يواصل مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» تقدمهم نحو مدينة عين العرب السورية الكردية الحدودية مع تركيا، بينما تساهم الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة على مواقعهم في اعاقة هذا التقدم. ويسعى التنظيم المتطرف الذي بدأ هجوما واسعا في اتجاه عين العرب (كوباني بالكردية) منذ 16 ايلول/ سبتمبر، الى السيطرة على كامل الشريط في شمال سورية الحدودي مع تركيا. وشاهد صحافيون الاحد لليوم الثالث على التوالي من منطقة مرشد بينار التركية الحدودية سحبا من الدخان تتصاعد من محيط كوباني التي لا تزال تتعرض للقصف من مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي بات في بعض الاماكن على بعد مئات الامتار من المدينة، بينما يخوض مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية مواجهة شرسة مع المهاجمين. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «تنظيم الدولة الاسلامية تمكن خلال الليلة قبل الماضية من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته نور الواقعة جنوب شرق مدينة عين العرب». واضاف «الا ان الغارات التي تنفذها طائرات التحالف العربي الدولي تعيق تقدمه في اتجاه المدينة»، مشيرا الى غارات جديدة «استهدفت سبعة مواقع للتنظيم عند اطراف مشته نور وفي محيطها ليلا، تسببت بخسائر بشرية». وكان مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» بدأوا هجوما ترافق مع قصف عنيف ومعارك ضارية السبت على الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبيةالشرقية لكوباني، محاولين الاستيلاء على هضبة مشته نور المرتفعة والمطلة على المدينة. وقال الناشط الاعلامي مصطفى عبدي الموجود في المنطقة عبر الانترنت «لولا غارة التحالف لكانت داعش في قلب كوباني». صورة وزعتها البحرية الأميركية لمقاتلة تستعد للانطلاق من البارجة (يو اس اس جورج بوش) لضرب (داعش) واستأنف تنظيم «الدولة الاسلامية» هذا الصباح قصف المدينة، لا سيما هضبة مشتى نور. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان نجاح مقاتلي «الدولة الاسلامية» في السيطرة «على كامل الهضبة يعني ان كوباني ستصبح كلها في مرمى نيرانهم، ويصير دخولها امرا سهلا». وبلغت حصيلة قتلى القصف والمعارك والغارات الجوية السبت 23 بين وحدات حماية الشعب الكردية و33 على الاقل بين عناصر «الدولة الاسلامية»، بحسب المرصد. وقال عبدالرحمن ان «مئات المقاتلين قتلوا من الطرفين» منذ بدء الهجوم في اتجاه كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، مؤكدا ان لا حصيلة دقيقة لديه بعد. وتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» من السيطرة على مساحة واسعة في المنطقة ذات الغالبية الكردية في طريقه الى كوباني، تمتد، بحسب المرصد، على قطر يبلغ حوالى اربعين كيلومترا تقريبا. وتسببت المعركة بنزوح اكثر من 300 الف شخص عبر اكثر من 180 الفا منهم الحدود نحو تركيا. ويسعى بعض النازحين الى العودة الى كوباني من اجل المشاركة في القتال، كما يقولون، لكن السلطات التركية تمنعهم من العبور في الاتجاه المعاكس. ويرى خبراء ان وضع مدينة عين العرب يجسد تماما الفاعلية المحدودة للضربات الجوية في القضاء على التنظيم الذي يثير الذعر في اماكن انتشاره في سورية والعراق وفي العالم، مشددين على الحاجة الملحة لتدخل عسكري بري من اجل المساهمة في القضاء على التنظيم. ويقول المستشار العسكري سابقا في الولاياتالمتحدة سيث جونز «الاكراد يواجهون مقاتلين منظمين ومجهزين بشكل جيد. انها مشكلة كبيرة مرتبطة بكل الوضع السوري، لا سيما ان التدخل الاميركي غير منسق مع قوى على الارض. واحد اسباب انعدام التنسيق هذا هو عدم وجود عدد كاف من المقاتلين الذين يمكن للولايات المتحدة ان تتعاون معهم في المعارضة». وبعد الصدمة والغضب اللذين اثارهما قتل البريطاني العامل في الحقل الانساني آلان هينينغ ذبحا على يد التنظيم المعروف ب»داعش» قبل ايام، ناشد والدا موظف الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ المحتجز لدى التنظيم اياه، السبت في شريط فيديو «الدولة الاسلامية» الرأفة بابنهما والافراج عنه. وقال إيد وبولا كاسيغ في الفيديو المنشور على موقع «يوتيوب» ان ابنهما بيتر (26 عاما) كرس حياته لمساعدة الابرياء من ضحايا النزاع في سورية، وانه اعتنق الاسلام. وظهر بيتر، الجندي الاميركي السابق، في نهاية الفيديو الذي بثه تنظيم «الدولة الاسلامية» الجمعة حول اعدام هينينغ، وهدد المتحدث من التنظيم ومنفذ الاعدام بقطع الراس في الفيديو بان كاسيغ هو الضحية التالية ردا على الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة وتشارك فيها بريطانيا في العراق. وفقد كاسيغ في سورية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر من العام الماضي. ومنذ نهاية آب/ اغسطس، اعدم تنظيم «الدولة الاسلامية» ذبحا صحافيين اميركيين وعاملين انسانيين بريطانيين. كما اعدم على جبهة اخرى، جنديين لبنانيين بقطع الراس، كانا خطفا من منطقة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية. في حين اعدمت «جبهة النصرة» جنديا لبنانيا ثالثا باطلاق الرصاص عليه. وقد خطف بالطريقة نفسها خلال معركة في آب/اغسطس بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن داخل مخيمات اللاجئين في عرسال. ويستخدم تنظيم «الدولة الاسلامية» اساليب عدة في القتل وتنفيذ اعدامات عشوائية في حق السوريين في مناطق تواجده.