على الرغم من الدعم الكبير الذي تلقاه الرياضة السعودية وكرة القدم تحديداً من الدولة أيدها الله بدليل صرف أكثر من 88 مليون لمساعدة الاتحاد السعودي لكرة القدم على مواجهة الأزمة المالية التي كان يعاني منها، وفتح نافذة كبيرة من رؤية الطريق نحو عمل جديد يتميز بالاحترافية ونسيان حقبة الفوضى والإخفاقات والتراجع إلى الوراء إلا أن الإنتاجية والنتائج والمستويات ضعيفة جداً، ولم تتقدم خطوة واحدة نحو الإمام، وهذا الواقع في الوقت الراهن بكل أسف، حتى الاتحاد الذي يُرجى منه تطبيق النظام على الجميع وفق لوائح وآلية صارمة ليس لديه نظام أساسي على الرغم من مضي أكثر من عام ونصف العام على الانتخابات وتشكيل مجلس إدارته الحالية وتأكيد رئيسه أحمد عيد على سرعة اعتماد هذا النظام الذي لم ير النور، ونخشى أن لايراه نهائيا، هذا النظام والتسويف في اعتماده أصبح حجر عثرة أمام العمل المنتظر بسبب إصرار الاتحاد على موقفه تجاه نقاط معينة يرى أنها ربما تضيق عليه الخناق في المستقبل وتوقعه تحت محاسبة الجمعية العمومية التي ترى هي الأخرى أن المحاسبة لابد أن تكون عن طريقها حتى يشعر الاتحاد ولجانه أن هناك جهة رقابية وتشريعية تقف خلفه وتحاسبه عند التقصير. مع الأسف الكرة السعودية بهذا العمل الارتجالي، والتخطيط العشوائي أصبحت بلا إنجازات تذكر حتى أصبح التأهل لبطولة معنية ولاتعتبر الطموح النهائي يعتبر إنجازاً يحتفل به الجميع وكأنه تحقيق معجزة، على الرغم من أن الواقع يقول يفترض أن نكون في المقدمة دائما عطفا على الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة من القيادة الرشيدة التي تؤكد دائما حرصها على تقديم يد العون للشباب والرياضين الذين تنتظر منهم رفع العلم السعودي في المحافل الدولية وتقديم رسالة تعني التطوير والقدرة على المنافسة واستثمار أنواع الدعم الذي لايتوقف كافة، ولم يسعد الشارع الرياضي خلال الفترة الماضية إلا المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة الذي فاز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة واحتفظ به إلى الأبد. نتائجيا على مستوى المنتخب السعودي الأول والأولمبي والشباب والناشئين تأتي "الكرة الخضراء" في مركز متأخر جدا بدليل التصنيف الشهري ل(الفيفا)، ان ذهبنا خليجياً أو عربياً، وهذين المستويان ليسا مهمين للجماهير والإعلام الذي بات يعرف أهمية التطوير على المستوى القاري والدولي وضرورة الحضور القوي، آسيوياً أصبح من المستحيل أن نحقق أي إنجاز في الفترة القريبة المقبلة بسبب فوضوية التخطيط الدائمة وعدم تحديد الهدف، فبين فينة وأخرى يظهر لنا من ينظر ويؤكد أن الإعلام هدفه تكبير الأخطاء التي لا تؤثر، وينسى الجميع الإخفاق بسرعة البرق، ثم نخفق ثانية وتعود التبريرات ذاتها، وننسى الإخفاق مرغمين، حتى أصبحنا نرى حال المنتخبات السنية لا يبشر بالخير، ونتائجها كوراثية، ربما البعض سيعترض على كلمة (كوراثية) ولكن النتائج تؤكد أن هذا هو حالها. بطولات الخليج والعرب ليست الهدف في بطولات الخليج على مستوى البراعم والناشئين والشباب والأولمبي وإن كان الأخير قد تأهل إلى الدور ال16 في دورة الأسياد الآسيوية، المركز الذي ينتظرنا إن حالفنا الحظ ربما يصل الوصيف في حالات تعد على أصابع اليد الواحدة، لم نعد مرشحين إطلاقاً لتحقيق أي بطولة، بدليل أننا في آخر خمسة أعوام أو أكثر صائمون عن ملامسة الذهب الدولي على مستوى القارة، وهذا طبيعي ونتاج عملنا، وفكرنا، فلماذا نحرق أعصابنا، ونكبر طموحنا والأدوات الموجودة لاتساعد على البناء والتطوير وحصد النتائج والاحتفاء بالذهب الذي ننشده وليس ذهب البطولات العربية والخليجية؟!. قبل أعوام عدة جاء أمين عام اللجنة الأولمبية الحالي محمد المسحل بفكر نرى أنه كان الطريقة المثلى لصناعة اللاعب السعودي من جديد، لكنه لم يأخذ فرصته وترك إرثاً ثقيلاً على من جاؤوا بعده، والواقع يقول أن لا حول ولا قوة لهم، عملهم يحتاج عوامل عدة حتى يحققون بعض النجاحات، ومن ثم البحث عن طريقة عمل طويلة الأجل، فالفئات السنية هي نواة مستقبل الكرة لدينا، لكنها ليست بخير، إنها تحتاج لعلاج سريع جداً لإنقاذها من الغيبوبة، لا مخرجات تدعم أنديتنا والمنتخبات السعودية مستقبلاً، والعمل يسير بالطريق العكسي تماماً، وهذا ما سنشاهده على أرض الواقع إن ذهبتم لسبر أغوار هذه المنتخبات. لا نحمل المشرفين على المنتخبات السنية فوق طاقاتهم، ولكن نتمنى أن تكون هناك وقفة جادة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإيجاد الحلول المناسبة لإعادة صياغة المنتخبات السنية قبل أن نصل لأقل ما وصلنا إليه حالياً وهو أن لا نحقق الفوز على أندونيسيا واليمن وفلسطين وعمان ومكاو والأردن، وسورية على سبيل المثال، المطلوب مقارعة دول مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية التي تعتبر متقدمة على مستوى القارة ولديها لاعبين محترفين في الخارج. الواقع يؤكد أن الوضع سيء جداً، والحلول لن تأتي بيوم وليلة وعبر الوعود والتصريحات، إنما بالعمل بجدية، والفكر وتغيير السياسة بدءاً من المدارس، ثم الأكاديميات، والأندية، حتى نصل للهدف على مدى الأعوام الخمسة أو العشرة المقبلة، الأهم أننا لا نتراجع أكثر مما نحن عليه الآن. خلاصة القول لايمكن أن نتطلع إلى التطوير وقطف النتائج وحصد العمل الإيجابي والاتحاد واللجان يعجون بالفوضى التي عمت الاتحاد والأندية وأصبح كل طرف يتهم الآخر ويتصارع معه حول الكثير من النقاط التي يفترض أن تكون مرسومة وواضحة أمام الجميع بدلا من الغموض وتغييب الحقيقة، ولنا العبرة فيما يحدث داخل اللجان من فوضى لم تمر بها من قبل، حتى صار الكل يحاول رمي الفشل على عاتق الآخر ويبرئ ساحته، والمضحك أن الاتحاد أصبح ينفي بياناته التي تصدر منه، وكأنه يرد على جهة أخرى، وهذا يعكس سوء العمل وتفاقم الفوضى التي لابد أن يوضع لها حد إن أردنا عودة الكرة الخضراء إلى المنافسة. المنتخب السعودي للناشئين شارك في كأس آسيا قبل فترة قصيرة وخرج من الدور الأول