الوطنية تمثل أعلى القيم الإنسانية بعد الإيمان بالله جل وعلا وتبدو شاهداً من شواهد العصر على شعب المملكة العربية السعودية الذين تغلغلت وطنيتهم وتجذرت في أعماق هذا الوطن الغالي، تخترق طبقات ثراه وتمتزج مع ذرات رمله وترابه لتضرب أروع المثل وأصدقها حباً وولاءً ووفاءً لوطن الوفاء والعطاء. فهي ليست رايات تتلألأ في الآفاق ثم تختفي خلف الأعناق، وهي ليست شعارات براقة يعلو وميضها ثم يختفي بريقها ولكنها انصهار أرواح في ثرى هذا الوطن وعشق أبدي لذرات ترابه وثراه ونراه جلياً وواضحاً في ملحمة الحب الخالد لمملكتهم ووطنهم وولاة أمرهم فشمروا عن سواعد البناء وساهموا في الخطط التنموية لوطنهم في كل منحى وكل مجال وتسابقوا للأعمال التطوعية الخيرية خدمة للوطن والمواطن وطلباً للأجر والمثوبة فوصلت مؤسسات المجتمع المدني التطوعية الخيرية قرابة 650 جمعية خيرية خلال سنوات معدودة حمل لواءها أبناء وبنات هذا الوطن الغالي. وبما أن الحياة الرقمية هي عالم افتراضي أحدثته الثورة الهائلة في عصرنا الحاضر لوسائل الاتصال وتقنية المعلومات مما أحدث تغيراً مذهلاً في مجرى الاتصال بين البشر، فأضحت وسائل الاتصال منتشرة بشكل كبير بين أفراد المجتمعات كافة حول العالم، بل وأصبح الفرد يمتلك لديه أكثر من جهاز ذكي نقل له المعلومة والخبر في أقل من لمحة بصر. فالحياة الرقمية أو المعلوماتية تتطلب مرحلة توظيف هذه التقنية بما يتواكب مع متطلبات الحياة الحديثة وتسخيرها للتيسير على الأفراد في المجتمعات عموماً والمجتمع السعودي بشكل خاص. حيث يعدّ الإنترنت من أكثر وسائل الاتصال استخداماً في المملكة العربية السعودية،، إذ بلغ عدد المستخدمين أكثر من 14 مليون مستخدم في المملكة بشكل تقريبي وتبرز الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر واليوتيوب والواتس اب والإيميل الوجهات الأهم لهم على الإنترنت.، وتشير الدراسات إلى أن عدد مشاهدات اليوتيوب في المملكة العربية السعودية وصل إلى تسعين مليون مُشاهدة في اليوم الواحد، ولدى المستخدمين السعوديين عدد هائل من القنوات الشخصية على الموقع لمشاركة المقاطع المختلفة. ولابد من الإشارة إلى أن كل هذه المؤثرات في استخدامات الشبكات الاجتماعية أتت بسبب وجود عوامل أخرى سهلت الاتجاه إلى الإنترنت كوسيلة إعلام بالغة التأثير. حيث يتميز المجتمع السعودي بأن نسبة الفئة العمرية التي بين (15-18 سنة) تمثل شريحة كبيرة من إجمالي السكان إضافة إلى ذلك ابتكارات أجهزة التواصل من هواتف ذكية وأجهزة لوحية أسهمت بالفعل في تغيير السلوك الفردي للإنترنت بشكل عام والشبكات الاجتماعية بشكل خاص، لما توفره من خصوصية الاستخدام والوصول السريع للخدمة والمعلومة والانتقال الى المجتمع المبني على المعرفة من خلال استخدام تقنية المعلومات والاتصال في جميع مجالات الحياة. ستقود هذه الموجة من الحياة الرقمية داخل المجتمع السعودي إلى تحولات سواء في الجانب المعرفي أو الثقافي أو التربوي، على اعتبار أنها ستمثل ركيزة أساسية في عملية البحث وتبادل المعرفة والسلوكيات بين المستخدمين. إذاً يتطلب الوضع التوظيف الأمثل لهذا العالم الافتراضي (الحياة الرقمية) واستثمارها لتعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم بين أفراد الوطن بجميع فئاته بالرفع من ثقافة الأفراد وتوعيتهم أمام ما يهدد وطنهم وأمنهم وسلامتهم من مخاطر وعدم الالتفات إلى الشائعات والشبهات ومروجيها التي تهدف إلى زعزعة معتقداتهم ودينهم ووطنيتهم وولائهم لولاة أمرهم وتجنب مواقع الدعاية للفتن والإرهاب والسعي عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر الفضيلة والرقي بوعي المجتمع إلى ما يتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتذكيرهم بأن اليوم الوطني هو شعار بالغ الأهمية للوفاء لهذا الوطن الذي قدم لهم الكثير ويستحق منهم الكثير على مر الأيام والسنين. حفظ الله أمننا ووطننا ومملكتنا وولاة أمرنا وشعبنا من كل مكروه.. إنه سميع مجيب