حظيت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بدعم المملكة العربية السعودية منذ أن كانت فكرة حتى أضحت اليوم منارة علم يقصدها الجميع إقليمياً ودولياً وقد تجسد هذا الدعم بالاستضافة الكريمة والدعم السنوي السخي مادياً ومعنوياً الذي مكن الجامعة من تحقيق هذه الإنجازات. كما حرصت المملكة على أن تظل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية نموذجاً لنجاح العمل العربي المشترك، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وتواصلت هذه الرعاية المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن أكثر من 270 دورة تدريبية وحوالي 70 دراسة وإصداراً علمياً عن واقع الإرهاب وأساليب مكافحته عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة لتستمر نجاحاتها التي أكسبتها احترام وتقدير مختلف القيادات الأمنية والسياسية والعدلية والاجتماعية والتربوية من خلال حرصه على مواكبة الجامعة للتقدم العلمي الذي تعيشه الجامعات العالمية وقد جاءت فكرة إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مع انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1392ه (الموافق 1972م) أعقبه إصدار المؤتمر الثاني لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في بغداد بتاريخ 2/11/1398ه (الموافق 4/10/1978م) قراراً بإنشاء الجامعة استجابة للحاجة التي لمسها المسؤولون عن الأمن في الدول العربية وذلك بإيجاد صرح علمي عربي ينهض بالتعليم العالي الأمني، والتدريب المتخصص والبحث العلمي الأمني المتعمق، في سبيل وقاية المجتمع العربي من الجريمة والانحراف. والجامعة اليوم مؤسسة إقليمية عربية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع بصفة دبلوماسية لها نظامها الأساسي الخاص، ويرأس مجلسها الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ويرأس الجامعة معالي د. جمعان رشيد بن رقوش وتسعى الجامعة لتحقيق الريادة في العلوم الأمنية والدراسات الإستراتيجية لبلوغ مستوى علمي متميز عربياً وعالمياً وذلك بالارتقاء بالعلوم الأمنية فكراً ومنهاجاً بما يسهم في تطوير أداء أجهزة الأمن والعدالة الجنائية من منطلق المفهوم الشامل للأمن، بهدي من الشريعة الإسلامية، ووضع الاستراتيجيات لاستشراف التحديات والمهددات الأمنية ومعالجتها بأسلوب علمي. ووصولا لتحقيق أهداف الجامعة، التي من أبرزها: إتاحة التخصصات العلمية في الدراسات العليا في ميادين الأمن بمفهومه الشامل. وتدريب الكوادر الأمنية والمهنية العربية وتأهيلهم في المجالات الأمنية المختلفة. إضافة إلى إثراء البحث العلمي في مجالات الدراسات الأمنية والاستراتيجية وتقديم الاستشارة العلمية ورفد المكتبة العربية بالأبحاث والدراسات المتخصصة وتتكون جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من عدة قطاعات علمية كما تضم الجامعة العديد من الإدارات والمرافق المساندة من أهمها: وكالة الجامعة، ووكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية، عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي، عمادة القبول والتسجيل، دار جامعة نايف للنشر، إدارة التعاون الدولي إدارة الشئون الإعلامية، إدارة العلاقات العامة، إدارة الشؤون العامة، وغيرها من الإدارات المساندة. رئيس الجامعة د جمعان خلال حديثه للزميل الخضيري *جامعة نايف العربية ودورها في مكافحة الإرهاب تصدر الارهاب اليوم أولويات اهتمام دول العالم دون استثناء واصبحت مكافحته محورا رئيسا للدراسات الاجتماعية والأمنية والسياسية فالإرهاب ظاهرة لا وطن لها ولا دين، كما اتضح بدهيا أن العلاقة بين الارهاب والثقافة هي علاقة صراع حيث تكمن خطورة الارهاب في أدبياته الثقافية والفكرية التي تسعى إلى تعزيز قيم الارهاب الشمولي لدى أفراد المجتمع خاصة فئة الشباب كما أنه ذو منهج خفي يخترق العقول قبل الاجساد ومن هذا المنطلق استشعرت جامعة الامير نايف العربية للعلوم الأمنية عظم المسؤولية إزاء تعاظم خطر الجرائم الإرهابية على المجتمعات الإنسانية، وتأكيداً على الدور الرائد الذي تقوم به في مجال العلوم الأمنية دأبت الجامعة على تناول المشكلات المعاصرة ومعالجتها باستخدام الأساليب العلمية والبحثية المتخصصة سعياً منها نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل في جميع المجالات. ايضا وبتوجيهات مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب فقد تصدر موضوع الإرهاب القضايا التي تحرص الجامعة على معالجتها بأساليب علمية مدروسة ومن خلال برامجها وأنشطتها العلمية، لما تمثله من خطورة هذه الجرائم وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الدوليين ونتيجة للتطور المستمر لهذه الجرائم بفعل تقدم وسائل الاتصال، ومن هذا المنطلق تولي الجامعة اهتماما بتنفيذ البرنامج العلمي للخطة المرحلية لتنفيذ بنود الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب الموقر في دورته الرابعة عشرة حيث نفذت الجامعة الخطة كاملة من خلال المناشط المنفذة عبر مرافقها ومراكزها العلمية المختلفة، علاوة على تنفيذ الجامعة لعدد من الأنشطة الإضافية التي تصب في وعاء مكافحة الإرهاب إيماناً منها بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لدرء هذا الخطر على أسس علمية مدروسة وبهذا فإن الجامعة تكون مسؤولة عن الشق العلمي من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب من حيث تقديم المادة العلمية بحثاً وتدريباً وإسهاماً كما أن الجامعة لم تتجاهل أهمية الاعلام ودوره التثقيفي والتوعوي فقد قامت في هذا السياق بتنظيم الدورات التدريبية والدورات التطبيقية والحلقات العلمية التي بلغ عددها أكثر من 270 دورة تدريبية وحلقة علمية تناولت الإرهاب من مختلف جوانبه وأبعاده داخل دولة المقر وخارجها وأعدت (19) دراسة علمية عن واقع الإرهاب وأساليب مكافحته، كما أصدرت (50) إصداراً علمياً استعرضت فيها ظاهرة الإرهاب والعوامل التي تساعد على تفاقمها من خلال تناول هذه المناشط والدراسات جميع أشكال الإرهاب بالتحليل الدقيق وبتنوع مواضيعها لتغطي مواضيع مثل: أمن المطارات وإدارة الأزمة في الحدث الإرهابي، وواقع الإرهاب في الوطن العربي، وحماية المنشآت المهمة، والأساليب والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون وطرق التصدي لها ومكافحتها، ومكافحة الإجرام المنظم، والإرهاب باستخدام المتفجرات ومكافحة الإرهاب البيولوجي، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وتشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي، إضافة إلى طباعة ونشر أعمال الندوات التي تناولت مشكلة الإرهاب في شكل إصدارات علمية تتضمن الأوراق المقدمة في هذه الملتقيات والنتائج والتوصيات التي توصلت إليها ومن ثم توزيعها على جميع مراكز البحوث والجامعات والمعاهد الأمنية والأجهزة العربية المختصة ذات الصلة سعياً نحو تحقيق الغايات المنشودة. كذلك وفي مجال المعارض الأمنية فقد خصصت الجامعة جناحاً في معرض الأجهزة الأمنية عرضت فيه معدات ووسائل مكافحة الإرهاب فضلاً عن تخصيص جناح في معرض الكتاب الذي تنظمه الجامعة تعرض من خلاله الكتب والمطبوعات التي تتناول ظاهرة الإرهاب. ويقوم قسم التقنيات العلمية بتوثيق كل مناشط الجامعة العلمية ومنها ذات الصلة بالإرهاب وتعميم هذه الأفلام والتسجيلات على الدول العربية. وفي مجال الدراسات العليا ناقشت الجامعة أكثر من (83) رسالة ماجستير ودكتوراه من خلال كلية العدالة الجنائية، وكلية العلوم الاجتماعية والإدارية، وكلية العلوم الإستراتيجية، إضافة إلى مناقشة الرسائل ذات الطابع التقني والمخبري المتعلقة بالإرهاب من خلال كلية علوم الأدلة الجنائية. وقدمت الجامعة (90) محاضرة علمية في مختلف دول العالم في هذا المجال، و(22) ندوة علمية. وفي المجال الإعلامي نشرت كل من «مجلة الأمن والحياة» الشهرية و»المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب» عدداً من الدراسات والتحقيقات واللقاءات الإقليمية والدولية. د.جمعان رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كما نظمت إدارة الشؤون الإعلامية بالجامعة ندوات صحفية وتلفازية عديدة عن موضوع الإرهاب حيث بلغت مشاركات الجامعة في المؤتمرات والندوات ذات العلاقة بالإرهاب محلياً ودولياً (90) مشاركة علمية كما ترتبط الجامعة من خلال مذكرات التفاهم العلمي مع أكثر من (170) مؤسسة من أهم وأبرز المؤسسات العلمية والأمنية على مستوى العالم. ويقول معالي رئيس جامعة نايف الدكتور جمعان رشيد بن رقوش لقد استطاعت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن تسهم وبفاعلية كبيرة في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل على الصعيد العربي والدولي ويتضح هذا جلياً من خلال الجهود التي تقوم بها جامعة نايف التي تميزت بشبكة علاقات دولية واسعة أسهمت في