الحظ الذي كان صديقا للهلال في البطولات المحلية، مع ما يملكه من قوة ونجوم جعلته حاضرا في منصات التتويج طوال السنوات الماضية تخلى عنه حين احتاج إليه في البطولات الآسيوية، الحظ وحده لا يصنع الأبطال، لكن وجوده في الأزمات يغير مسار مباريات وبطولات، كان الهلال مع باكيتا وكوزمين وغريتس في أفضل حالاته الفنية، والتوفيق في العنصر الأجنبي والاستقرار الإداري والدعم الجماهيري لكنه لم يتمكن من الذهاب بعيدا في البطولة، وكان بحاجة ماسة لشيء من الحظ، اليوم قد لا يكون هلال الروماني ريجي كامب هو الأفضل لكنه يسير بخطى واثقة في البطولة الآسيوية مدعوما بنجوم يعتمد عليها بقيادة ناصر الشمراني والبرازيلي ديغاو والحارس المميز السديري، وهؤلاء هم من قادوا "الأزرق" لفوز قوي في ذهاب نصف نهائي البطولة أمام العين الإماراتي بالرياض بثلاثية نظيفة، وهي النتيجة التي أسعدت جماهيره وأشعرتها بأن "الزعيم" بات قريبا من بلوغ المباراة النهائية للكأس القارية بعد طول انتظار. يكفي الهلاليين فخرا أن فريقهم ظل حاضرا منذ نهاية التسعينات الهجرية في صلب المنافسة لا يكاد يخرج موسم دون أن يفرح جماهيره بلقب محلي، وتفوق بفارق كبير في عدد مرات الفوز بالدوري السعودي، وحضر بقوة في البطولات الخليجية والعربية وكذلك الآسيوية قبل نظامها الجديد "دوري أبطال آسيا". في الذهاب أمام العين قدم الهلال شوطين مختلفين أحدهما مقلق والآخر كشف عن قوة هجومية ضاربة ورغبة في تحقيق البطولة، وما يجعل الإماراتيين متفائلين رغم التأخر بثلاثة قبل مواجهة الغد الحاسمة هو تفوقهم في الحصة الأولى من مواجهة الرياض، واعتبار ما حدث خللا دفاعيا نتج عنه هدف الشمراني الذي غيّر كل الموازين، ومن يتابع الإعلام الإماراتي وشعارهم المرفوع "نعم نستطيع" على الرغم من صعوبة العودة سواء في ظل الفارق، أو لقوة المنافس، وما يقلل الهلاليين ما واجههم في البطولة ذاتها عام 2010 أمام الغرافة حين تفوقوا ذهابا بالرياض 3 صفر وعاد وفاجأ القطري في الدوحة ضيفه بتسجيل ثلاثة في الأشواط الأصلية ثم تقدم برابع قبل أن ينقذ ياسر القحطاني وعيسى المحياني الموقف بتسجيل هدفين، كانت تلك البطولة متاحة للهلاليين بقيادة غريتس لكن الحظ لم يحالفهم أمام ذوبهان الإيراني في نصف النهائي. الهلال فريق كبير يستحق أن يكون بطلا لآسيا وأن تفرح جماهيره بتواجد فريقها في كأس العالم للأندية، وحين يواجه العين غدا "الثلاثاء" يجب أن لا يترك نجومه للمنافس مجالا لإحداث أي مفاجأة، وإذا كان الهجوم "الأزرق" وراء تحقيق الأسبقية في الرياض فلابد أن يكون له كلمة أقوى في العين في ظل ما سيتوفر لنيفز والمهاجمين من مساحات سيحدثها توجه لاعبي الفريق الإماراتي نحو الهجوم. ربما تحققت فرصة بلوغ المباراة النهائية في فترة سابقة، لكنه اليوم يقترب بصورة لافتة من النهائي، الهلاليون بذلوا الكثير، ويستحقون جني ثمار عملهم.