أشاد رجل الأعمال الدكتور ناصر بن عقيل الطيار نائب رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لمجموعة الطيار القابضة للسفر والسياحة بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والتي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، في حفل افتتاح مؤتمر مكةالمكرمة ال 15 الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان: "الثقافة الإسلامية: الأصالة والمعاصرة". وأشار الطيار أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- أكدت على قدرة المملكة في تجريد الفكر المنحرف من كل الشبهات التي حاول البعض أن يجد فيها سنداً له، وكذلك تفنيد كل خرافاته والتي ينشر من خلالها دعايته وأسانيده الواهية، بفضل التعاون بين علماء المملكة وأجهزتها الأمنية ووسائل إعلامها وثقافتها الراسخة، فتكونت بذلك جبهة موحّدة عملت على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، لإيجاد تحصين قوي ومستقر في المجتمع من هذه الآفة الدخيلة. وأضاف الدكتور ناصر الطيار مسترسلاً: إن كلمة خادم الحرمين أكدت على أن الثقافة الإسلامية هي التي تعرّف بالأمة وتحدّد وجهتها الحضارية، وتربط أطرافها بعضهم بعضا، فبهذه الثقافة يرتبط المسلم بمئات الملايين من المسلمين المبثوثين في مختلف أنحاء العالم، ويشترك معهم في الدين الذي يدين به، والرسالة التي يتبعها، والمشاعر والآمال والتطلعات التي تعتلج في وجدانه، تجاه حاضر الأمة ومستقبلها. وفي سياق متصل أوضح الطيار قائلاً: إن الثقافة الإسلامية هي التي توحد الأمة وتصل بين شعوبها ودولها؛ فينبغي أن يعطى لها ولمكونها الأساسي وهو الدين، اهتمام أساسي في الاعتناء بالثقافات المحلية والوطنية وتنميتها، وبذلك يكون الانتماء الوطني مؤسساً على الانتماء الإسلامي في مختلف البلدان الإسلامية. وأمتنا الإسلامية أمة كاملة الشخصية، لها تجربتها الحضارية المشرقة، وسجلها التراثي الزاخر، إضافة إلى تميزها عن غيرها من كونها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وتحمل رسالة الله العالمية الخاتمة، وهي رسالة النور والرحمة. وبين الدكتور ناصر أن الكلمة شددت على أنه من الواجب على الأمة الإسلامية أن تتمسك بثقافتها وتدافع عنها بالطرق المشروعة، ووفاؤها بالتزاماتها في التعاون الدولي والإنساني، لا يتعارض مع خصوصيتها الثقافية، ذلك أن التنمية البشرية، وما يتصل بها من مفاهيم كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يجوز أن تكون خارجة عن إطار البيئة الثقافية للأمة، والتي وصلتنا بثقافتنا ومما يتطلب موازنة بين جانبي الأصالة والمعاصرة فيه، فالمعاصرة هي الاتصال الفاعل بعصرنا، والتعامل مع مشكلاته وملابساته، والاستفادة مما يتوافر فيه من تطورات في العلوم والمعارف ونظم الحياة المختلفة، وذلك يقتضي إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين للتعايش والتعاون في فضاء المشترك الإنساني الواسع. وأكد الطيار على أن الوفاء بمتطلبات المعاصرة لا يتعارض بالمرة مع التمسك بالجانب الثابت من ثقافتنا، وهو ديننا ولغتنا العربية وقيمنا العربية الإسلامية، وذلك يتطلب منا الاعتزاز بتراثنا والاهتمام به والاستفادة منه في تنظيم شؤون حياتنا. واليوم تعيش أمتنا واقعاً ثقافياً مضطرباً، يحتاج من العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام، أن يدرسوه دراسة وافية، وتتبع أسباب الخلل فيه، ومعالجته بالحكمة والحجج المقنعة، حتى يستقيم على المنهاج الصحيح الذي يتصف بالوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والعنف والإرهاب. وفي ختام تصريحه أشار الدكتور ناصر الطيار إلى المعاني السامية والراقية التي تضمنتها كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والتي أثرت في الحضور والمستمعين والمشاهدين لها، وأضاف قائلاً: إن المملكة تمضي بكل ثقة ووعي بفضل الله نحو شاطئ الأمان بوسطية الإسلام والفكر المعتدل البعيد عن التشدد المقيت والذي أضر كثيرا الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وتتعامل مملكتنا بفضل الله وبخبرة ووعي قيادتها الرشيدة وبمقدرة عالية وكفاءة مشهودة ونجاح يحظى بالإعجاب من كل المراقبين، مع كل التحديات والمتغيرات المحيطة بالمنطقة بفضل الرؤية الثاقبة والسياسات الواضحة القائمة على أسس علمية تراعي مصالح الوطن والمواطن.