عرفته في مجلس والدي العم سليمان بن راشد الزنيدي رحمه الله تعالى عام 1414ه حيث كان من رواد مجلسه وله فيه ممازحات وفكاهات فقد كان حريصا على إدخال السرور لعمي رحمهما الله وجعلهما في دار الفرحة والسرور الأبدي بإذن الله، ثم توثقت علاقتي به عندما درسني في المعهد العلمي بمحافظة الزلفي عام 1418ه فكان رحمه الله نعم المعلم والمربي والأخ، كان حريصا على إيصال المعلومة وكان يفرح بالمناقشات الطلابية ويستمتع بها، كان رجلا يذكرك بالله والدار الآخرة، عرفته بارا بوالدته حفظها الله ومتعها بالصحة والعافية وجبر مصابها بفقده وجعل ذلك رفعة لها وأجرا عظيما، كان نعم الرجل ديانة وخلقا وإحسانا يشع من وجهه نور الطاعة وترى في قسماته سيما الخشوع وملامح الطاعة والإنابة، كان رحمه الله مبتسما بشوشا يمازح الصغير قبل الكبير، كان رحمه الله دائم السؤال عن والدي رحمه الله وعن إخواني وأبناء عمي، لا تجد أحدا يذكره إلا بخير، وكان حريصا على حضور الجنائز فقل أن تفقده، ومن شواهد الخير له أن الجامع اكتظ بالمصلين عليه في جامع علقة وكذا الحال في المقبرة التي ازدحمت بالمشيعين والمصلين عليه فيها ممن لم يدركوها في المسجد، رحمك الله يا أبا سليمان فكم هي الفجيعة عامة بفقدك، ستفتقدك والدتك التي طالما بررتها، وسيفتقدك أهلك وجماعة مسجدك، وسيفتقدك زملاؤك وطلابك بالمعهد، سيفتقدك مسجدك ومصحفك، سيفتقدك كل محب لك. لكن عزاءنا فيك ذكراك الحسنة وأعمالك الصالحة (والذكر للإنسان عمر ثاني).. ذلك هو: خالد بن سليمان الدهش الذي أسأل الله تعالى أن يجمعنا به ووالدينا والقراء الكرام بالفردوس الأعلى من الجنة وأن ينزله منازل الأبرار، آمين يا رب العالمين.