ذكر الباحث في علوم الطقس نزيه الحيزان أن الخميس السادس عشر من اكتوبر لعام 2014م الموافق للثاني والعشرين من ذي الحجة لعام 1345ه يصادف دخول موسم الأمطار وما عُرف ب (الوسم) والذي تستفيد منه الأرض بمشيئة الله بإنبات العشب إن وسمت في فترة الوسم، وقد قيل أن سهيل ظاهرة الجنوب والوسم ظاهرة الشمال ، حيثُ إن ظهور سهيل أول ما يبدأ بالظهور من جنوب شبه الجزيرة العربية وأما الوسم فهو على عكس ذلك، فهو أول ما يدخل من الشمال في تواريخه الزمنية، فيقال انه يبدأ شمالاً من تارخ 8 اكتوبر ثم في الوسطى بتاريخ 16 اكتوبر، وفي المُحصلة لا خلاف على ذلك من حيث المدة الزمنية لدخوله فما سبق الوسمُ يُعد وسماً وما تلاه كذلك يُعد من الوسم، إذا اخذنا بالاعتبار أن البعض يعدُ ثلثي المربعانية من الوسم، أما الفترة التي تسبق الوسم فتعرف عند البادية ب (الثروي) وسُمي بالثروي، نسبة لارتفاع الثريا في هذ الوقت حيثُ تكون في أوج ارتفاعها في عنان السماء. والثروي هو الفترة الزمنية التي تسبق الوسم ومدته لا تتجاوز مابين سبعة أيام إلى عشرة، وهو المطر الذي يُصيب الأرض قبل الوسم، فإن أصابها كان بعد أمر الله من الأسباب المُعجلة في إنبات العشب مُبكراً ، خاصة ونحنُ نعيش طقساً دافئاً يُساعدُ على ظهور الباذر ونموه بشكل أسرع مما لو كان في منتصف الوسم حيثُ يعقبه برد المربعانية فيعيق نموه، بالإضافة إلى أنه المُنبت للكمأ، بأمر الله، وفي فترة أقل من فترة إنباته لو وسمت الأرض في فترة الوسم، وقد قيل في الأثر ان مطر الثروي (صدفٌ في البحر وفقعٌ في البر) أي أن مطر الوسم إذا سقط في البحر بدأ اللؤلؤ في التخلق بأمر الله، وفي البر تبدأ تتحرك البذور بفعل هذا الماء النازل عليها رحمة من الله، يقول الله تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ). وهذا الماء إذا نزل إلى التربة أحدث لها اهتزازات، حيثُ تهتز حبيبات التربة، وهي حبيبات صغيرة جداً تبلغ أكبر حبيبة من حبيبات التربة قطرها 3000مم ، عبارة عن صفائح مُتراصة بعضها فوق بعض من المعادن المختلفة، فإذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات، وذلك بسبب اختلاف هذه المعادن، ويحدث في هذه الحالة بأمر الله، تأين: أي تحويل إلى إيونات والإيون هو ذرة من مجموعة ذرات ذات شحنة كهربائية. فإذا نقص عدد الكهيربات في الذرة أصبحت إيوناً موجباً، وإذا زاد، أصبحت إيوناً سالباً ويسمى شطراً فتهتز هذه الحبيبات بهذا التأين، وبدخول الماء من عدة جهات إلى تلك الحبيبات فيحدث له اهتزاز، له فائدة عظيمة إذ أن الصفائح متلاصقة بعضها مع بعض فالاهتزاز يوجد مجالاً لدخول الماء بينها، فإذا دخل الماء بين الصفائح نمت ودبت هذه الحبيبات (ربت)، والربا والربو هو الزيادة أي زادت بسبب دخول الماء بين هذه الصفائح. وسُمي الوسم وسماً لأن مطره يسمُ الأرض بالاخضرار، فينتج عنه بفضل الله، أن ينبت الفقع والشيح والقيصوم والنفل والخُزامى وغيرها من الأعشاب البرية (الأقحوان- والصفار - والثعاليق - والديدحان) وبحسب الحيزان، فإن من العلامات الدالة على دخول الوسم ظهور السحب في الأجواء وبداية تغير حركتها من الشرق إلى الغرب وتكون الأجواء رطبة إلى حد ما مع تقلب اتجاه الرياح في فترات وجيزة من جهة إلى أخرى وتكون من خفيفة إلى متوسطة السرعة وتكون الأجواء معتدلة تميل للحرارة قليلاً في ساعات النهار وباردة في ساعات الليل المتأخر. وفي هذه الفترة تتأثر منطقتنا بانزلاقات علوية ناتجة عن منخفضات متمركزة فوق حوض المتوسط تؤثر على منطقتنا بتقلبات جوية وحالات من عدم الاستقرار المتتالية طيلة ايام الوسم والشتاء.