قال علماء يوم الجمعة إن سرطان الرئة يمكن أن يظل كامنا لمدة أكثر من 20 عاما قبل أن يصبح مميتا الأمر الذي يساعد على توضيح لماذا يصعب علاج هذا المرض الذي يودي بحياة أكثر من 1.5 مليون شخص سنويا في جميع انحاء العالم. وتكشف دراستان بشأن تطور سرطان الرئة كيف تنمو الخلايا السرطانية بهدوء بعد حدوث خلل جيني مسبب للمرض في البداية - وغالبا بسبب التدخين - ليطرأ عليها عدة تغيرات جديدة ما يجعل اجزاء مختلفة من نفس الورم متفردة جينيا. وعندما يتم اكتشاف المرض فان الاورام تكون قد تطورت بأشكال متعددة ما يجعل من الصعب بشكل كبير أن يكون لأي دواء مستهدف تأثير على المرض. وتوضح هذه النتائج الحاجة الملحة لرصد سرطان الرئة قبل أن يطرأ عليه تغير في الشكل ليتحول الى خلايا خبيثة متعددة الصور. ويعد سرطان الرئة الأكثر فتكا في العالم إذ يودي بحياة ما يقدر بنحو 4300 شخص يوميا وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ونحو 85 في المئة من المصابين بهذا المرض يعانون من "سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة" وهو النوع الذي تم التعامل معه في الدراستين. وللحصول على فهم أكثر وضوحا للمرض درس فريقان من العلماء البريطانيين والامريكيين التغييرات الجينية في مناطق مختلفة من أورام الرئة التي تم استئصالها خلال جراحة وبحث الفريقان كيف يتطور الخلل الجيني بمرور الوقت. ووجد الفريقان فترة كمون طويلة جدا بين التغير الجيني والأعراض التي تظهر بعد حدوث خلل جديد يؤدي الى نمو سريع للمرض. ففي حالة بعض المدخنين السابقين يعود الخلل الجيني المبدئي الذي تسبب في بدء اصابتهم بالسرطان الى الوقت الذي كانوا فيه يدخنون السجائر قبل عقدين من الزمان. وبمرور الوقت يصبح ذلك الخلل أقل أهمية وتحدث تغيرات جينية أخرى سببها عملية يسيطر عليها بروتين يدعى (ابوبيك). ونشر هذا البحث في دورية "ساينس" العلمية.