أصدر المؤلف بدر بن علي العبدالقادر عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود مجموعة إصدارات تتناول قضايا (المواطنة، والوطنية، والولاء، وحب الوطن)، وقد تمثلت في الكتاب الأول (الوطن في ضمير الشرفاء - مذاكرات في حب الوطن والانتماء إليه) الذي يقع في 222 صفحة، من الحجم المتوسط، وقد ناقش المؤلف فيه حب الوطن من خلال اثني عشر مبحثاً، جاء المبحث الأول عن «مذاكرة في حب الوطن والانتماء إليه من القرآن الكريم». وجاء مبحثه الثاني «مذاكرة في حب الأنبياء لأوطانهم وحنينهم إليها» جمع فيه المؤلف جميع ما ذكر في كتب السير والتاريخ من قصص تدل على حب الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- وجاء في مبحثه الثالث بعنوان «مذاكرة في حب الصحابة لأوطانهم وحنينهم إليها».وفي مبحثه الرابع تحدث المؤلف عن «حب الملوك لأوطانهم وحنينهم إليها» جمع فيه المؤلف ما يدل على حب الملوك لأوطانهم وحنينهم إليها. ثم ختم المبحث بوقفة بعنوان: «مملكة الإنسانية». وفي المبحث الخامس تحدث المؤلف عن حب الحكماء لأوطانهم وحنينهم إليها. وفي المبحث السادس تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب الأطباء لأوطانهم وحنينهم إليها، وفي المبحث السابع تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب العلماء لأوطانهم وحنينهم إليها. وفي المبحث الثامن تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب الأدباء لأوطانهم وحنينهم إليها. وفي المبحث التاسع تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب الشعراء لأوطانهم وحنينهم. وفي المبحث العاشر تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب النساء لأوطانهن وحنينهن إليها، جمع فيه المؤلف القصص والمشاعر الصادقة في حب الوطن.والمبحث الحادي عشر تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب الأعراب لأوطانهم وحنينهم إليها وفي المبحث الأخير تحدث المؤلف عن مذاكرة في حب الحيوانات لأوطانها وحنينها إليها.الجدير بالذكر أن مراجع المؤلف تجاوزت الستين مرجعاً، وقد اعتمد المنهجية في العرض والتوثيق. وفي الكتاب الثاني (الوطنية في التشريع الإسلامي) الذي يقع في 80 صفحة، ناقش المؤلف موضوع الوطنية التي برزت الحاجة إليها في الآونة الأخيرة، حين عصف ببلادنا كثير من الفتن والأهواء الضالة المضلة التي ركب موجتها من بعد منهجهم عن الكتاب والسنة، وقل انتماؤهم إلى وطنهم، فخالفوا ما دعا إليه الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد انقسم الناس حولها فئات متعددة، فمنهم من أساء فأنكر دخولها في الشريعة الإسلامية، ومنهم من يبالغ في إثباتها فيجعلها شيئاً مقدساً تسخر لها المبادئ، وتكيف لها المصالح، ومنهم من سلك المنهج الوسط في إثباتها حسب ما أثبتته النصوص الشرعية فجمع بين الحسنيين. وقد جاء المبحث الأول بتمهيد خلص المؤلف من خلاله إلى أن الوطنية إيمان وسلوك يتجسدان في حياة المرء من خلال قيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام، ولها أصل في التشريع فتعلق النفس بوطنها وارتباطها به دليل صادق على وطنيتها، وقد اقترن ذلك في القرآن بحب النفس، وفي المبحث الثاني تحدث عن حب الوطن من منظور شرعي مع استدعاء أدلة ذلك، والمبحث الثالث كان عن إيضاح تطبيقات الوطنية الصحيحة في ضوء الكتاب والسنة كتحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى وإخلاص العبادة له، والابتعاد عن الغلو الذي يؤدي إلى كثير من الأمور السلبية، وتقديم واجب السمع والطاعة لولاة الأمر وحفظ حقوقهم والذب عنهم، وذكر في المبحث الرابع بعض المفاهيم الخاطئة عن الوطنية مع التعليق عليها، كتقديس حب الوطن وإحلاله محل الدين، وجعل الوطن إلهاً له الولاء دون الدين، أو ادعاء الوطنية في القول دون الفعل، وكان المبحث الخامس عن الآثار المترتبة على الإخلال بالانتماء إلى الوطن، والآثار على المستويات الفكرية كإبعاد الشباب عن انتمائهم إلى بلد التوحيد، والنفسية كفقدان الهوية والشعور بالاغتراب الروحي، والاجتماعية كالضعف الواضح في الجانب الأسري والنزاع بين أفراد المجتمع، والسلوكية كممارسة الأعمال التخريبية، أما الحديث عن حقوق الوطن فقد كان في المبحث الأخير مثل حق حبه والانتماء إليه والدفاع عنه، والمحافظة عليه والعمل على رقيه والإسهام في تقدمه. وفي الكتاب الثالث: (الشباب والانتماء إلى الوطن) الذي أصدره المركز الوطني