توفي في العاصمة الأردنية عمان، أقدم وزير دفاع عربي، الجنرال العراقي الفريق الأول عبدالجبار شنشل، الذي ووري جثمانه الثرى أمس في مقبرة شهداء الجيش العراقي بمدينة المفرق شمال الاردن، والتي دفن فيها جنود وضباط عراقيون دافعوا عن فلسطين في الحروب العربية السابقة. وينسب للفقيد أنه طور الجيش العراقي من 6 فرق إلى 60 فرقة، وامتدت خبراته العسكرية إلى بلدان عربية، حيث أسس فيها كليات للأركان تدرس العلوم العسكرية وخطط القتال والدفاع الحديثة. ولجهده في تأسيس الكلية الحربية الأردنية. حصل على وسام خاص من الملك حسين بن طلال بحسب موقع "العربية.نت". وتعدت شهرة الراحل الكبير حدود العراق، وصار اسماً يحظى بالتقدير والاحترام في الجيوش العربية التي تدرب عدد كبير من ضباطها الشجعان تحت يديه، وتخرجوا من مدرسته العسكرية، وفي هذا اعتراف بقدرة الرجل ومكانته في الوجدان الشعبي العربي. ومنذ عهد الملك فيصل الثاني وإلى زمن صدام حسين وطوال 65 عاما، ابتدأها من رتبة ملازم حتى وصل إلى رتبة فريق أول ركن، وأصبح رئيسا لأركان الجيش ثم وزيرا للدفاع ثم وزير الدولة للشؤون العسكرية. شارك في كل المعارك العربية والعراقية، 1948 و1967، وفي حرب تشرين/أكتوبر 1973 وحرب 1980 مع إيران، وحرب 1991 مع دول التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. كان شنشل حديث الضباط والجنود العراقيين، كونه عسكريا ملتزما بكل معنى الكلمة، يضرب به المثل بعدم الانتماء إلى الأحزاب ولا التعاطي بالسياسة، ليستقر بعد الاحتلال في عمان مريضا ومهملا بلا راتب تقاعدي من الحكومات المتعاقبة، وحتى بيتيه في بغداد وفي مسقط رأسه الموصل استولى عليهما رجالات السياسة والصحوات الجدد.