أكد سفير خادم الحرمين الشريفين بمملكة البحرين الدكتور عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ أن الاحتفال بالذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة يمثل عودة إلى التاريخ وتحديدا عام 1351ه الموافق 1932م حيث استطاع المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيدها بعد جهاد استمر 32 عاما من اجل لم صفوف أبناء المملكة تحت راية التوحيد في وحدة سياسية واجتماعية وتنظيمية بعد أن كانوا لفترة طويلة كيانات وقبائل متفرقة ومتناحرة. وقال إن المؤسس العظيم أسس دولة عربية فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية، حريصة على التضامن العربي والإسلامي، والسلم الدولي وفق رؤية سياسية واعية للمغفور له الملك عبدالعزيز الذي استطاع أن يجعل من المملكة العربية السعودية دولة لها ثقلها العربي والإسلامي والدولي، فكانت المملكة من الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأممالمتحدة. وبين أن المؤسس - رحمه الله - استمد من الشريعة الإسلامية منهاجا ونبراسا له، فحقق بفضل الله ما يصبو إليه، وتكاتف الناس حوله وجعل للوطن شعارا يعتز فيه كل مسلم وهو راية التوحيد وتحقق لهذه الأرض أمنها واستقرارها وازدهرت الحياة، وسن الأنظمة والقواعد وفق دستور شرعي يعطي كل ذي حق حقه. وقال إن الملك المؤسس - طيب الله ثراه - استطاع بحنكته أن يعطي الحكم في هذه البلاد مفهوما جديدا حيث بين للناس أنه منهم ومعهم وأنه يشاركهم همومهم وسعى في دحر الظلم ونشر العدل ووحد هذه البلاد على عقيدة صحيحة وعلى قلب واحد وشعب واحد، وترجم تلك المعاني في حياته وأخذ يبني البلاد ويجمع شمل الأمة ويوحد رأيها وكلمتها، وبعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية وضع أسس وقواعد الدولة، كان لبعد نظره وذكائه الفضل بعد الله في بناء الدولة الحديثة وتعزيز ركائزها وبنائها داخليا ثم مّد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة. وأوضح السفير آل الشيخ أن شعب المملكة قد نعم بعد هذه الملحمة التاريخية القوية التي يسودها الحب والاحترام بالتنمية ورغد العيش وأصبح ذلك التناحر وعدم استتباب الأمن والتخلف والعصبية من الماضي بعد تأسيس كيان قوي فعال قائم على العدل والأمن اللذين يعدان داعما رئيسيا للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واستطاع أبناؤه الكرام من بعده أن يكملوا المسيرة ويجعلوا هذه الجزيرة واحات من البناء والازدهار المتواصل الذي نعيشه اليوم مستمدين ذلك من رؤية وحكمة والدهم. وأضاف آل الشيخ أن اليوم الوطني ذكرى غالية على قلوب الجميع يحتفي فيها بالعطاء والانجاز وتمثل فرصة كبرى للتفكير في هذه المسيرة التي تحققت ويستلهم منها العبر والدروس لهذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته وإيمانه الراسخ بالله عز وجل، أن يبني هذه الدولة الشامخة ويشيد ثوابتها النيرة التي نشهد تطورها ونتطلع لغد أفضل في سعينا الدائم إلى كل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات للَّحاق بركب الدول المتقدمة. وبين أن المملكة ولله الحمد قطعت شوطا كبيرا في سنوات قصيرة قياسا بعمر الأمم ما جعلها تحتل مركزا مرموقا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني والاجتماعي من خلال المحافظة على ثوابتها كدولة إسلامية، لها أهميتها العظمى مهبطا للوحي وقبلة للمسلمين ودورها المهم في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والدولية العادلة، والحرص على تعزيز مبادئ السلم والعدل والأمن في العالم، وتسعي بكل اخلاص لحل مشكلات المنطقة والقضايا الدولية بما تملكه من دور سياسي كبير في العالم العربي والإسلامي والدولي، وبما تملكه من صدق سياسي نظرا لتمتعها بدبلوماسية متزنة نالت الاحترام الدولي لآرائها وبُعد نظرها ومبادراتها الحكيمة ومواقفها الإنسانية النبيلة. وأشاد السفير آل الشيخ بهذه المناسبة بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة القائمة على الود الخالص والمحبة الصادقة بين القيادتين والشعبين، وعلى ما تلقاه السفارة من رعاية وتقدير كريمين من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله، ومن جميع المسؤولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين الشقيقة. ورفع آل الشيخ باسمه وباسم منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الشقيقة أسمى عبارات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة والأسرة المالكة الكريمة ولسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود، والشعب السعودي الوفي النبيل، سائلاً المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والعطاء والرخاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم.