كشفت التحقيقات مع عناصر الخلية الإرهابية التابعة ل"داعش"، والتي تم تفكيكها أخيرا، أن المعتقلين في هذه القضية خططوا للقيام بأعمال تخريبية بالمغرب وفرنسا، معتمدين على أموال سطوا عليها من مؤسسات مالية انطلاقا من مبدأ "الاستحلال". وبحسب مصادر مطلعة على مجريات التحقيقات، فإن المعتقلين، وهم ثلاثة مشتبه بهم من جنسيات مختلفة (مغربي، جزائري وفرنسي)، نجحوا في السطو على أموال مهمة من مؤسسات مالية بفرنسا عن طريق النصب بهدف تمويل عملياتهم الإرهابية وتهجير مجندين من المغرب وفرنسا للالتحاق ب"داعش". وكان المشتبه بهم يتقدمون بأوراق مزورة لبنوك فرنسية من أجل الحصول على قروض مالية مهمة، حيث كانوا يدلون بشهادات عمل مزورة ووثائق خاصة بشركات وهمية، وبهذه الطريقة تمكن المشتبه بهم من جمع مبالغ مالية كبيرة معتمدين على مبدأ "الاستحلال"، إذ كانوا يستحلون أموال الغير من أجل أهدافهم الإرهابية. واعتمد المشتبه بهم على الانترنيت من أجل نشر فيديوهات تقطيع الرؤوس التي يقوم بها أتباع "داعش" ومشاهد أخرى دموية للإشادة بأصحاب هذه الجرائم ودعوة الشباب إلى الاقتداء بهم، وقد كشفت التحريات أن المشتبه بهم كانوا يعتبرون أن ذلك "جهادا" ويدعون مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب الحاملين للفكر المتطرف إلى القيام بأعمال مشابهة. واعترف المعتقلون في هذا الملف أنهم كانوا يجندون شبابا متشبعين بالفكر المتطرف من المغرب وفرنسا ويحضونهم على القيام بأعمال تخريبية فردية داخل فرنسا والمغرب والالتحاق بما يسمى "الدولة الإسلامية". ومن أجل تسهيل الالتحاق ب"داعش"، كان هؤلاء المعتقلون ينسقون مع مقاتلين ينشطون بالمنطقة السورية العراقية. ويشار أن الأمن المغربي كان نجح في تفكيك هذه الخلية الإرهابية بداية الأسبوع واعتقل عناصرها، وهم مغربي وجزائري وفرنسي. كما حجزت العناصر الأمنية لدى المشتبه بهم أجهزة معلوماتية تتضمن وثائق تم تحميلها من الانترنت وأشرطة سمعية وبصرية تحرض على الإرهاب، وتدعو إلى تكفير المجتمع واستحلال ممتلكات الدولة والمواطنين.