وثق تقرير لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في لبنان، عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة التعذيب داخل سجون ومعتقلات نظام الأسد، مبيناً أن عدد ضحايا التعذيب حتى الموت بلغ خلال العام الماضي وحده (105) ضحايا، لافتا الإنتباه إلى تضاعف أعداد الضحايا داخل السجون ومراكز الاحتجاز هذا العام ليصل إلى 252 ضحية خلال الفترة التي رصدها التقرير. وعدت المجموعة التي تتخذ من بيروت مقرًا لها، أن هذا التقرير استمرارية للتقرير الأول الذي صدر سابقا بالتعاون ما بين مجموعة العمل والشبكة الأوربية للدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وتبرز أهميته في أنه يأتي نتيجة جهد ميداني يومي لفريق التوثيق في مجموعة العمل، إضافة لكونه يرصد حالات الاعتقال والاختفاء القسري وما يتبعهما من نتائج تصل إلى فقدان الحياة. وتتحدث المعلومات التي وثقها تقرير مجموعة العمل عن عشرات المدنيين الفلسطينيين الذين قضوا في سجون النظام السوري نتيجة التصفية المباشرة أو تحت التعذيب بعد تعرضهم لأقسى عمليات التعذيب والإذلال والتحقير التي غالباً ما ينجم عنها آثار نفسية وجسدية قد تصل إلى الموت أحياناً. وقد وثقت مجموعة العمل سقوط 147 لاجئاً فلسطينياً في سورية داخل معتقلات وسجون النظام السوري خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر 2013 ونهاية أغسطس 2014، أي بزيادة نحو 40 ضحية على الفترة ذاتها من أغسطس 2012 وسبتمبر 2013. ويوثق التقرير حالات اختطاف للاجئين فلسطينيين مصابين وجرحى من داخل المستشفيات والمراكز الصحية، واعتقالات على حواجز التفتيش التابعة للنظام السوري، كما تطرق التقرير إلى الاعتقال أثناء محاولات الخروج من المناطق المحاصرة، وحالات تعذيب وتصفية جماعية عقب الاحتجاز لفترات قصيرة خلال الاقتحامات التي ينفذها الجيش والقوى الأمنية للمخيمات والتجمعات الفلسطينية، وكذلك حالات إعدام أو قتل تحت التعذيب لعدد من المعتقلين الذين رفضت الأجهزة الأمنية تسليم الجثة أو الإفصاح عن مكان وجودها أو دفنها. كما سلط التقرير الضوء على التوزع المكاني والزمني لضحايا التعذيب حيث بلغ عدد الذين قضوا من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا تحت التعذيب (164) لاجئاً، احتل مخيم اليرموك المكانة الأولى بين المخيمات من حيث عدد من قضى من أبنائه في سجون النظام السوري.، حيث وثقت مجموعة العمل سقوط 86 لاجئاً فلسطينياً تحت التعذيب، بعد اعتقال دام لفترات متباينة، أي بمعدل 52.44% من إجمالي من أُوقف من أبناء المخيمات، و34.14% من الإجمالي العام، وجاء في المرتبة الثانية مخيم العائدين في حمص، حيث سجل سقوط 21 لاجئاً، ثم مخيم خان الشيح (11 ). ومن الناحية الزمنية فقد ذكر التقرير أن شهر أغسطس من عام 2014 سجل أكبر عدد من ضحايا التعذيب، حيث أُبلغ ذوو (31) لاجئاً فلسطينياً بضرورة مراجعة الفروع الأمنية لتسلّم المتعلقات الشخصية لأبنائهم، بعدما قضوا داخل السجون. وبالمقارنة مع الشهر ذاته من عام 2013، فإن الإحصائيات تشير إلى تضاعف الأرقام لأكثر من خمس مرات. وفي ختام تقريرها طالبت المجموعة بالكشف عن مصير بقية المعتقلين الذين وثقتهم المجموعة والبالغة أعدادهم (624) معتقلاً ، كما طالبت بضرورة الإفصاح عن مصير جثث الذين تمت تصفيتهم، ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية إلى ضرورة التحرك وإلزام الحكومة السورية بالإعلان الفوري عن مصيرهم والسماح لهم بمحاكمات عادلة ونزيهة، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين الموقوفين دون سند قانوني في السجون ومراكز التوقيف السورية، ومتابعة تلك الحالات بحق اللاجئين الفلسطينيين واحترام الحقوق الأساسية وحق الحياة والكرامة للفلسطينيين على الأراضي السورية.