نقل الخبرات العالمية المتقدمة للدول العربية من خلال مناشطها التي تؤهل الكوادر الأمنية العربية ولتعزيز ذلك، أولت الجامعة تنمية العلاقات الأمنية والأكاديمية مع المؤسسات ذات العلاقة عربياً وإقليمياً ودولياً أهمية بالغة سعياً نحو تحقيق أهداف الجامعة وغاياتها حيث سعت بجهد متواصل لتوفير أحدث المعارف والخبرات العلمية من الأنشطة والتجارب الرائدة بدول العالم في مجال تخصصها من خلال فتح قنوات التواصل وتوثيق الروابط مع الجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز والمنظمات عبر مذكرات التفاهم والتعاون التي بلغت حتى الآن أكثر من (170) مذكرة مما يرسخ آفاق التعاون العلمي مع تلك الجهات خدمة للرسالة والأهداف المشتركة حيث تنص هذه المذكرات على إجراء وتمويل البحوث ذات الاهتمام المتبادل علاوة على المشاركة في المناشط العلمية التي ينظمها كل طرف وتبادل الإصدارات والدوريات العلمية وبرامج العمل والتقنيات والوسائل التعليمية وتبادل الخبرات والاستشارات العلمية. ويؤكد الدكتور جمعان رشيد بن رقوش على سعي الجامعة من خلال هذه المذكرات إلى تدعيم أوجه التعاون العلمي والتقني في مجال منع الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة والمعاهد الإقليمية التابعة لها، والجامعات العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، وإيجاد مناخ مشجع للتعاون التقني العربي والدولي، وتعميم التجارب العربية في مجال الأمن الشامل كما يتيح هذا التعاون الدولي للجامعة فرصة تقديم الإسهام العربي الكبير في ميدان العدالة الجنائية وتطبيق التشريع الجنائي الإسلامي في مكافحة الجريمة والوقاية منها. وتمكن هذه المذكرات الجامعة من الاستفادة من الخبرات والتقنيات المتطورة على مستوى العالم. ويقول إن كل ماحققته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من إنجازات في مجال تخصصها المتفرد ما كان ليتم لولا توفيق الله تعالى ثم ماوجدته من اهتمام مؤسسها أمير الأمن العربي الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي تتشرف الجامعة بحمل اسمه والذي نستصحب سيرته العطرة وإنجازاته المباركة في جميع مناسبات الجامعة والذي إن غاب عنا جسداً فإن إنجازاته وكلماته ستظل باقية نستلهم منها ما يحقق أمن المواطن العربي على امتداد الوطن الكبير كما أن الجميع على ثقة أن مسيرة الأمن والأمان والدعم لمشاريع العمل العربي الأمني المشترك ستستمر بمشيئة الله تعالى على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة -حفظه الله- فهو خير خلف لخير سلف الذي يعتمد بعد الله تعالى على خبرة طويلة وتجربة عميقة في العمل الإداري والأمني بعزم لا يلين وطموح لاحدود له. وتتميز الجامعة بعلاقاتها الدولية التي أصبحت مثالاً يحتذى على الصعيدين العربي والدولي، حيث ترتبط بعلاقات إستراتيجية مع منظمات الأمم المتحدة خاصة مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للطفولة، والمنظمة الدولية للهجرة، هذا فضلاً عن علاقتها مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» والمنظمة الدولية للحماية المدنية. كما ترتبط الجامعة بعلاقات تعاون مع مختلف أكاديميات الشرطة في البلدان الأوروبية والآسيوية، وتنفيذاً لبنود تلك التفاهمات نظمت الجامعة برامج علمية بمشاركة المئات من الاختصاصيين العرب في كل من الولاياتالمتحدة الأمريكية، كندا، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، سويسرا، النمسا، إسبانيا، التشيك، تركيا، الصين، سنغافورة، إذربيجان. وتعد الجامعة الذراع العلمي لعدد من المجالس الوزارية لجامعة الدول العربية، فهي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومن خلال عضويتها في مجلس وزراء الإعلام العرب تنفذ الجامعة بالتعاون مع المجلس مؤتمراً عربياً حول «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب» وذلك في أواخر شهر ديسمبر من العام الجاري في الجامعة تمثل (22) دولة عربية، وتسعى لتحقيق الطموح العربي من خلال عضويتها في الاتحادات الجامعية العربية والإسلامية والعالمية، وقد حظيت عام 2008م بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إثر افتتاحه الدورة الحادية والأربعين لمجلس اتحاد الجامعات العربية ومنحته الدكتوراه الفخرية. أحد مسؤولي الجامعة يقدم شرحاً للزميل الخضيري جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في العاصمة الرياض