شدد طه كينتش مستشار رئيس الوزراء التركي أن أنقرة لن تتدخل بمفردها في عين العرب أو في سوريا بشكل عام، معتبرا أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية دون إيجاد حل للأزمة السورية لن ينهي مشكلات سوريا ولا المنطقة. وأكد في حديث ل"الرياض" أن بلاده لن تتردد في استخدام القوة العسكرية في عين العرب أو غيرها إذا تعرض أمنها القومي للخطر، مشيرا إلى التفويض الذي حصلت عليه الحكومة التركية من البرلمان في هذا الإطار وأن تركيا في هذه الحالة لن تنتظر موافقة من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لم نطلب من المجتمع الدولي منطقة عازلة.. ولن نتدخل عسكرياً في عين العرب وأوضح أن الأزمة السورية لم تبدأ اليوم ولكنها مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقتل فيها المدنيين والأطفال ليصل عدد القتلى حتى الآن أكثر من 300 ألف إنسان، إضافة إلى أكثر من أربعة ملايين لاجئ تستضيف تركيا منهم مليوناً ونصف المليون. مبينا أن تنظيم الدولة ظهر بسبب فراغ السلطة والقمع والقوة المفرطة التي استخدمها نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد شعبه، لافتا إلى أنه منذ بداية الأزمة حاولت تركيا منع النظام من الظلم باستخدام علاقاتها الطيبة معه، وكان المجتمع الدولي لا يريد لتركيا التدخل، فلماذا يطالبونها الآن بالتدخل. وبشأن الاشتباكات الدائرة في مدينة عين العرب الحدودية، قال مستشار رئيس الوزراء التركي إن أنقرة استقبلت أكثر من 200 ألف شخص خلال أسبوع واحد، أي أكثر بكثير ممن استقبلتهم أوروبا في الأعوام الماضية، وشدد على أن تدخل تركيا بمفردها في سوريا لن يؤدي لحل دائم للأزمة، ولكن على المجتمع الدولي التدخل في كل مناطق الظلم في سوريا. وأفاد بأن سيطرة تنظيم الدولة على مناطق مجاورة لتركيا يشكل خطرا وتهديدا استراتيجيا لها مع أن هناك مناطق أخرى واقعة على حدود تركيا مع سوريا وذات أهمية إستراتيجية أيضا، مطالبا الجميع المساهمة في عدم وقوع عين العرب في أيدي التنظيم وإقامة منطقة حظر جوي وإقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين. واعتبر أن المصلحة الإستراتيجية لتركيا هي بناء سوريا الجديدة، لأن القضاء على تنظيم الدولة لا يعني انتهاء التنظيمات المتطرفة التي قد تحل محله، كما أن النظام السوري قد يملأ مكان التنظيم حال هزيمته. أما عن الجدل الذي أثاره الطلب التركي بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، قال طه كينتش إن بلاده لم تطلب منطقة عازلة، وإنما منطقة آمنة تحت حماية المجتمع الدولي أو التحالف الدولي ضد التنظيم، بحيث يكون الناس في أمان داخل بلادهم من القصف الجوي أو البري. وأوضح أن مساحة وطبيعة هذه المناطق الآمنة تحددها كثافة السكان فيها ومن الأفضل أن تقوم الأممالمتحدة بتحديدها لكي تكون لها مشروعية دولية، أو أن يقوم التحالف الدولي بذلك كما سبق حدوثه في حرب الخليج الأولى، وكشف أن بلاده مستعدة للإسهام في هذه المناطق، ولا تريد التدخل بمفردها، مؤكدا أن خطط التسوية يجب أن تشمل كل سوريا وفيما يخص ظروف ظهور تنظيم الدولة وتمدده بالشكل الذي وصل إليه حاليا، قال ندفع الآن ثمن الأزمات التي لم تتم تسويتها في وقتها،وتساءل لو أن بشار الأسد لم يقم بقصف شعبه واستمع لهم ولمطالبهم بدلا من ذلك فهل كان سيظهر تنظيم الدولة؟ واتهم مستشار رئيس الوزراء التركي النظام السوري بأنه مهّدَ لدخول مسلحي التنظيم إلى بعض المناطق السورية، ودعمهم تكتيكيا، ناهيك عن أنه لم يتخذ أي إجراء لمحاربتهم وقال إن عناصر في التنظيم كانوا سجناء في سجني أبو غريب العراقي والمزة السوري، وهم أفراد ذوو خبرة تمكنوا من تجميع أنفسهم وتنظيم أمورهم فقادوا تنظيما إرهابيا له خبرة وقدرات مكنته من اجتياح مساحات شاسعة في العراقوسوريا والسيطرة عليها.