رفضت الرباط تقرير منظمة العفو الدولية الأخير حول وضعية حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية ومخيمات تندوف ووصفته بالمنحاز والمفتقد إلى الحيادية. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن تقرير "هيومن رايتس ووتش" سقط في تغذية الخلط من خلال إخلاء مسؤولية الجزائر ووضع جبهة البوليساريو على قدم المساواة مع المغرب على المستوى الدولي. وقال الخلفي، خلال مؤتمر صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أول أمس الخميس، إن هذا التقرير تجاهل كل النداءات الصادرة عن الهيئات التقريرية للأمم المتحدة المتمثلة في مجلس الأمن والداعية إلى إحصاء ساكنة المخيمات، مشددا على أنه "لا يمكن إنجاز هذا الإحصاء إلا وفق معايير دولية متعارف عليها من قبل الهيئات الأممية التي تضطلع بهذه العمليات". وكانت الرباط دعت إلى إحصاء الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف "كمقدمة أساسية للتوصل إلى حلول مستدامة" لنزاع الصحراء، مؤكدة أن الأمر يتعلق ب"الحالة الوحيدة غير الموثقة في العالم". وانتقد الخبير الأمريكي، بيتر فام، مدير "أفريكا سانتر" التابع لمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل"، توصية تقرير "هيومن رايتس ووتش" بتوسيع صلاحية بعثة المينورسو في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وقال الخبير الأمريكي إنه "لا يمكن تطبيق هذا الأمر بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، البلد الذي يحقق تقدما متواصلا في مجال حقوق الإنسان، حظي باعتراف ودعم المجموعة الدولية". وسجل الخبير الأمريكي أنه من الواضح أن "تقرير هيومن رايتس ووتش ذهب بعيدا"، منتقدا إجراء "مقارنات خاطئة" بين مخيمات تندوف، هذه المنطقة الخارجة عن القانون، والأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية التي "تشهد تطورا هائلًا في مجال حقوق الإنسان". وقال الخبير الأمريكي، الذي يدعى باستمرار لتقديم شهاداته خلال جلسات الاستماع بالكونغرس الأمريكي، "أعتقد أنه من المجحف ومن قلة المعرفة، بل ومن غير الواقعي أن يتم القيام بهذه المقارنات المغلوطة بين الوضعية التي تسود في تندوف، حيث يعيش اللاجئون في ظروف غير إنسانية خارج نطاق القانون الدولي، وبين دولة ذات سيادة، عضو بالأمم المتحدة، تشهد دينامية مستمرة وغير مسبوقة في مجال التنمية". واتهم، من جهته، الخبير الأمريكي ماكيل روبين، في مقال تحليلي بمجلة (كومانتري مغازين) بعنوان "هيومن رايتس ووتش تحاول لكنها تخفق في محاولة تبرئة البوليساريو" بالخروج عن الحيادية. وقال: إن هذه المنظمة الحقوقية الأمريكية وقعت ضحية قناعاتها السياسية. وأشار هذا الخبير الأمريكي لدى (أميركن أنتربرايز إينستيتيوت) إلى أن قيام البوليساريو بحرمان الآباء من أبنائهم لإرسالهم إلى كوبا من أجل شحنهم إيديولوجيا أمر مر في صمت، مسجلا بنبرة ساخرة، أنه "على ما يبدو أن هيومن رايتس ووتش قررت أن ترى في ذلك مجرد عطل إجبارية بهذه المناطق الاستوائية". وخلص إلى أن "هيومن رايتس ووتش قد تكون منظمة مفيدة، كما كانت من قبل، إذا ما تخلصت تقاريرها من مصنفاتها السياسية الذاتية".