لم تبلغ كوريا الجنوبية الهدف الموضوع لأسياد 2014 الذي استضافته في مدينة اينشيون من 19 سبتمبر حتى 4 اكتوبر، فيما تراجعت الصين كثيرا واليابان بنسبة اقل، وقدم العرب افضل ما لديهم لكنهم تراجعوا بدورهم. قطر توفي بوعودها والبحرين تتفوق بأم الألعاب وشهد اسياد اينشيون تسجيل 14 رقما قياسيا عالميا (4 في الرماية وواحد في القوس والسهم و9 في رفع الاثقال)، و28 رقما اسيويا و105 ارقام للدورات الاسيوية، واكتشفت خلاله 6 حالات منشطات طال بعضها اصحاب الميداليات الذهبية وبعضها الاخر رياضيين قبل ان تبدأ منافساتهم. وحافظت كوريا الجنوبية على المركز الثاني في الترتيب العام ولامست الحد الذي بلغته في الدور السابقة عام 2010 في غوانغجو الصينية، لكن نتائج رياضييها في هذا "الاولمبياد" الاسيوي لم تأت متوافقة ومتطابقة مع التطلعات والطموحات التي رسمت، ولا تعكس املا بتقدم منشود في المستقبل. وتبدو الفوراق كبيرة والهوة واسعة على الصعيد التنظيمي بين ما قدمته الصين قبل 4 سنوات وما شهدته دورة اينشيون بدءا من الاستعدادات التي تنعدم اثارها على الارض مرورا بحفل افتتاح بسيط لا ينسجم مع هذا العرس الرياضي الاسيوي الكبير الذي يعد الثاني على الصعيد الدولي بعد الالعاب الاولمبية، وانتهاء بخلو المواقع الرياضية من الجمهور. وحشدت كوريا الجنوبية جيشا من 833 رياضيا من الجنسين حصلوا بالكاد على عدد مساو او يزيد قليلا عن غلتها في غوانغجو، فيما اشركت الصين ما يقارب 900 رياضي لم يحققوا بدورهم انجاز الاسياد الاخير الذي استضافته. واحتكرت الصين المركز الاول مرة جديدة بدون منازع برصيد 343 ميدالية (151 ذهبية و109 فضيات و83 برونزية)مقابل 234 لكوريا الجنوبية (79 ذهبية و71 فضية و84 برونزية) و199 لليابان (47 ذهبية و76 فضية و76 برونزية). الافتتاح ظهر بصورة مبسطة على غير العادة ولم تستطع الصين تكرار انجاز غوانغجو حين حصلت على 416 ميدالية (199 ذهبية و119 فضية و98 برونزية)، لكن المقارنة تبدو غير منطقية بين ما حشدته يومذاك وما هو موجود اليوم. وحلت كوريا ثانية في الدورة السابقة بمجموع 231 ميدالية (76 ذهبية و65 فضية و91 برونزية)، وجاءت اليابان كالمعتاد في المركز الثالث برصيد 216 ميدالية (48 ذهبية و74 فضية و94 برونزية). وكسبت كوريا الجنوبية رهانا واحدا تمثل في التمسك بالمركز الثاني على حساب "غريمتها" اليابان التي حققت نتائج مماثلة لما حصلت عليه في الدورة السادسة عشرة ما يعني ركودا في زمن تتطور فيه الرياضة بخطى متسارعة. وتفوقت الصين في الرياضات الثلاث الاهم وهي السباحة (38 ذهبية و51 مع الغطس والسباحة الايقاعية) والعاب القوى (47 ميدالية) والرماية (44 ميدالية). وحصدت الصين في العاب القوى 15 ذهبية مقابل 3 لليابان ولا شيء لكوريا الجنوبية، وفي السباحة 22 ذهبية اضافة الى احتفاظها مرة جديدة بالميداليات العشر المخصصة للغطس مع 6 فضيات، مقابل 12 لليابان ولا شيء لكوريا الجنوبية، وفي الرماية 26 ذهبية مقابل 8 لكوريا الجنوبية ولا شيء لليابان. في المقابل، تفوقت كوريا وبنسبة اقل اليابان في جميع الالعاب الجماعية على الصين التي كان لها فيها نصيب وافر في غوانغجو اذ لم يصعد اي من منتخباتها على اعلى درجة لمنصات التتويج. وتخلت