كشف ل" الرياض" رئيس اللجنة الوطنية للمخابز فهد السلمان عن نقص في أعداد المخابز المرخصة للعمل في المملكة، والتي بلغت حوالي5.400 مخبز بجميع تصنيفاتها الالية، والنصف آلية، واليدوية، والشعبية، تمثل ما يقارب 66% من إجمالي المستفيدين من كميات الدقيق الموزعة من قبل المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق والبالغة قرابة 8.200 مستفيد. وحول أعداد العمالة في تلك المخابز ونسبة السعودة، أوضح السلمان أنه من الصعب تحديدها برقم لأن هناك تقسيمات للمخابز فمنها الآلية الكبيرة والتي تكون أعداد العاملين فيها من 300 عامل فما فوق، وهي تشكل نسبة 1% من أعداد المخابز، وهناك النصف آلية والتي تكون فيها أعداد العمالة من 50 فما فوق وهذه تمثل 60%، وهناك المخابز الشعبية وهذه تمثل 39% من عدد المخابز ونسبة السعودة تبدأ من 5% إلى 10 %. وعن توفير المخابز الكميات اللازمة في موسم الحج وكيفية مراقبة المتلاعبين بالأوزان، أكد فهد السلمان أنه يتم توفير الكميات اللازمة من المخابز الموجودة في مكةوجدة والطائف، وهناك مساندة تأتي من المخابز الكبرى الموجودة في كافة مناطق المملكة لدعم موسم الحج والعمرة، مضيفاً أن هناك تنسيقا دائما بين اللجان المختلفة للمخابز مع فرع اللجنة الوطنية الموجودة في جدة بخصوص هذا الموسم لمحاولة تغطية كل ما ينقص أو يحتاجه الحجاج، مشيراً الى أنه من حيث التلاعب بالأوزان، لا يمكن القول إن هناك تلاعبا بالأوزان بشكل ملحوظ وان وجد فهو نادر جدا وتقوم الجهات المعنية بالمراقبة الدائمة مثل وزارة التجارة والأمانة وأيضا هناك تعاون من قبل اللجنة الوطنية للإبلاغ عن كل متلاعب. ولفت السلمان الى أنّ قرارات وزارة العمل في منح التأشيرات اللازمة للقطاع يجب أن تأخذ بعين الاعتبار اختلافها التام عن بقية القطاعات الاخرى، كون القطاع يعمل على الأقل في ورديتين أي أنه يحتاج ضعف ما يمنح من تأشيرات، مبيناً أن نظام الورديتين ينطبق على60% من المخابز، وأنّ باقي المخابز تعمل لأكثر من ذلك وخصوصا المخابز الموجودة في المدن الكبيرة في مكةوجدة لتوفير الكميات المطلوبة، موضحاً أن قطاع المخابز هو القطاع الذي يعمل طوال الأسبوع وفي وقت العطل الرسمية والأعياد بمعنى أوضح أنه يعمل طوال السنة وعليه فإنه يحتاج لعدد عمالة أكثر لتغطية هذا العمل وسد النقص وسد الفراغات للعمالة الراغبة في اخذ إجازة أثناء الأعياد والراحة الأسبوعية. وأضاف السلمان أن "الخبز" هو المنتج الوحيد الذي لا يمكن إيقاف إنتاجه طوال السنة صباحا ومساء لحاجة المواطنين اليه بشكل دوري، لافتا الى أن ذلك تم إيضاحه للجنة المشكلة من قبل وزارة العمل واللجنة الوطنية للمخابز عن طبيعة عمل المخابز، وقال " كلنا أمل أن يتفهموا ذلك وأن لا يربطوا ذلك بنسبة السعودة إلى أن توجد مخرجات من التعليم تخرج كوادر سعودية جادة راغبة للعمل في قطاع المخابز لأنه قطاع شاق العمل فيه نظرا لدرجات الحرارة العالية ونظرة الشباب إلى أنها مهنة معيبة أو مخجلة". القطاع يعاني من خروج المستثمرين ومنطقة الرياض سجلت إغلاق 574 مخبزاً في 5 سنوات وأبان السلمان أنّ المشروع الوطني لتدريب الكوادر للعمل على مهنة" خباز" جاء من قبل شركة كبرى متخصصة في التدريب طرحت فكرة إنشاء قسم للتدريب على مهنة "خباز" مبيناً أنّ تلك الفكرة لاقت ترحيباً من قبل اللجنة وسوف تقوم اللجنة بالاجتماع معهم خلال الأسابيع القادمة لوضع الخطوط العريضة لذلك، ومن ثم رفع ذلك الى وزارة العمل وصندوق الموارد واخذ الموافقة منهم للبدء بذلك، مضيفاً انّ اللجنة حريصة كل الحرص على أنّ تكون هناك كوادر سعودية مؤهلة لقيادة دفة هذا القطاع، بالإضافة الى أنّ هناك فكرة مطروحة من قبل المؤسسة العامة للتدريب لإنشاء قسم للتدريب على الخبازة. والمح فهد الى وجود عمليات تمارس في القطاع من قبل بعض المخابز التي وصفها بالشعبية واليدوية من قبل العمالة المخالفة تحت مسمى " التستر"، مبيناً أنّ المخابز الكبرى تعمل بشكل نظامي ولا يوجد احتكار وتقوم بالتنسيق فيما بينها لسد حاجة البلاد لكل ما