يستطيع مرضى الربو القيام بمناسك الحج باتباع بعض النصائح وتجنب بعض العوامل المؤدية إلى تهيج المرض فقبل الحج بفترة كافية ينبغي زيارة طبيبك المشرف على حالتك وذلك لعدة أمور، أولاً للتأكد من أن المرض تحت السيطرة، ثانياً الحصول على كمية كافية من الأدوية اللازمة، ثالثاً للتأكد من حصولك على التطعيمات اللازمة بما فيها تطعيم الأنفلونزا السنوي والذي لا بد من أخذه قبل الحج بعشرة أيام على الأقل (حتى يتمكن الجهاز المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم)، ورابعاً للحصول على تقرير يوضح تفاصيل الحالة المرضية وطريقة التعامل معها في الحالات الطارئة. أدوية الربو على عدة أشكال وغالبية مرضى الربو يستخدمون نوعا من البخاخات يسمى الوقائي، وهو(ذو لون بنفسجي، أحمر أو بني) ويؤخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة باليوم حسب وصف الطبيب، وآخر يسمى الموسع للشعب الهوائية، وهو (ذو لون أزرق أو رصاصي) يعرف أيضاً بالبخاخ المسعف مثل بخاخ الفينتولين ويؤخذ عند اللزوم، بجانب أدوية أخرى قد تعطى لبعضهم بحسب شدة المرض، فعلى مريض الربو الحرص على استخدام البخاخ الوقائي بانتظام وذلك قبل موسم الحج بأسابيع حتى وإن لم يشعر بالأعراض، كذلك يفضل حمل كمية زائدة من البخاخ المسعف واصطحابها بشكل دائم. ويأتي موسم حج هذا العام في فترة تتقلب فيها الأجواء مع ما يصاحب ذلك من ازدحام، ما يجعل مريض الربو عرضة لانتقال عدوى الجهاز التنفسي من الآخرين والتي بالتالي تهيج مرض الربو بجانب ما تحمله الأجواء المحيطة من الغبار وعوادم السيارات لذلك على مريض الربو تجنب تلك الأماكن قدر الإمكان وعدم الخروج للنسك في أوقات الذروة، ولا يلمس الفم أو الأنف باليدين إلا بعد غسلها جيداً لتجنب العدوى الفيروسية، وينصح باستخدام البخاخ المسعف قبيل الشروع في أي نسك مجهد بدنياً كالطواف والسعي والرمي كما ينصح بالتزود من السوائل. كيفية التصرف في الحالات الطارئة عادة ماتكون نوبة الربو على هيئة سعال، ضيق في النفس وصفير في الصدر بسبب تضيق الشعب الهوائية. فعند حدوث ذلك أو شيء منه لا قدر الله، يتوجب على المريض استخدام البخاخ الموسع للشعب الهوائية فوراً وتكرار استخدامه عند اللزوم وفي ذات الوقت طلب المساعدة لعرضه على الطبيب وعند الوصول للمستشفى يعطى التقرير الطبي الذي يحمله المريض معه بشكل دائم للطبيب المعالج لضمان التعامل مع الحالة بالشكل الصحيح وبشكل عام احرص على أن تكون برفقة من هو على علم بحالتك المرضية، وعلى عدم إجهاد نفسك وأخذ فترة كافية من الراحة قبل أي نسك. وبعد إتمام مناسك الحج استمر في استخدام العلاج الوقائي لأسابيع وإن لم تشعر بأعراض الربو، ختاماً أود التذكير بأن ديننا الحنيف هو دين الرأفة والرحمة وحفظ الأنفس، فإذا قرر الطبيب بأن مرضك غير متحكم به وأنك غير قادر على الحج فعليك اتباع نصيحته وعدم تعريض نفسك للخطر. * قسم الأمراض الصدرية للبالغين