لأبحاث الشباب، ويقع الكتاب في 109 صفحات من الحجم المتوسط، تناول المؤلف أهمية الوطن، ودور الشباب المنوط بهم تجاه وطنهم، وأهمية الانتماء إليه والعمل على رقيه وتطوره، كما يتعرض للمصطلحات ذات العلاقة كالانتماء، والوطنية، والمواطنة، والوطن، وحب الوطن بالتوضيح والتفصيل، وعرض نماذج من الانتماء الصادق في التراث الإسلامي. وفي الكتاب الرابع ( المُواطَنَةُ فِي الأَدَبِ العَرَبي- من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي) الذي يقع في 230 صفحة تحدث المؤلف فيه عن ثقافة المواطنة في الأدب العربي مبرزًا مظاهرها، لأن الأدب هو لسان الأمة المعبر عن حقبات تاريخها، ومسيرتها الحضارية، وتقدمها الإنساني، وكيانها الوجودي، وهو سفيرها إلى الأمم الأخرى؛ ولأن الأدب يسهم في تعزيز رسالة الفكر، والثقافة، وخدمة الوطن؛ لارتباطه الوثيق باللغة الأم. مشيرًا إلى أن الأدباء بطبعهم يشعرون بالحبِّ والكُره نحو أمر معين، وهذا ناتج عن العاطفة الإنسانية، التي تتحكم في مشاعرهم وأحاسيسهم، ومن ثَمَّ يعبرون عنها بلغة الوجدان (الشعر) ومن تلك النواتج المواطنة الصادقة، فارتباط الإنسان بوطنه، وحُبِّه له، وتَمسكه به، ظاهرة إنسانية، ملازمة له في مختلف الأزمان، وعلى مرِّ الدهور، وفي كلِّ البيئات؛ وذلك للأسباب القوية، التي توصل الإنسان بوطنه، فيكون له الأثر الكبير في تكوينه العضوي، وتفكيره النفسي، وإنتاجه العقلي، ومن هنا ارتبط الإنسان بوطنه ارتباطًا لا ينفصم، وأحبَّه حبًّا لا يزول، وحنَّ إليه حنينًا لا ينقطع. مؤكدًا أن المتتبع للأدب العربي يلحظ بروز ثقافة المواطنة عند الأدباء في مظاهر متنوعة، منها: حب الوطن، والانتماء إليه، والشوق له، وكثرة تذكره في الغربة، والحنين إليه عند فراقه، والتشوق إلى العودة إليه، والشعراء لما امتازوا به من قوة العاطفة، ورقة الشعور، وتدفق الخيال، ورهافة الحسِّ؛ يحنون إلى أوطانهم، ويتعلقون بها، وهذا ليس حكرًا على شاعر دون آخر، بل هذا ديدن كثير منهم، فالوطن كان شغل الشعراء الشاغل، حتى في أحلك الأوضاع، وأقسى اللحظات، فقد شاغلت صورة الوطن خيالهم ووجدانهم في حياتهم، أو وهم يودعون الحياة، وسط لهيب المعاناة اللافح، فلهم أنفس تتبع أوطانهم، وقلوب معلقة بترابها، ولذا اشتمل شعرهم على صباغ وطني قوي يبرق أو يَكمد باختلاف الزمان والمكان، ومع ذلك فهو نضير اللون، عديم المِثل، يمثل مواطنتهم الصادقة في أنصع صورها. وقد تتبع الباحث تلك الظاهرة تاريخيًّا بذكر أسماء الشعراء والشاعرات متبوعة بتاريخ وفاتهم مرتبين حسب العصر، مع نماذج من أشعارهم بما يتلاءم مع موضوع البحث، معلقًا عليها بما خرج به من فكرة ورؤية تناسب الأبيات، وختمت المؤلف بالحديث عن ظاهرة ثقافة المواطنة في المقطعات والنوادر الأدبية. وفي الكتاب الخامس (إضاءات في حب الوطن) الذي يقع في 50 صفحة كان خلاصة لأبرز القضايا ذات العلاقة بحب الوطن مدعما قوله بالشواهد من القرآن الكريم وكتب التراث، وهو نتاج بحث عميق وتأمل في التاريخ لتلك القضية الإنسانية الكبرى. وفي المؤلف السادس (الوحدة الوطنية في الشريعة الإسلامية) ناقش المؤلف قضية الوحدة الوطنية مؤكدًا أنها أمرٌ عُرف في الإسلام، بل إنه دعا إليها، على أن تكون تلك الوحدة في ضوء العقيدة الإسلامية، لا يُحاد عنها، ولا تُنتهك بدعوى العصبية الممقوتة. فالإسلام لم يتنكَّر للفطرةِ البشرية، ولم يحارب الطباع السَّليمة، وهذا يعني أنَّ الوحدة الوطنية من منطلق إسلامي صحيحة متأصلة في النفوس، وكامنة في القلوب، مشيرًا إلى أنه لمَّا كانت الوحدة الوطنية الصالحة لا تتعارض مع الدين جاء الترغيب فيها والحثُّ عليها في مصادر التشريع الإسلامي، وحين كان من مقومات العيش الكريم، وضرورات حصول التطور والرقي، وحيازة القوة والتمكين، الاستقرارُ والاتحادُ بكل أنواعهما، ومجالاتهما السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، جاءت الشريعة الإسلامية تدعو إلى كل ما يؤدي إليهما، فمن تشريعات الإسلام لحصول الوحدة الوطنية الأمر باجتماع الكلمة، والنهي عن الاختلاف والفرقة؛ لأنه يؤدي إلى الاحتزاب والاقتتال، فتحصل الفرقة والشتات، مدعمًا قوله بالشواهد من مصادر التشريع المختلفة. الجدير بالذكر أن المؤلف متخصص في قضايا (المواطنة، والوطنية، والولاء، وحب الوطن) وله عدد من البحوث في المؤتمرات والندوات ذات العلاقة، وله عدد من المشاركات في وسائل الإعلام المختلفة في تلك القضايا الجوهرية.