ايران (18 ذهبية و13 فضية و17 برونزية) عن المركز الرابع في غوانغجو لصالح كازخستان (22 ذهبية و20 فضية و32 برونزية)، في حين حققت كوريا الشمالية قفزة نوعية من المركز الثاني عشر الى السادس برصيد 35 ميدالية (11 ذهبية و11 فضية و13 برونزية). ونافست كوريا الشمالية بقوة في رياضة رفع الاثقال فحصلت على 4 ذهبيات مع 4 ارقام قياسية عالمية، مقابل 7 ذهبيات ورقم قياسي واحد للصين من اصل 14 ميدالية مخصصة لهذه الرياضة، وحصلت كذلك على ذهبيتين في الجمباز الفني مقابل 7 للصين و4 لليابان من اصل 14 ايضا. غياب الجماهير كان ملفتاً وحافظت اسماء على تفوقها منها السباح الصيني العملاق وانغ سون والعداءة الاماراتية مريم يوسف جمال (ذهبيتا 1500 و5 آلاف م) والسعودي سلطان الحبشي (احتفظ بذهبية الكرة الحديد للمرة الثالثة على التوالي)، اضافة الى الرامي الكويتي فهيد الديحاني الذي كان قريبا من الذهب. وبرزت اسماء ايضا منها خصوصا السباح الياباني كوسوكي هاغينو، وافل نجم بعضها وتحديدا السابح الكوري الجنوبي تاي هوان بارك. تراجع عربي اذا كان للتراجع الصيني مبرراته واسبابه الخاصة، فلا عذر للعرب في ظل تبوء عربي منصب رئيس المجلس الاولمبي هو الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح. واعدت الدول العربية العدة لهذه الدورة ودفعت بوفود رياضية كبيرة نسبيا لكن الحصيلة لم تأت على قدر التوقعات بالنسبة الى اغلبها، وجاءت قطروالبحرين استثناء (64 ميدالية مقابل 69 في غوانغجو). وفي الالعاب الجماعية، غابت الامارات وصيفة بطل مسابقة كرة القدم، وحلت قطروالبحرين في كرة اليد (ذهبية وبرونزية) والعراق في كرة القدم (برونزية). وتقدمت قطر من المركز الثامن عشر في دورة غوانغجو الصينية عام 2010 (4 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات) الى المركز التاسع حاليا (10 ذهبيات و4 برونزيات) فكانت قفزتها كبيرة. وكسبت قطر الرهان حيث وضع المسؤولون الرياضية هدفا باحراز 10 ذهبيات ونجحوا. من جانبها، انتقلت البحرين من المركز الرابع عشر (5 ذهبيات و4 برونزيات) قبل 4 سنوات الى الثالث عشر مع غلة اوفر كثيرا (9 ذهبيات و6 فضيات و4 برونزيات). ووعدت البحرين بمفاجأة في هذا الاسياد فتحققت المفاجأة، وجاءت جميع ميدالياتها في العاب القوى عبر رياضيين من اصول افريقية باستثناء برونزية منتخب اليد، ما اثار جدلا حول التجنيس والمجنسين، لكن المجلس الاولمبي كان حاسما بتأكيده ان الشروط مستوفاة وان هذا الموضوع سار في العالم اجمع. وكانت السعودية التي لا تعتمد التجنيس اكبر الخاسرين فتراجعت من المركز الثالث عشر (5 ذهبيات و3 فضيات و5 برونزيات) الى العشرين (3 ذهبيات و3 فضيات وبرونزية واحدة). وتراجعت الكويت بدورها من المركز السابع عشر (4 ذهبيات و6 فضيات وبرونزية واحدو) الى التاسع عشر بغلة افضل (3 ذهبيات و5 فضيات و4 برونزيات)، وهي تدين في احراز الذهبيات للرامي عبدالله الرشيدي (السكيت) وعبدالله المزين لاعب السكواش وهي رياضة غير اولمبية اصلا، وراشد المطيري (كاراتيه). وخطت الامارات ايضا خطوة الى الامام لكن بفضل المجنسة علياء سعيد التي احرزت لها الذهبية الوحيدة في سباق 10 الاف م. الكويتي المطيري حقق الذهبية الأخيرة للعرب