويتم الشخيص بالفحص السريري الذي يبين وجود التورم وأيضاً بعمل تحليل للدم يبين وجود زيادة في نسبة حامض اليوريك في الدم. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى سحب عينة من السائل الموجود داخل الركبة وإرسالها الى المختبر وتحليلها وهذا عادةً ما يبين وجود زيادة كبيرة في كريستالات حامض اليوريك في هذا الغشاء وفي السائل. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء لأشعة الرنين المغناطيسي عندما يكون التشخيص غير واضح. أما بالنسبة للعلاج فهو يبدأ بإعطاء الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة للآلام وإعطاء ربطة طبية لإراحة الركبة وأيضاً يتم البدء بتناول الأدوية المخصصة لإنقاص مستوى حامض اليوريك في الدم. وفي الحالات التي يكون فيها التورم شديداً قد يلجأ الطبيب إلى عملية سحب أو شفط للسائل الزائد داخل مفصل الركبة عن طريق إبرة صغيرة يتم إدخالها بعد التعقيم ويتم شفط السائل الزائد وبعد ذلك يتم إعطاء مادة الديبومدرول ذات الخاصية المضادة للالتهابات داخل المفصل مما يؤدي إلى إزالة الالتهاب والألم والتورم بشكل سريع وفعال بإذن الله. فتق الكيس الزلالي (Backer cyst) وهذا المرض هو عبارة عن فتق في الجزء الخلفي من الأغشية التي تغلف منطقة الركبة (Synovial membrane) مما يؤدي إلى حدوث تورم وبروز للغشاء الزلالي في المنطقة الخلفية من الركبة تظهر على شكل تورم في المنطقة الخلفية من الركبة تحت الجلد. وهذا التورم قد يحدث لوحده أو قد يحدث مصاحباً لمرض خشونة المفصل أو مصاحباً لمرض خشونة أو قطع الغضروف الهلالي. وعادةً ما تأتي المريضة إلى العيادة وهي تشتكي من وجود تورم في منطقة خلف الركبة يزداد وينقص حسب المجهود ويضايقها ويسبب آلام لها. ويتم الشخيص عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين الكيس والفتق وأيضاً وجود خشونة أو وجود قطع في الغضروف الهلالي. وعادةً ما يبدأ العلاج بالعلاج الطبيعي والمسكنات وعملية حقن الركبة بمادة الديبومدرول. ونادراً ما يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي لإزالة هذا الكيس. وهذا لأن المنطقة الموجود فيها الكيس والفتق هي خلف الركبة وهي منطقة محفوفة بالمخاطر نظراً لمرور الأعصاب والأوردة والشرايين التي تغذي الساق من خلال هذه المنطقة. إلا أنه إذا ما استدعت الحاجة فإنه يمكن عمل الجراحة. ولحسن الحظ فإن الغالبية العظمى من هذه الفئة من المرضى لا تحتاج إلى التدخل الجراحي وتستجيب بشكل جيد للعلاج التحفظي. النصائح والتوصيات هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تورم منطقة الركبة (Knee effusion). والأسباب التي ذكرناها سابقاً هي أهم هذه الأسباب. وفي الغالبية العظمى من المرضى إذا ما تم التشخيص مبكراً وتم اختيار الخطة العلاجية المناسبة للمريض حسب التشخيص فإن هؤلاء المرضى يتم شفاؤهم بشكل كامل ويستطيعون العودة لممارسة حياتهم اليومية بشكل كامل بإذن الله وبدون وجود مضاعفات. الفحص والكشف المبكر يعززان فرص الشفاء