اعلن الاتحاد السعودي لكره القدم في اجتماعه الاخير تشكيل لجنة لتوثيق بطولات الاندية واعتمادها رسمياً عن طريق اتحاد الكرة برئاسة د.عبدالرزاق ابو داوود وعضوية نعيم البكر واسم ثالث لم يحدد ! ان الملاحظ على هذا التشكيل خلوه من اسماء كبار المؤرخين الرياضيين وعلى وجه الخصوص رائدهم د. امين ساعاتي (76 عاماً) الذي يعد اول من وثق احداث مسيرتنا الرياضية في كتابه : (تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية) الذي صدرت طبعته الاولى عام 1380ه والثانية في 1406ه ومع تنامي مسيرة النهضة الرياضية والانجازات السعودية على مستوى المنتخبات والاندية قام د.ساعاتي باصدار طبعته الثالثة في ستة مجلدات لتغطي تاريخ الحركة الرياضية حتى عام 1417ه . ويعد الساعاتي اول من وثق بطولات الاندية السعودية وعاصر رواد الرياضة وكبار رموزها منذ ان كان لاعباً في اشبال نادي الاتحاد بجدة عام 1376ه كما يذكر في سيرته الذاتية مع نجوم الكرة غازي كيال - عمر راجخان- الكلجة -غازي ناصر -القملة -عبدالجليل كيال -سعيد غراب وصعد للفريق الاول في العام التالي الذي شهد انطلاقة مسابقتي كأسي الملك وولي العهد واعتزل الكرة ليتفرغ للكتابة الصحفية واشرف على تحرير الصفحات الرياضية بجريدة عكاظ والبلاد ومجلة الاذاعة السعودية اضافة الى ممارسته التحكيم على مستوى الدرجة الاولى في كرة القدم والكرة الطائرة وتنس الطاولة . ويتحدث الساعاتي عن اتجاهه للتوثيق منذ عقود قائلاً: "انا من جيل الوسط لذلك تمكنت من تصميم تاريخ الاجيال الثلاثة .. جيل الماضي وجيل الوسط وجيل الحاضر وهذه الفرصة لن تتكرر لغيري فالكثير من الجيل الاول قد واراهم الثرى والبعض يعيش بين ظهرانينا يدفن جزءا كبيرا من تاريخنا الرياضي في كفن نسيانه". وخدم المؤرخ الكبير الحركة الرياضية في اكثر من نادٍ بعد اعتزاله اللعب في صفوف عميد الاندية السعودية اذ عمل سكرتيراً عاماً للنادي الاهلي بجدة وقبلها رئيساً للجنة الثقافية بنادي الهلال. رجل بهذه القامة التاريخية العملاقة عاصر مسابقاتنا الكروية منذ انطلاقتها الرسمية قبل 58 عاماً وبحث عن المعلومة التاريخية من مصادرها وتجول بين مناطق المملكة وجالس الرواد والرموز والشخصيات الرياضية البارزة وعرف منهم الحقيقة التاريخية ووثقها بالصوت والصورة والخطابات والوثائق النادرة .. لم يُلتفت اليه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولا من اتحاد الكرة بل ان اسمه لم يكن مدرجاً في قائمة الرواد والشخصيات الرياضية المكرمة في الحفل الوحيد الذي اقامته رعايه الشباب عام 1426ه برعاية الامير سلطان بن فهد تكريماً للرموز والرواد وشخصيات لها بصمات لا تمحى في تاريخنا الرياضي. ان مسأله توثيق البطولات واضحة ولا تحتاج للجنة ولا لاعضاء لم يعاصروا الرواد ويتعمقوا في التاريخ طالما ان رائد المؤرخين الرياضيين السعوديين على قيد الحياة فالدكتور ساعاتي -متعه الله بالصحة والعمر المديد - متواصل مع الاعلام حتى اليوم من خلال عمود اسبوعي بصحيفة الاقتصادية وبالامكان الرجوع اليه في مسألة التوثيق والعودة لكتابه الذي اصدره قبل 55 عاماً كمرجع تاريخي بعيداً عن لغة الاهواء والاعتقاد ان ميوله الاتحادية كان لها دور في تهميشه وابعاده عن لجنة التوثيق وعدم الاستعانة بخبرته واصداراته ووثائقه التاريخية!.