أُسست أوائل الأندية الأدبية في عام 1395ه/1975م، وأُسست أواخرها عام 1428ه/2007م، وتبلغ حالياً ستة عشر نادياً تتوزع في مناطق المملكة المختلفة ومحافظاتها. ولا يمكن لأي منصف راصد للحركة الأدبية والثقافية في المملكة أن ينكر أثرها وأهميتها وحراكها، وبخاصة مع بلوغها شد الرشد، واحتفال بعضها بمرور أربعين عاماً على تأسيسها. وقد نصّت لائحة الأندية الأدبية في نسختها القديمة الصادرة إبّان نشأتها عندما كانت تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي اللائحة الحالية الصادرة عن وزارة الثقافة والإعلام عام 1431ه على أهمية أن تنهض الأندية الأدبية بعقد المسابقات ورصد الجوائز للأعمال الإبداعية. ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء جوائز في الأندية الأدبية تتجاوز المسابقات المرتبطة بتشجيع الشباب، وتتوجه إلى تحفيز الأدباء والمثقفين والمؤلفين، وتُرصد لها جوائز مالية عالية تمنح للشخص الواحد، أو مناصفة. ومع تعدد الجوائز وحضورها في أكثر من ناد، فإنها لم تحظ بالتوثيق والتأريخ لنشأتها ومسيرتها، ومراجعة لأنظمتها ولوائحها، وكل المراجع التي صدرت في هذا السياق اهتمت بالجوائز المحلية أو العربية القديمة؛ ولربما كان السبب تقصير الأندية الأدبية نفسها في توثيق أعمالها في كتب ومراجع، وحداثة نشأة معظمها. وقد عُنيت جائزة كتاب العام التي يتبناها النادي الأدبي بالرياض، ويمولها بنك الرياض بالكتاب السعودي أياً كان مجاله، وانطلقت الدورة الأولى منها في عام 1429ه/2008م، وانتظمت دوراتها فبلغت حتى الآن سبع دورات، واجتهدت أمانة الجائزة فوثّقت خمس دورات منها في كتاب عنوانه "جائزة كتاب العام: خمس سنوات من النجاح"، وصدر في عام 1434ه/2013م، ووزع في حفل الدورة السادسة. و"بنك الرياض" من الشركاء الذين يفخر بهم النادي الأدبي بالرياض إذ يمارس البنك من خلال تمويله لهذه الجائزة دوره في تفعيل مسؤولياته الاجتماعية على أكثر من صعيد اجتماعي وثقافي، ويكشف الكتاب الراصد لجهود البنك في هذا الاتجاه عن فعل اجتماعي وثقافي بارز يؤديه البنك في خدمة المجتمع مستشعراً مسؤولياته الاجتماعية بجهود حثيثة ومتابعة دائمة من سعادة نائب الرئيس التنفيذي المشرف العام على خدمة المجتمع في البنك الأستاذ محمد الربيعة. وفي هذا الأسبوع يرعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وفقه الله حفل الدورة السابعة في مركز الملك فهد الثقافي، ويكرّم الجهة التي ظفرت بالجائزة لعام (1435ه/2014م)، وهي دارة الملك عبدالعزيز عن كتابها "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية"، وهذه الرعاية من معالي الوزير تعد مباركة للجائزة وأهدافها، وإيماناً بدورها وقيمتها في دعم الكتاب السعودي والتنويه بجهود المؤلفين السعوديين. وإذا كانت الجائزة مُنحت في الدورات الست الماضية (14291434ه) لأفراد، فإن لجنة التحكيم أوصت أن تمنح الجائزة في هذه الدورة لمؤسسة علمية وثقافية؛ إيماناً منها بدور هذه الجهات في التخطيط للعمل الجماعي الناجح ودعمه، ومن ثم إنجاز أعمال لافتة ومهمة وغير مسبوقة، وهو ما يمثله القاموس خير تمثيل. وهذا التوجه ليس جديداً إذ تنتهجه جوائز عديدة، ومنها جائزة الملك فيصل العالمية التي منحت جائزتها في حقل اللغة العربية قبل سنوات إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وجائزة كتاب العام في الواقع تمثل منشطاً مهماً من منجزات النادي الأدبي بالرياض وأعماله، وتضاف إلى فعاليات أخرى ناجحة يتبناها النادي، ومنها: ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية، والمعرض الخيري، ومنتدى الشباب الإبداعي، وغيرها. * رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض والمشرف العام على جائزة كتاب العام