تحتاجه، موضحاً أنّ المخابز الكبرى لا يمكن أن يتحمل مصاريفها وتكاليفها إلا مواطن يهمه الوطن ومواطنيه بشكل كبير. وألمح السلمان الى أنّ تعامل صوامع الغلال ومطاحن الدقيق يكون بشكل متفاوت من منطقة لأخرى، وهناك تفاوت أيضا بالنوعيات، مضيفاً انه تم الاجتماع مؤخراً معهم وتم طرح وجهة نظر اللجنة والتي تضمنت توضيح بعض الاشكاليات التي تواجه قطاع المخابز في كل منطقة، لافتا الى أنّ الدقيق الذي تستخدمه المخابز محلياً ليس الأفضل عالميا والأفضل عالميا ما كان ينتج داخل المملكة قبل الاستيراد، موضحاً أنّ الكل يعرف ذلك وأصحاب المخابز بالذات يدركون ذلك جيدا بحكم تعاملهم مع الدقيق، مؤكداً أن ما يستورد الآن فهو ليس بجودة الدقيق السعودي سابقا وإنّ كانت الصوامع تقول إنه بنفس الجودة وأنها تطلب الكميات بحسب معيار محدد، مضيفاً أنّ نسبة الاستخلاص تغيرت عن النسبة التي كانت عليه قبل سبع سنوات تقريباً بسبب إضافة الدقيق الأسمر إلى الدقيق الأبيض حتى وصلت تلك النسبة إلى 85% مما أدى إلى تغير الجودة واللون مما كانت عليه في السابق وهذا ما سبب للمخابز مشاكل فنية وخللا بالمبيعات وكثرة شكاوى المستهلكين الذين لاحظوا تلك التغيرات، مشيراً الى انّ اللجنة تطمح بأن تبقى الصوامع نسبة الاستخلاص كما كانت عليه سابقاً. ولفت فهد السلمان الى أنّ هناك محاولات عديدة من قبل المخابز لتوظيف سعوديات في مجالات محددة تناسب طبيعة وخصوصية المرأة السعودية، مع الاخذ بالحسبان أنّ العمل في إنتاج الخبز شاق وطبيعة العمل فيه تحت درجات حرارة عالية يصعب قبولها وتحملها، كاشفاً عن توفير بعض المخابز التي لديها نوعيات معينة من الإنتاج وتملك المساحات الكافية تطبيق الاشتراطات المطلوبة لتوظيف النساء، وذلك أنّ تضع لهن قسما خاصا للعمل في التغليف وما شابه من أعمال خفيفة تحت ظروف مهيأة للعمل بمرتبات 3000 ريال للدوام الكامل. وحول انتشار مبيعات الاسر المنتجة من المنازل وتأثيرها على قطاع المخابز خصوصا قسم المعجنات قال السلمان "بالعكس ذلك يسعدنا وعملهم في المعجنات لا يتعارض معنا لأننا ننتج الخبز وهم معجنات فنحن كلجنة نحاول أنّ نذلل كل المصاعب في مجال صناعة الخبز وعمل الأسر شيء طيب ونأمل أنّ يحبوا الصناعة ويكونوا لاحقا تحت مظلة مصانع تخدمهم بالتسويق لهم وتطوير ما يقومون به ويفتحون المجال لأسر أخرى وتدعم من قبل مراكز متخصصة تخدم شريحة أكبر من العوائل لتساعدها على إيجاد فرص عمل ونحن مستعدون للمساعدة في ذلك في أي وقت ونتمنى أن تكون لهم جهة تتبنى ذلك". وطالب فهد السلمان من بعض الجهات المعنية بأن تكون هناك نظرة خاصة لهذا القطاع لأنه ينتج سلعه استراتيجية مهمة وضرورية ضمن سعر محدد ووزن محدد، مضيفاً أنّ هناك اجحافا كبيرا من حيث التعامل وعدم معرفة طبيعة كل قطاع موضحاً أنه يجب أن يعرف الجميع أنّ تعاونهم مع لجنة المخابز والوقوف بجانبها ومساندتها ما هو الا استمرار لبقائها وأن ما يصدر من رسوم تزيد من تكلفة الإنتاج هو سبب لاندثار في اعداد المخابز، وهو ما ادى الى العزوف عن الاستثمار في هذا المجال بسبب ارتفاع التكلفة وشبه انعدام للربحية في بعض المخابز، مستدلا بأن منطقة الرياض ما تم إغلاقه في الخمس سنوات الماضية هو 574 مخبزا، مبيناً أن ذلك يعتبراً مؤشراً مخيفاً في ظل التزايد في عدد السكان وهذه احصائية موثقة من جهة رسمية. وبيّن السلمان أنه وبالرغم من حرص القيادة على دعم القطاع، وأنه قطاع حيوي يخدم الفقير قبل الغني، الإ أن بعض القرارات المتلاحقة من بعض الوزارات أثقلت كاهلهم بالرسوم المفروضة من وزارة العمل ووزارة الشؤون البلدية والقروية وعدم دعم وزارة التجارة بالإعفاءات لكافة المواد المستخدمة في صناعة الخبز عدا بعض المواد وهذا ادى إلى خروج الكثير والعزوف عن انتاج الخبز، لافتا الى أن اللجنة مازالت تطالب جميع المسؤولين برفع الزيادات التي طرأت على المخابز حتى يتم إيقاف خروج الكثير من المستثمرين وأن يواصلوا في العملية الإنتاجية. المصانع الآلية تحتاج 300 عامل مصانع كبرى تدعم موسم الحج فهد السلمان