ها نحن نودّع موسم الحج لهذا العام 1435ه / 2014م وقلوبنا تملؤها الفرح والسعادة وألسنتنا تلهج بالشكر وأكفَّنا ترتفع بالضراعة والدعاء لكافة القائمين على خدمة ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز"حفظه الله وأمد في عمره على طاعته وأعانه ووفقه لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين"، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله"، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز "حفظه الله" وسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، "حفظهم الله جميعاً" وكذلك الرجال المخلصون من كافة القطاعات المشاركة في الحج وجميع منسوبي الأجهزة الحكومية والأهلية المشاركة في اعمال الحج لهذا العام، حيث قاموا بواجباتهم وبذلوا الجهود المخلصة لله عز وجل ثم تنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر وفقهم الله في سبيل تنفيذ كافة الخطط الأمنية والمرورية والصحية والتنظيمية والخدمية والوقائية من أجل راحة وسلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسرٍ وسهولة واطمئنان، وذلك ضمن منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات والرعاية الصحية والأمنية المنظمة، والتي كان لها أكبر الأثر في نجاح موسم الحج لهذا العام وذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل التوجيهات الرشيدة والرعاية الكريمة من ولاة الأمر وفقهم الله وسدّد خطاهم وبارك في أعمالهم وأعمارهم، ولا ننسى، وعلى وجه الخصوص، الجهود الكبيرة والواضحة لرجال الأمن المخلصين بكافة قطاعاتهم، والتي كانت واضحة وجلية على أرض الواقع، من حفظٍ للأمن وتسهيل لحركة المرور وإرشادٍ للسائلين والتائهين ومساعدة للعجزة والمقعدين من كبار السّن من الرجال والنّساء والأطفال، وكذلك تواجدهم بشكلٍ كبير ومنظم في كافة أنحاء وأركان المشاعر المقدّسة، وحضورهم ونجدتهم وبشكلٍ سريع في كل ما يحتاجه ويسأل عنه حجاج بيت الله الحرام، ولا ننسى المقطع الذي انتشر على اليوتيوب وشاهده الملايين لتلك البادرة الجميلة والمشهد الإنساني لرجال الأمن من القوة الخاصة لأمن الحرم المكي الشريف أثناء تسهيلهم وصول حاج من ذوي الاحتياجات الخاصة لتقبيل الحجر الأسود والذي كان له أبلغ الأثر في نفس ذلك الحاج وفي نفوس الملايين ممن شاهد ذلك المقطع، وكذلك تلك الصورة الإنسانية المعبّرة لأحد رجال الأمن وهو يرش الماء البارد على الحجاج المتواجدين على جبل الرّحمة في يوم عرفة ووقت اشتداد الحرارة ولهيب الشمس الحارق، وغيرها الكثير من المواقف المشرّفة لرجال الأمن المخلصين بكافة قطاعاتهم، وكذلك الجنود المخلصين من كافة الأجهزة الحكومية الأخرى المشاركة في أعمال الحج لهذا العام والتي ساهمت وأدّت وبفضل الله إلى نجاحه وتميّزه، فلهم منّا الشكر والدعاء على ما قدّموا وبذلوا واعانوا. إنّ ما تحقّق من نجاح لموسم حج هذا العام إنّما أتى بفضل الله عز وجل ثم بما توليه الدولة والقيادة الرشيدة وفقها الله من رعايةٍ واهتمام كبيرين لضيوف الرّحمن وحجّاج بيته الحرام وذلك من منطلق استشعارها لمسؤوليتها الكبيرة أمام الله عز وجل وما تمليه تلك المسؤولية عليها من اهتمام ومن تسخيرٍ لكافة الإمكانات المادية والبشرية في سبيل راحة الحجاج وتقديم كافة الخدمات والتسهيلات الممكنة لهم، ومساعدتهم على أداء مناسكهم بكل يسرٍ وسهولة في أجواء روحانية محاطة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، وبدا ذلك واضحاً في حجم المشروعات التي تمت وأنجزت في الحرمين الشريفين وفي منشأة الجمرات ووسائل النقل والقطارات في عرفات ومنى ومزدلفة وغيرها من المشاريع العملاقة، والتي تم إنجازها وسيتم إنجاز غيرها الكثير في السنوات القادمة بإذن الله تعالى وتوفيقه. في الختام أسأل الله عزّ وجل أن يوفق حكومتنا الرشيدة وقيادتنا الحكيمة ورجال الأمن المخلصين وجميع المسؤولين والموظفين والعاملين من كافة الأجهزة الحكومية المشاركة في أعمال حج هذا العام، أسأل الله لهم التوفيق والنجاح وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموا وبذلوا لحجاج بيت الله الحرام وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين.