بدايةً اعتلاء الفضيلة ليس جزءاً من التجدد كما يشيع البعض ويتراءى بل حياة أخرى أشبه بالنعيم كما أُفسرها ولكنها بصورة أخرى انتهاك نسبي للحرية المطلقة.. فالتسلط الاجتماعي باسم النصح أو تحت مسمى الخبرة الحياتية نوع من أنواع التقيد، كما أن الدين الحنيف والفكر السليم والعادات الاجتماعية المألوفة تنافي التسلط والمثالية المكتسبة بالادّعاء نوع من أنواع التقييد الذاتي أيضاً أي العبودية الذاتية والإنسان يولد حراً ولكن اختلاف الثقافات والمجتمعات أوجبت عليه وضع نقطة تحد من الحرية المطلقة كما أننا بطبيعتنا البشرية نتوق الى العفوية، ولكن يبقى السؤال هل المبادئ قادرة على تغيير الطبيعة؟! هنا لن يكون للسؤال جدوى لأننا بطبيعتنا أيضاً أوجبنا قتل طبيعتنا وأصبحنا نريد اعتلاء المثالية وليس الفضيلة، والديمقراطية وليس الحق.. رؤيتنا لغد لا تتعارض مع واقع مستقيم ولن تُعارض البساطة الفكرية الناشئة داخلنا حياة واقعية متعايشة.. لتكن عفويتك ناتجة عن تأصل فكري، واستعادة مأمولة لمجد الحضارات من جديد، وببساطة عني شخصيا لن أعقد صفقة حرية لأتمثل برؤية مهمشة تقيدت بالمثالية سأبقى طفلة تلهو ببساطة البشرية وامرأة تتغنى بعزة البشرية، الفكر لا يسرق بل يزرع والفلسفة لا تُعاش بل تحاكى والحرية محدودة ومقيدة بالمبادئ والأعراف.. فقط علينا أن نجد داخلها مساحة لحريتنا بعيداً عن ادّعاء المثالية.